Menu

الشعب المغربي يرفض التطبيع

الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع تحيي الذكرى 47 ليوم الأرض الفلسطيني

الرباط _ بوابة الهدف

حيّت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع "يوم الأرض الفلسطيني الذي يحل في 30 مارس 2023، وهي الذكرى 47 للمعركة الكبرى التي خاضها الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم من سنة 1976 ضد جيش الاحتلال، دفاعًا عن نفسه وصدًا لمحاولة السطو على أراضي سكان عدد من قرى الجليل المحتل منذ 1948 في إطار مشروع "التهويد" الذي كان مخططا له منذ الخمسينات".

وقالت الجبهة في بيانٍ لها: "في مثل هذا اليوم من العام 1976، انطلقت مسيرات واحتجاجات حاشدة في عديد من البلدات والقرى الفلسطينية، وُوجهت من طرف جيش الاحتلال بالذخيرة الحية استشهد خلالها ستة من المحتجين واعتُقل وجُرح المئات. ورغم حجم الضحايا وشدة القمع، وبفضل الوحدة والتضحية انتصرت هذه الانتفاضة المجيدة حيث فرضت على العدو التراجع عن قرار السطو، ومنذ ذلك التاريخ، وكل أحرار العالم والداعمون للقضية الفلسطينية يخلدون ذكرى هذه الملحمة باسم يوم الأرض (في 30 مارس من كل سنة)، الذي شكل علامة قوية على صمود الشعب الفلسطيني ووحدته وتشبثه بأرضه وبجذوره وهويته".

وتابعت الجبهة: "بالنسبة لبلادنا، يتميز تخليد ذكرى يوم الأرض هذا العام، ومنذ أزيد من سنتين، بطعم خيانة النظام للقضية الفلسطينية وشهدائها، ولمواقف الشعب المغربي الأصيلة، حيث عمّقت الدولة من مسلسل طويل من العلاقات شبه السرية مع الكيان الصهيوني، وتم إغراق البلاد في اتفاقيات تخريبية شملت كل المجالات بما فيها العسكرية والأمنية والمخابراتية، وخندقتها في حلف عسكري إمبريالي صهيوني معادي للسلم والسلام، ويسخّر النظام مختلف إمكانيات الدولة ومؤسساتها ووسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية من أجل التمكين للصهاينة وعملائهم ببلادنا، وفي المقابل نراه يواجه بالقمع والتهديد كل القوى المناهضة للتطبيع، ويستبيح حرمة الجامعات ويمنع المهرجانات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية".

ورأت الجبهة أنّ "من أخطر ما تخطط له الحركة الصهيونية، بدعم من النظام، هو تمرير التطبيع على المستوى التربوي، واستهداف وجدان وعقول الأجيال الصاعدة، وذلك عبر إقامة مشاريع "زيارات متبادلة" للتلاميذ و"توأمة" مؤسسات تعليمية مغربية مع مؤسسات صهيونية، وعقد اتفاقيات شراكة بين وزارة التعليم المغربية وبين ما يسمى "جمعية الصويرة موكادور" النشيطة مند زمان في زرع الأفكار التطبيعية، ومع مركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري التابع لها".

واستنكرت الجبهة "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني أمام أنظار العالم وفي إفلات تام من العقاب أو المحاسبة في القدس وجنين وحوارة... وغيرها، واستمراره في فرض الحصار على قطاع غزة والتنكيل بالأسرى والأسيرات"، محملةً "مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني من البطش الصهيوني للأمم المتحدة وعموم المنتظم الدولي، واعتبار الامتناع عن ذلك تشجيعًا للجرائم الصهيونية ومشاركة فيها".

كما ندّدت الجبهة "باستمرار النظام المغربي في إغراق بلادنا في اتفاقيات ومعاهدات وأحلاف عسكرية مع كيان عنصري غاصب تم زرعه وفرضه بقوة النار والحديد فوق أرض فلسطين من طرف الدول الاستعمارية لخدمة مخططاتها التخريبية ومصالحها المبنية على نهب خيرات الشعوب والتحكم في مصيرها عبر أنظمة مستبدة وعميلة: (تمكين الصهاينة من أراضي فلاحية شاسعة واستنبات شركة نيطافيم فوق التراب المغربي، قبول مشاركة شركات صهيونية في المعرض الفلاحي بمكناس، اتفاقيات في مجالات الأمن والجيش والمخابرات...)".

واعتبرت الجبهة "تخليد يوم الأرض الفلسطيني بمثابة صرخة لتأكيد رفض الشعب المغربي لسعار الدولة في الاتفاقيات التطبيعية، وهو في نفس الآن نداء لجميع الهيئات المناهضة للتطبيع والمتفقة على مضمون أرضية الجبهة للانضمام إلى موكب المعركة ضد التطبيع"، معلنةً دعمها "لخيار المقاومة بكل أشكالها وفصائلها، وتنويهها بالإنجازات البطولية في الميدان في كل أرض فلسطين، تحريرًا للأرض وحماية لشعب الفلسطيني".

وقدّمت الجبهة التعازي "لرفاق وعائلات الشهداء ولكافة بنات وأبناء الشعب الفلسطيني"، متمنيةً "الشفاء للجرحى والحرية للأسرى والأسيرات".

كما ندّدت الجبهة "بعمليات الاقتحام الصهيونية لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين ومنعهم من ممارسة الشعائر الدينية لشهر رمضان، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية من طرف قطعان المستوطنين، كنتيجة من نتائج قمة العقبة الخيانية".

ووجهت الجبهة ندائها للجميع من أجل "استحضار خطورة ما يجري على حاضر ومستقبل بلدنا العزيز والتصدي له"، داعيةً إلى "التكتل حول الجبهة والانخراط في المبادرات النضالية التي ستعلنها وفق برنامجها، تجسيدًا للوطنية الأصيلة لشعبنا المغربي الذي عانى من الاستعمار وطالما اعتبر القضية الفلسطينية قضيته وجسد ذلك بالملموس في ساحات النضال بالمغرب وفي ميادين المقاومة الفلسطينية"، مُؤكدةً على "النداء الذي وجهته بالمناسبة لنساء ورجال التعليم، وللنقابات التعليمية المناهضة للتطبيع وتدعوهم إلى مواصلة المجهود لدعم الشعب الفلسطيني على مستوى كافة المؤسسات التعليمية، مؤكدة أنها "ستوجه نداءات مماثلة إلى مهن أخرى لتأخذ مكانها في المعركة ضد التطبيع".