يتصاعد الاشتعال المقدسي في وجه العدو الصهيوني منذ عدة أيام، ليبلغ ذراه أمس، كرد على الهجمة الوحشية من عصابات أمن العدو ومستوطنيه؛ فمنذ بداية شهر رمضان تزايدت دعوات الجمعيات الاستيطانية لتنظيم اعتداءات وشن هجمات جماعية على أهل المدينة من الفلسطينيين، واقتحام أماكن عبادتهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
الهجمة الصهيونية المستمرة منذ احتلال المدينة من قبل سلطة الاحتلال الإرهابي الصهيوني؛ باتت أكثر جرأة في الفترة الأخيرة، في ظل دعم أقطاب التطبيع العربي للعدو الصهيوني، وتلاقيهم مع سياسة العدو على هدف تركيع المدينة وأهلها وطمس هويتها العربية الفلسطينية.
إن المعادل الطبيعي للهجمة الصهيونية المتصاعدة، هو التصدي البطولي الذي نهض به أهل القدس ، والهبة الباسلة التي أشعلوها في وجه الغزاة الصهاينة؛ فعاصمة فلسطين لن تستسلم أمام الغزاة، وأهلها لن يخضعوا لإرهاب المحتل، هذه النار التي هبت في القدس امتد لظاها ليوسع مساحة الاشتباك في وجه العدو على امتداد خارطة فلسطين التاريخية، ويعيد الاعتبار مجددًا لقيمة الفعل الشعبي، ودور الجماهير في صناعة الخيارات الوطنية، وتثبيت البوصلة وحمايتها من أي انحراف تصنعه أوهام المرحلة؛ فلا بديل عن الاشتباك والكفاح لردع المحتل، وطريق لتحرير الأرض واستعادة سلطة الشعب على قراره الوطني، وصناعة سياسته، وتقرير مصيره.
إن الرسالة التي قدمتها فلسطين وفي الطليعة منه عاصمتها الباسلة، لهذه المنطقة كما العالم، أن النار وحدها هي ما ينتظر المشروع الصهيوني في كل يوم له على أرض فلسطين، نار ستأكل هذه البنية العنصرية، وهياكلها ومنظومات قمعها الأمني والعسكري، ولن تبقي منها إلا رماد تذروه ريح فلسطين.
هذا الشعب يحقق سيادته على أرضه عبر الاشتباك، وفي كل نقطة يزحف لها فعل المواجهة هناك حرية فلسطينية، وثمة سيادة تصنع، فيما تنحسر هذه السيادة مع الاستسلام لمشاريع السيطرة باسم التسوية والتعايش مع القاتل؛ فلا حياة مع الصهيونية، ولا تسوية معها، ولا بناء في ظل وجودها إلا لأدوات المقاومة والكفاح.. وهذا عهدنا مع فلسطين وشعبها وأمتنا من المحيط إلى الخليج.