Menu

شيفرة الشعب: الشهادة

بوابة الهدف الإخبارية

شهداء مخيم جنين

خاص بوابة الهدف

الشهداء، صالح عمار، أمجد حسينية، رائد ابو سيف، نور الدين جرار؛ اختاروا طريق جنين، القتال والاستشهاد؛ عظمة البطولة قد تقاس حينًا بظرف زمانها، ذلك حين يأتي خيار المقاومة في زمن التنسيق الأمني، وفعل الاشتباك من قلة في ظل انزواء غالبية السلاح؛ فرغم عدم انقطاع الفعل المقاوم عن فلسطين، وتحديدًا عن جنين ومخيمها، فإننا بلا شك أمام مرحلة صعبة فيما يتعلق بممارسة شعبنا لحقه في المقاومة المسلحة، في ظل ملاحقة أمنية مستمرة للمقاومين، وجولات من الاعتقالات والهجمات الصهيونية على بنى وحواضن الفعل المقاوم، وموقف سياسي رسمي لا يسعف هذا الفعل ويدينه ويُحاصر عوامل وجوده.

لعل هذا ما يعطي القيمة الاستثنائية لكل طلقة يتلقاها العدو، ولكل صيحة ضده، فما البطولة إلا موقف في مواجهة التردي، وصمود في ظل النكوص، وكرار في زمن الفرار، وهو ما مثله هؤلاء الشهداء على صغر سنهم؛ مذكرين بدور التضحية والفداء، كشرارة تشعل نار المقاومة وتعيد الوهج وتنير الدرب.

نقل الشهداء تلك الرسالة التي تسري من جيل إلى جيل؛ موقف شعب فلسطين من هذا العدو هو: القتال حتى النصر أو الشهادة. وبهذه الشهادة يعبد الشعب طريق نصره، وينقل شعلته.

لم يبحث الشهداء عن إدانة الكيان الصهيوني، أو إحراجه دوليًا، ولم يحذروه من انفجار الأوضاع، كما رطنت السياسة الرسمية في ديباجتها المكرورة والمشروخة، بل قدموا ذاتهم فتيلًا لتفجير الأوضاع في وجه العدو.

وبشكلٍ ما سرت الإشارة والرسالة في صفوف الشعب؛ هؤلاء كانوا أطفالًا حين ارتقى أبو جندل وطوالبة وسطرت جنين معركتها؛ ولدوا وعاشوا في زمن اجتثاث المقاومة، ولكنهم خرجوا أوفياء لها؛ التقطوا الرسالة؛ فعّلوا شيفرة الشعب السريّة؛ نفذوا وصية الشهداء الذين سبقوهم؛ سطروا وصيتهم لمن بعدهم؛ رسموا مستقبل فلسطين... النصر أو الشهادة.. وهم وشعبنا طلاب نصر وحياة للعيش بحرية على كامل تراب الوطن الفلسطيني التاريخي وعودة لاجئيه ونيل استقلاله وتقرير مصيره وتحقيق العدالة والسلام والأمن بلا احتلال زائف التاريخ والوجود.