Menu

مقترح أمريكي جديد بنكهة إسرائيلية

اتفاق أمريكي يثير الجدل، انسحاب من فيلادلفيا والبقاء في نتساريم وتبادل الأسرى

الكونغرس امريكا.jpg

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

أعلن اليوم عن مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو يتألف من 18 بندًا، تكررت بعض تفاصيله من المقترح السابق، بينما قدم بعض التعديلات والتطورات الجديدة. ينقسم المقترح إلى مرحلتين رئيسيتين، مع التركيز على مسائل إنسانية وتبادل الأسرى.

المرحلة الأولى:- 

1. تبادل الأسرى، ستتضمن المرحلة الأولى إطلاق سراح 800 أسير فلسطيني، بما في ذلك أسرى كبار "متهمين بأعمال عنف" هذا البند يمثل أحد الجوانب الأكثر حساسية في الصفقة، ويعكس التزامًا بتقديم تنازلات كبيرة.

2. انسحاب جيش الاحتلال: سيلزم جيش الاحتلال بالخروج من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وهو ما يُعتبر خطوة كبيرة نحو تقليل "التصعيد العسكري" وتحسين الوضع الأمني في القطاع.

3. العلاج الطبي: سيتم السماح للمصابين، بما في ذلك مقاتلو حماس، بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي، مما يعكس اهتمامًا بتحسين الظروف الإنسانية وتقديم الرعاية الصحية الضرورية.

4. البنية التحتية: ستشهد المرحلة الأولى إصلاحًا واسعًا للبنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك إصلاح الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات والطرق. هذا يشمل أيضًا افتتاح واستحداث المخابز والمراكز الطبية، مما سيعزز بشكل كبير من قدرة القطاع على التعامل مع الأوضاع الإنسانية.

5. المساكن: سيتم إدخال نحو 60 ألف منزل مؤقت "كونتينر" و200 ألف خيمة إلى قطاع غزة لتلبية احتياجات النازحين. هذا يعكس الجهود المبذولة لتوفير مساكن مؤقتة للمتضررين من " النزاع"

6. حرية الحركة: سيتمتع النازحون بحرية الحركة داخل القطاع، مما سيساعدهم في الوصول إلى مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في جميع أنحاء غزة.

المرحلة الثانية:

تتعلق المرحلة الثانية بالاستمرار في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والتهدئة بعد انتهاء المرحلة الأولى. وفقًا لمسؤول أمريكي كبير، إذا استمرت المفاوضات حتى اليوم الـ42 (آخر أيام المرحلة الأولى)، فستستمر جميع التحسينات الإنسانية التي تم تحقيقها حتى نهاية هذه المفاوضات. 

مقترح أميريكي بنكهة إسرائيلية:

يكمن  المقترح الأميركي الحالي عن نظيره مقترح بايدن الذي أطلق في مايو/آيار الماضي في بعض التعديلات الجوهرية. بينما كان المقترح السابق يركز بشكل أكبر على خفض التصعيد العسكري من خلال بنود متعلقة بالتهدئة، فإن المقترح الجديد يتضمن تفاصيل إضافية تشمل إطلاق سراح 800 أسير فلسطيني، وهو بند لم يكن بارزًا في المقترح السابق.

كما يتضمن المقترح الجديد التزامًا أكثر وضوحًا بانسحاب جيش الاحتلال من مناطق محددة مثل محور فيلادلفيا، وهو ما لم يكن محددًا بدقة في المقترح السابق. بينما لم يآت بذكر الانسحاب جيش الاحتلال  من محور نتساريم، مما  يثير تساؤلات حول مدى شمولية التزام جيش الاحتلال بالانسحاب من جميع المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.

ويعزز المقترح الجديد من الجوانب الإنسانية بشكل أكبر من خلال إدخال بنود جديدة تتعلق بتحسين البنية التحتية وتوفير المساعدات الإنسانية، مثل إدخال المنازل المؤقتة والخيام، والتي كانت أقل وضوحًا في المقترح السابق.

أما المرحلة الثانية والمفاوضات المستقبلية:تُركت تفاصيل المرحلة الثانية من المفاوضات مفتوحة وتعتمد على استمرار التفاهمات بعد اليوم الـ42 من المرحلة الأولى. هذا الإطار الزمني قد يترك مجالًا للشكوك حول مدى قدرة الأطراف على تحقيق تقدم مستدام.

الشيطان يكمن في التفاصيل، خاصة في التفاصيل الإنسانية، يواجه المقترح تحديات كبيرة. إن طبيعة الاتفاق وشموله لمناطق محددة فقط وعدم وضوح بعض التفاصيل مثل وضع محور نتساريم. يثير تساؤلات حول مدى جدية التزام جميع الأطراف. بالإضافة إلى ذلك، فإن المفاوضات المستقبلية تتطلب استقرارًا سياسيًا وإرادة حقيقية من جميع الأطراف لتحقيق نتائج ملموسة.بالمجمل.

علي ما يبدو  يعكس المقترح الأمريكي جهدًا في التعامل مع المتطلبات الاسرائيلية حتى يفوت الفرصة على عرقلة نتنياهو للمفاوضات كما هو الحال دائما، كما لا يضع على نفسه اي آليات لتطبيق ذلك المقترح وضمان تحقيقه لبنوده  مما يجعلنا نظل في المنطقة الرمادية. تلك المنطقة التي تؤدي إلى مزيد من الابادة الجماعية لقطاع غزة.