Menu

ماذا يفعل "الأمير السعيد" في غزة؟

غزة _ خاص بوابة الهدف _ أحمد بدير

"أنا أشكركم جدًا على هذا العرض المُمتع، صدقًا هذه المسرحية لا تخلو من القيم النبيلة التي نحتاجها بالفعل، قبل أطفالنا"، بهذه الكلمات بدأ أحد الحضور بالتعقيب على عرض مسرحية "الأمير السعيد"، التي عُرضت على خشبة مسرح مركز القطان للطفل في قطاع غزة.

42204822_1961120400630200_2312866234225393664_n.jpg
 

"الأمير السعيد"، عملٌ مسرحي قدمه قرابة عشرة ممثلين، وهي قصة عالمية للكاتب أوسكار وايلد "ويكون بطل الرواية هو تمثال ذهبي للأمير، الذي يقع على الجزء العلوي من قمة أحد الأعمدة حيث يمكن رؤية المدينة بأكملها: وطائر سنونو المخازن، الذي تأخرت هجرته لأفريقيا بسبب الحب الذي يشعر به تجاه عود قصب".

ويقول مخرج العمل المسرحي أشرف العفيفي لـ"بوابة الهدف"، أن "طائر السنونو هبط على التمثال ورأى الأمير يبكي من الظلم الذي يمكن ملاحظته من موقعه. ثم يطلب من السنونو تقديم المجوهرات التي تزينه للأناس الأكثر احتياجًا. ينفذ الطائر ذلك ويبقى مع الأمير يوزع المجوهرات التي تزينه حتى يخلو التمثال تمامًا من الذهب والزينة والحلى".

41971044_1961120610630179_5214110724208459776_n.jpg
 

وتابع العفيفي أن "القصة حملت رمزية عالية، ألا وهي أن أعظم الأشياء ليست في أثمنها، بل في قيمتها، كما وأنها تتحدث عن تمثال الأمير الذي يبكي طوال الوقتِ بسبب أنه وهو على قيد الحياة لم يستثمر هذه الحياة في مساعدة الآخرين وتلبية احتياجاتهم".

وحول المُمثلين وأدائهم، أشار العفيفي إلى أن طاقم الممثلين تلقى العديد من التدريبات بشكلٍ تدريجي "بداية من تدريبات إعداد المُمثل من خلال اللعب، وتدريبات الأداء، والصوت، والحركة، ومن ثم التدريب على النص المسرحي والإخراج النهائي للعمل".

42151271_1961120203963553_78426880214040576_n (1).jpg
 

خلال العرض الذي حضره مراسل "بوابة الهدف"، انقطع التيار الكهربائي، فاستمر من هم على الخشبة في عرضهم، فلا داعي للغرابة هنا، فهم يعلمون أننا نعيش في غزة، ولا يوجد ما يدفعك للاستغراب إذا انقطع التيار الكهربائي، أثناء نومك في هذا الجو الحار، أو مُتابعتك للتلفاز، أو حتى وأنت تشاهد مسرحية "الأمير السعيد".

42149041_1961120383963535_5498804486849691648_n.jpg
 

طائر السنونو الذي كان من أبرز الأدوار في المسرحية، ترك رفاقه الذين هاجروا، من أجل من يُحب، لأنه أحب نبتة القصب، والنبتة لا يمكنها أن تهاجر، ولهذا انتقد أحد الحاضرين هذه الأنانية، سيما وأنه ترك رفاقه وحدهم، وفكر بنفسه فقط، لكن هذا القائل لم ينتبه إلى أن طائر السنونو ترك رفاقه في سبيل التضحية من أجل من نُحب، فالحب كان أقوى في هذا المشهد خصوصًا.

شاهدت كما الجميع، أن العرض المسرحي كان باللغة العربية الفصحى، فهل كان هناك صعوبة في ذلك، خصوصًا ونحن نتحدث عن أطفال؟، الأمر الذي أوضحه العفيفي بالقول: "على العكس تمامًا وجدت قابليةً كبيرة من قِبل الأطفال في التعامل مع النص المسرحي باللغة الفصحى، فكان الاعتقاد لديّ بأنّي سأواجه صعوبةً في ذلك، لكن طاقم العمل كان له تجارب سابقة في التمثيل، فأجادوا أدوارهم بشكلٍ مُحترف كما شاهدنا جميعًا".

"لا تقلق يا صديقي فأنا لستُ حزينًا، لقد عَلمتني الكثير، أن تفني حياتك في قضية نبيلة أجمل من أن تعيش طويلاً لنفسك فقط، والآن، أنا أموتُ مُبتسمًا.. الوداع أيها الصديق"، كانت هذه الكلمات الأشدٌّ وقعًا على أذن من سمع وشاهد، كلمات السنونو هذه، كانت عبارة عن قنديلٍ يُنير الطريق لكل تائِه.

تنوع الآراء بعد العرض أثرى هذا العمل، كما وأثرى الحالة الثقافية، ليُذكرنا كما في كل مرةٍ نُشاهد فيها مسرحًا في غزة، بأننا كنّا، وما زلنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من هذا الفرح، هذا الحُب، وهذا الدفء الذي نشعر به، كلما سمعنا: "أهلاً بكم جميعًا، سنُشاهد بعد قليل هذه المسرحية، نتمنى لكم مُشاهدةً مُمتعة".

42304723_1961120193963554_2002448825821691904_n.jpg
42204822_1961120400630200_2312866234225393664_n.jpg
42227699_1961120060630234_7309446459848392704_n.jpg
42179591_1961120057296901_796399851368611840_n.jpg
42151310_1961119893963584_7615353929252995072_n.jpg
41971044_1961120610630179_5214110724208459776_n.jpg
 

مصدر الصور: مركز القطان للطفل