Menu

الحصار أو الاستسلام

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

منذ انكفاء الهجمة الصهيونية مايو 2021 يستثمر العدو في حصاره على قطاع غزة، حيث ضيق الخناق وصعد من عدوانية الحصار، ذلك في ظل انحسار لحالة التضامن التي كان يمكنها تشكيل رافعة لكسر الحصار بشكل نهائي.

استثمار العدو في حصار غزة، هو رهان بالأساس على هزيمة وعي الجمهور الفلسطيني والعربي، حيث تتحول غزة لنموذج للقدرة الصهيونية على التعذيب، ويستعرض العدو التواطؤ الدولي معه في واحدة من أوقح تجلياته؛ وظيفة هذا المشهد/ الحالة، إن توصل الجماهير العربية لقناعة بسوء عاقبة المقاومة والمواجهة، وزجره عن تكرار نماذج القتال ضد العدو أو التمرد في مواجهة المنظومة الدولية المتآمرة معه.

وإذ تلعب القاذفات والغارات وجرائم القتل دورها في تدمير البنى المادية والبشرية في غزة، فإن دور الحصار هو منع العلاج والدمار وإبقاء الجرح مفتوحًا، والنزيف قائمًا، وتحويل صيحات العزة أو محاولات الاقتداء التي ألهمتها المقاومة الفلسطينية والعربية إلى يأس وعويل.

من المؤكد أن شعبنا يرفض الاستسلام، ولكن الاستسلام والهزيمة هي ليست خيارات توضع على الطاولة بهذا المسمى، وليست قرار يؤخذ في لحظة، بل عروض ووساطات تأتي في لحظات الألم وفي ذروة التخلي والنكوص؛ فالحقيقة أنه لحد كبير قد ترك الغزيون والفلسطينيون لوحدهم مجددًا بعد انحسار العدوان، إلا من نصرة حلفائهم في معسكر المقاومة.

إن البديل اليوم لإبطال استراتيجية العدو هو كسر الحصار، لا انتظار تشقق لحم أطفال غزة لتحقيق معجزات جديدة في الصمود، تبهج بعض الإعلام العربي؛ فالمعركة اليوم لا تقتصر أبدًا على مقاتلي المقاومة، أو الصامدين في غزة وعلى امتداد الأرض الفلسطينية، ولكنها معركة العروبة والعرب، وتدور حول سؤال مركزي. ما هو معنى كون فلسطين قضيتهم المركزية؟

البديل عن الحصار هو هزيمة القائمين عليه، فلا تفاوض ممكن حول "شدة حبل المشنقة" الملفوف على أعناق الفلسطينيين في غزة، ولا منطق معقول يفسر كيف تبقى البقعة الوحيدة المحررة برا في فلسطين محاصرة من كل صوب