Menu

من ذاكرة التاريخ..

فبراير 1969: مجموعة فدائية للجبهة الشعبية تستهدف طائرة صهيونية في سويسرا

محمد أبو الهيجا (على اليمين)، وأمينة دحبور، وابراهيم توفيق يوسف (الثاني من اليسار)

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

في 18 فبراير من عام 1969، نفّذت مجموعة فدائية من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، عمليةً استهدفت طائرة تتبع لشركة "العال" الصهيونيّة، في مطار "زيورخ" في سويسرا. وقد نفّذ العملية محمد أبو الهيجا وأمينة دحبور، وابراهيم توفيق يوسف.

وفي تفاصيل العملية، توقفت سيارة بيضاء من نوع "فولكس فاجن" في موقف للسيارات بالقرب من السياج المحيط بمطار كلوتن (قرب زيورخ). وفي داخل السيارة جلس أربعة فدائيين، بينهم امرأة، وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف، ومع انتظار طائرة من نوع "بوينغ 727 B" تابعة لشركة "العال" الصهيونية الاذن بالإقلاع للتوجه إلى "تل أبيب" التي أقيمت على أراضي الفلسطينيين التي شُردوا منها، قفز فدائيان من السيارة وقاما بإطلاق النيران من أسلحة على قمرة القيادة في الطائرة.

وقد أسفرت هذه العملية البطولية عن إصابة قائد الطائرة يورام بيريز في بطنه ووفاته في المستشفى بعد بضعة أسابيع، كما أصيب ستة ركاب آخرين.

وعقب ذلك، قام رجل أمن صهيوني مسلح يُدعى "مردخاي راحميم"، بالخروج من الطائرة وإطلاق النار تجاه الفدائيين، ما أدى لاستشهاد "عبد المحسن حسن". وفي وقتٍ لاحق، اعتقلت الشرطة السويسرية الضابط الصهيوني والفدائيين الثلاثة الباقين، دون إصابة أحدٍ منهم.

وشكّلت هذه العملية الفدائية، صدمةً لسويسرا، التي تعتبر نفسها "محايدة" تجاه الصراع بين الشعب الفلسطيني والصهيونيّة التي هجّرته واحتلت أرضه. وقد بعثت وزارة الخارجية السويسرية رسائل احتجاج إلى سفارات لبنان و الأردن وسوريا وكيان الاحتلال، في سويسرا، حول العملية، وقد وصفت رسائلها بـ "القاسية" خصوصًا إلى الدول العربية، متهمةً إياها بالتعاون مع التنظيمات الفدائية الفلسطينية و"التسامح معها".

وفي ديسمبر 1969، حُكِمَ على المناضلين الفلسطينيين الثلاثة بالسجن لمدة 12 عاماً، حيث اتهمتهم المحكمة السويسرية بالقتل "والقيام بأعمال غير قانونية لصالح دولة أجنبية"، بينما تمت تبرئة مردخاي راحميم، الصهيوني الذي كان جزءًا من كيانٍ سرق الأرض الفلسطينيّة وحمى اللصوص.

ومع الإعلان عن الحُكم، نظمت العديد من المظاهرات أمام مختلف البعثات الدبلوماسية لسويسرا في الدول العربية.

وفي سبتمبر 1970، اختطفت طائرة أخرى تابعة للناقل الوطني السويسري "سويس اير" إلى جانب طائرتين أخريين، وتم تحويل مسارها إلى مطار الزرقاء في الأردن. وحينها، تمكن الخاطفون من التفاوض على إطلاق سراح منفذي عملية كلوتن الثلاثة. وفي 1 أكتوبر 1970، غادر كل من أمينة دحبور، وإبراهيم توفيق يوسف، ومحمد أبو الهيجا سويسرا على متن طائرة عسكرية بريطانية توجهت بهم إلى القاهرة.