بعد موافقة الكنيست الصهيوني يوم أمس على حل نفسه في قراءة أولى، يعود الكيان الصهيوني على ما يبدو إلى التحفز لعدد من السيناريوهات التي تفرض نفسها وتتحدد أولوياتها بناء على خيارات الأطراف الفاعلة، وهي هنا طبعا بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ووراءه الليكود واليمين الصهيوني وخصوصا الأحزاب الأرثوذكسية، ومن جهة أخرى بني غانتس الذي استفاد من مبادرة يائير لابيد ليضغط على نتنياهو دون أن تكون أهدافه موحدة مع لابيد، فمن الواضح أن بني غانتس يريد الدفع باتجاه وصوله إلى موقع رئيس الحكومة وإبطال ألاعيب نتنياهو بينما يريد لابيد تغيير النظام الموجود برمته، وبالتالي من الواضح أن بني غانتس ويائير لابيد يرقصان على ذات الموسيقى في حفلين منفصلين، ويطمح لابيد بضم غانتس إلى حفلته، ولا يوجد أي ضمان بأن يقوم أحد ما بتغيير الشريط الموسيقي في حفلة غانتس الأقل تماسكا كما هو واضح.
طبعا التوقع أو السيناريو الأبرز في حال مضت الأمور في طريقها كما تحددت معالمها أمس أن يمضي الكيان إلى انتخابات هي الرابعة خلال عامين، ولكمن طبعا بما إن التصويت جرى بالقراءة الأولى، فإن العديد من السيناريوهات تطرح نفسها.
المفضل لدى الليكود ولدى الإعلام على ما يبدو (سعيا لتمرير الوقت)، أن يتوصل الليكود وأزرق- أبيض إلى اتفاق معين، وتم تمرير ميزانية 2020 قبل 23 ديسمبر ويمنع تفرق الكنيست، ويكون هناك موعد ثان أساسي هو 31 آذار/مارس (الموعد النهائي لتمرير ميزانية 2021). إذا طلب نتنياهو عدم تنفيذ الاتفاق واستخدام ابتزاز الميزانية مرة أخرى، فسيتم حل الكنيست في 31 مارس أو قبل ذلك مع مشروع قانون حل الكنيست الذي سيدخل حيز التنفيذ. وفي هذا السيناريو ستنعقد الانتخابات في حزيران/ يونيو 2021.
الأبرز أو الأكثر احتمالا ضمن تسلسل الأحداث على ما يبدو أن يفشل بني غانتز ونتنياهو في حل الخلافات بينهما وبالتالي لن يتم تمرير موازنة 2020 وبحلول الموعد النهائي للميزانية وهو 23 كانون أول/ديسمبر سيتم حل الكنيست تلقائيا بدون تصويت ولا أي شيء والانتخابات ستكون في 23آذار/مارس 2021.
السيناريو الآخر أن تفشل كل مقترحات الحل والاتصالات بين الجانبين وهكذا سيتم يوم الاثنين حل الكنيست نهائيا حيث سيتم خلال أسبوع أو عشرة أيام تمرير القراءات الثلاثة وهنا ستجري الانتخابات أيضا في منتصف آذار/مارس أو في موعد آخر تتفق عليه الفصائل. رغم اختلافهم حاليا، إذ بينما يفضل أزرق- أبيض ويمينا انتخابات في وقت مبكر من العام الجديد يفضل الليكود انتخابات متأخرة ليستطيع الاستفادة من الزخم الإيجابي للقاح الجماعي ضد كورونا الذي سيتم في الربع الثاني من العام.
أخيرا وهو سيناريو ضعيف، أن يتوصل الليكود وأزرق أبيض إلى اتفاق معين ، ويمرر موازنة 2020 والكنيست لا يتفرق. ثم يقترب من ميزانية 2021 ويبدأ العمل عليها والموافقة عليها في فبراير. في مثل هذه الحالة قد يصبح غانز رئيسًا للوزراء في نوفمبر ولكن من الواضح أن فرص هذا السيناريو معدومة.
