Menu

الضفّةُ هي الهدفُ الإسرائيلي المباشر

طلال عوكل

نشر في العدد 51 من مجلة الهدف الإلكترونية

تحت أعين الاحتلال، وأجهزته الأمنيّة، والتكنولوجيّة، وعملائه المحلّيين ومستعربيه؛ تشهد الأوضاعُ في الضفّة الغربيّة تطوّرًا وتصاعدًا ملموسًا لأشكال وسائل التصدي للسياسة الإجرامية الصهيونية. بعد فترةٍ من العمليّات الفرديّة التي استخدمت وسائل بسيطة، من السكين، والطعن، والدهس، شكّل نشوء ما يعرف اليوم بكتيبة جنين، البداية الأولى العلنية والمتحدّية، لمقاومةٍ جماعيّةٍ منظّمة، تحصنت في بيئةٍ اجتماعيّةٍ محيطة، قدّمت للمقاومين دروعًا من الحماية.

لم يكن في وارد الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، أن ظاهرة الكتيبة ستشكل بداية، لتطور العمل العسكري المقاوم في الضفة، وأن كتائب بمسميات أخرى، ستولد في الضفة، فأصبحت نابلس، وطولكرم، وعقبة جبر، مرابط للمقاومين، على طريق توسع النضال المسلح، الذي يشير إلى إمكانية اندلاع انتفاضة مسلحة على غرار انتفاضة الأقصى عام 2000.

انتشار مجموعات المقاومة في الضفة، جرى ويجري بموازاة تصاعد الهجمة الصهيونية العنصرية الفاشية، التي تستهدف مصادرة الأقصى، وبسط السيادة الاحتلالية على أجزاء كبيرة من الضفة، ولذلك كان لا بد لهذا الفعل أن يقابل برد فعل قوي من قبل الشعب الفلسطيني.

عشرات الاقتحامات شنتها القوات الإسرائيلية على جنين ونابلس، فشلت جميعها باجتثاث المقاومة، رغم مئات الشهداء وآلاف الأسرى وأعداد كبيرة من المصابين، وبالرغم من تدمير منازل المقاومين. خلال هذه الفترة طوّرت إسرائيل من حملاتها، لكنها فوجئت بأن المقاومين طوروا من وسائلهم القتالية وتكتيكاتهم، وأصبحوا قادرين على تكبيد العدو خسائر مادية وبشرية لا تستطيع إسرائيل التستّر عليها.

لقد وضعت الحملة الأخيرة على جنين يوم التاسع عشر من حزيران، مستويات القرار الإسرائيلي أمام خياراتٍ محدودةٍ قد يكون أقربها إلى الواقع شنّ عمليّةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ على شمال الضفة، قبل أن تصبح الضفة كلها جنين، هذا يعني أن إسرائيل وضعت الضفة على رأس جدول أعمالها الحربية، خاصةً وأنّها تسعى لتحقيق أهدافٍ مركزيّةٍ استراتيجيّةٍ في الضفة و القدس .