Menu

لن أختار السيدة كهرباء

طلال عوكل

لن اختارها، وأدعو الناس للامتناع عن اختيارها، حتى لو أنها واحدة من ضرورات الحياة، لن أختارها حتى لو لم يكن هناك بدائل عنها، وحتى لو كان وهجها يخطف الأبصار. الكهرباء، كانت ذكراً أم أنثى، قد عذبت وتعذب كل ملايين المعجبين بها، يدفع الناس ملايين الشواقل، التي يحتاجونها لسد الرمق، لكنها تأبى أن تعانقهم، أو تكافئهم بما يستحقون، لن أختارها حتى لو كانت ملكة جمال الدنيا، ولن أختار مديروا أعمالها، الذين يحرصون على أن يخفوا أسماءهم الحقيقية، تهنا وتاه الناس في معرفة هويتهم الحقيقة التي يحتفظون عليها خوفاً من المسؤولية، ولذلك نرفض كل الأسماء المستعارة التي يتخفّون وراءها، لن تفيد هؤلاء المكياجات والمساحيق التي تخفي بشاعتهم، واستغلالهم، وتجاهلهم لمعاناة البشر، لم نعد بحاجة لمعرفة هؤلاء المدراء الذين لم يتركوا وسيلة لامتصاص دم الناس إلا وسلكوها حتى لم يبقى لهم إلاّ أن يمدوا أصابعهم في أجواف الناس لكي يسرقوا ما تبقى في معداتهم من طعام لم يهضم بعد.

عشر سنوات عجاف، تلاعب خلالها الكهرباء وبمشاعر الناس وحالتهم النفسية، وتلاعبت في  جيوبهم وقوتهم حتى يسعد البعض على حساب فقر الغالبية الساحقة من الناس.

كم إنسان قضى حياته مبكراً، بسبب شمعة وانفجار مولد، أو حريق، وكلهم في رقبة المدير الذي لا يريد أن يعترف بجرميته؟ كم من ملايين الشواقل حذفت لملاحقة موضة البحث عن حلول لتيار كهربائي يتلاعب بهم، من موضة الشموع، إلى موضة المولدات ثم موضة "اليو بي أس"، إلى موضة الطاقة الشمسية، وكل هذه الموضات مجتمعة لا تستطيع أن تعوّض غياب الكهرباء على النحو الذي تغيب فيه، إلاّ سواء أن تخترع بعض المصادر ذات العلاقة مع نظام تقنيتين الكهرباء، ما يسمى بنظام ثمانية ناقص إثنين كشكل من أشكال التلاعب على الناس، لماذا لا يقولون أن النظام الجاري يعتمد ست ساعات وصل، وهي ست ساعات غير منضبطة إذ تتدنى أحيانًا إلى أربع ساعات وربما أقل أو أكثر قليلاً؟ مقابل هذا التلاعب بساعات الوصل، ثمة انضباط شديد في ساعات برنامج القطع، الحقيقة المرة التي يعرفها كل الناس بما في ذلك مدراء أعمال السيدة، هو أن ما تم صدفة من أموال لملاحقة موضات توفير الكهرباء قد تصل إلى حد إنشاء أكثر من محطة توليد والحقيقة أيضاً أن الناس خسروا من الأدوات الكهربائية ومن المواد الغذائية ما يغطي إنشاء محطة كهرباء أو أكثر. لا نريد أن نضيف تكلفة الأمراض النفسية والعصبية التي تتكبدها الناس وتمتلئ بهم المشافي.

 إذا كان من حقي أن اختار وأنتخب فإنني لن أختار السيدة كهرباء ولا أقرباؤها أو مدير أعمالها  بل أدعوا الناس إلى أن لا تختار من يعذبهم وينغص حياتهم ويتلاعب باحتياجاتهم وأرزاقهم وأرواحهم التعبة.