Menu

المستعربون الإرهابيون -دوفدوفان وشمشون وجدعونيم- في الميدان المقدسي

نواف الزرو

خاص بوابة الهدف

  قد تكون المصطلحات أعلاه أشبه بطلاسم للبعض يصعب قراءتها وفهم معانيها، وقد تكون غريبة حتى على بعض السياسيين والخبراء والمتابعين، فهي لا تتردد كثيرًا في الإعلام الصهيوني؛ فكيف الحال في الإعلام العربي؟ وقد يقول البعض باندهاش: ما هذه: الدوفدوفان والشمشون والمتسادا والجدعونيم؟

إنها ومن باب العلم والمعرفة بالعدو، من أبرز وأخطر الوحدات العسكرية الصهيونية السرية التي يطلقون عليها "المستعربون"، خاصة وأنها ظهرت في الأيام القليلة الماضية بقوة في الميدان المقدسي، حيث قام أفرادها باصطياد العشرات من السباب المقدسيين، وقد ارتأيت أن استحضر شيئًا من المعلومات عنها في ضوء تقرير عسكري؛ بث منذ سنوات في إذاعة الجيش الصهيوني وجاء فيه: "أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمالية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في ضوء المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية، واندلاع مظاهرات في الضفة الغربية"، بينما كشفت القناة التلفزيونية العاشرة في نشرة أخبارها المسائية المركزية عن: "بدء إجراء وحدة المستعربين دوفدوفان؛ تدريبات في معسكرها استعداداً لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة"، وبثت القناة تقريراً لمراسلها العسكري "أور هيلر" يتحدث عن: "استعدادات كتيبة المستعربين لاحتمالية تنفيذ أفراد الوحدة عمليات عسكرية سريعة في مناطق وقرى فلسطينية بالضفة الغربية". وبحسب المراسل العسكري فإن: "عمليات التدريب أطلق عليها (في المقهى) وتتم في معسكر تدريب تابع للوحدة، وهو شبيه بالأحياء التي يقطنها الفلسطينيون بكامل مكوناتها، ويتدرب جنود الوحدة على كيفية الدخول إلى البلدات الفلسطينية، وكيفية استخدام الوسائل القتالية واعتقال مشتبه بهم من مناطق فلسطينية مكتظة، في حال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة". ويذكر في هذا السياق أن وحدة دوفدوفان؛ ترافق قوات الجيش الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية "الشاباك" في تنفيذ مهام اعتقال أو اغتيال فلسطينيين في عمق مناطق الضفة الغربية.

ودوفدوفان كما أشير، ليست الوحدة المستعربة الوحيدة الناشطة في الجسم الفلسطيني في القدس والضفة، ففي إطار حربه على الانتفاضة الأولى؛ عمل رابين وزير قمع الانتفاضة الفلسطينية آنذاك، على إنشاء القوات الخاصة التي عرفت باسم "المستعربون" باللغة العبرية، وتشمل أربع وحدات خاصة هي: ""دوبدوبان" وتعمل في الضفة الغربية، و"شمشون" وتعمل في قطاع غزة، و"الجدعوينم" تابعة لحرس الحدود، وتعمل بالأساس على نطاق واسع في الضفة الغربية، ووحدة تابعة للشرطة الإسرائيلية، وتعمل في منطقة القدس. وقد أقيمت هذه الوحدات بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 1987 بشهور قليلة؛ عندما تبين للجيش الإسرائيلي أن الوحدات العسكرية النظامية عاجزة عن مواجهة نشاطات اللجان الشعبية ومجموعات المطاردين"، وقد شُكلت هذه الوحدات حسب الاعترافات الإسرائيلية "كرأس حربة الجيش الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة الساخنة".

ولم تكتف سلطات الاحتلال بهذه الوحدات؛ فهناك أيضًا وحدة "متسادا" التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية التي استخدم جنودها كمستعربين في مسيرات بلعين الأسبوعية، حيث يقومون بالانخراط في صفوف الشباب ويشاركون بإلقاء الحجارة على الجيش وأحيانًا يطلقون النار؛ بهدف جذب وكشف الشباب الناشطين في الانتفاضة هآرتس"، وجاء ذلك خلال اعتراف نائب قائد "متسادا" أثناء إدلائه بأقواله في شهادة قدمها في إطار محاكمة عضو الكنيست العربي محمد بركة الذي تتهمه إسرائيل بـ "محاولة خنق" مستعرب من الوحدة في تظاهرة في بلعين بالعام ٢٠٠٥"، وشُكلت وحدة "متسادا" في العام ٢٠٠٣ كقوة تدخل سريع تابعة لمصلحة السجون لمواجهة حالات الطوارئ، وعمل أفرادها في العام ٢٠٠٥ عدة مرات كمستعربين في تظاهرات ضد جدار الفصل العنصري خاصة في بلعين، كما أطلقت شرطة الاحتلال مؤخرًا وحدة مستعربين سرية جديدة بين العرب الداخل/1948؛ بهدف بناء بنية تحتية استخباراتية تمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من التعامل مع المواطنين العرب هناك.

ويشار إلى أن هذه الوحدات المستعربة "عربية الملامح، والملابس، والعادات والتقاليد، وحتى لغتهم، وأفرادها؛ يندسون بين الفلسطينيين ربما لدقائق أو ساعات أو أيام قد تمتد لشهور، وما إن تحين الفرصة ينقضون على فريستهم.. والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اعتقال شخصيات، أو تصفية مقاومين، أو تفريق متظاهرين. إنهم "المستعرفيم".. وهي الكلمة العبرية وتعني "المستعربون". هكذا هو الواقع هناك في الأرض المحتلة؛ تنهمك سلطات الاحتلال في حروبها، مستخدمة كل ما لديها من جيوش ووحدات خاصة، ومن عصابات المستعمرين اليهود، وتعمل على مدار الساعة في المصادرات والتهويد والاعتقالات والمحاكمات والتهجير، بينما يغرق الفلسطينيون في أعبائهم وهمومهم ومشاكلهم وخلافاتهم الداخلية، وينشغل العرب في حروبهم وتصفياتهم البينية لصالح الأجندات الاستعمارية...!