Menu

ويجمل وجه الاحتلال..

سياسة الهدم القسري لمنازل ومنشآت المقدسيين كابوس يحصد أمنياتهم وأرواحهم

بوابة الهدف الإخبارية

تصل سياسة الإذلال والتنكيل بأبناء شعبنا الفلسطيني في القدس ، إلى ذروتها عند طلب سلطات الاحتلال الصهيوني من المواطن أن يقدم أوراقاً أو صوراً تثبت هدمه لمنزله وتسويته بالأرض تجنباً لأي غرامات أو عقوبات أخرى.

هذه السياسات الصهيونية، تأتي بعد مشوار طويل من الغرامات والجلوس داخل أروقة المحاكم، وعادة ما تتذرع المحاكم "الإسرائيلية" في قراراتها بأن أوامر الهدم سببها عدم قيام المواطن بالحصول على الترخيص اللازم، الأمر الذي قد يكون أمراً مستحيلاً بسبب التكلفة العالية التي قد تصل إلى تكلفة بناء منزل آخر في أي منطقة أخرى، حيث تصل تكلفة الترخيص لعشرات آلاف الدولارات.

وتتجاوز سياسة الهدم الذاتي القسري من سرقة أهم ما يمكن أن تملك عائلة في العالم وهو المنزل إلى سرقة الأرواح، وهذا ما حصل مع الفتى المقدسي من بيت حنينا علي برقان 17 عاما الذي استشهد بعد انهيار جدار بيت مهدّم عليه حيث طلبت السلطات من العائلة اما هدم البيت أو دفع غرامة مالية كبيرة، وخلال العمل على هدم البيت انهار جدار على الفتى.

الناشط المقدسي محمد أبو الحمص أكد، في تصريحات له، أن القدس شهدت تسارعاً في عمليات الهدم والتهجير والتضييق ومضاعفة العقوبات على المقدسيين من بلدية الاحتلال، داعياً لمواجهة سياسات الاحتلال التهويدية.

وقال: صورة الفتى برقان الذي ذهب لمساعدة جيرانه من بيت عابدين في هدم منزلهم وانهار عليه جدار المنزل ما ادى لاستشهاده، أصبحت كابوساً يطارد كافة أهالي المنطقة، وذلك لبشاعة ما حدث فالحياة الان مليئة بالحزن والأسى والدموع على فراقه بهذه الطريقة التي تسبب بها الاحتلال بشكل أساسي.

يشار إلى أنه ومنذ احتلال المدينة عام 1967، هدم الاحتلال قرابة 2000 منزلاً، كما اتبع سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه المقدسيين، بهدف إحكام السيطرة على القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين، وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.

وأوضح أبو الحمص، أن سلطات الاحتلال تهدف بذلك إلى تحجيم وتقليص الوجود الفلسطيني في المدينة، من خلال نظام يقيد منح تراخيص المنازل والمباني، مشدداً على ضرورة خلق توجه مقدسي فلسطيني رسمي لمواجهة السياسات القسرية وتعزيز صمود المواطن في المدينة المحتلة.

وأضاف "مع عدم وجود حاضنة دولية دفاعية عن المواطن المقدسي يسعى الاحتلال الى تجميل صورته من خلال ترك المواطن يهدم منزله بيده، إلا ان ذلك يجب أن يجابه بمزيد من الاصرار ويجب ان يعمل الجميع على هدم هذه السياسات بمزيد من الرفض للسياسات".

ودعا أبو الحمص إلى ضرورة تفعيل اللقاءات الاجتماعية بين المقدسيين بعيداً عن الانتماءات السياسية للقدرة على مواجهة الخطر الحقيقي للهدم القسري، خصوصاً مع عدم وجود مؤسسات فلسطينية قادرة على دعم الصمود بشكل كبير وكامل التعويض.

وتسعى بلدية الاحتلال منذ سنوات لهدم مئات الوحدات السكنية في حي البستان، وتحويله إلى "حديقة توراتية" لصالح مشاريع ومخططات تهويدية، ولكن المخطط أجل مرات عديدة بسبب الضغط الشعبي والجماهيري، وكذلك الحراك القانوني، وكذلك يواجه سكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، خطر نكبة جديدة بعد أن أخطرت سلطات الاحتلال عددا من العائلات بإخلاء منازلها، لإحلال المستوطنين بدلا منهم.

ومنذ عام 1972 بدأت قوات الاحتلال تضيق على السكان، بزعم أن الأرض التي بنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنية كانت مؤجرة في السابق لعائلات يهودية، وفي الوقت الذي تهدم سلطات الاحتلال المنازل الفلسطينية، تصادق على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات المقامة على أراضي القدس.

ملاحظة: أجريت المقابلات المصورة مع العائلات المهددة لصالح صفحة "ميدان القدس" من هنا.