Menu

تقريرالأمم المتحدة: تتهم إسرائيل بتجويع ممنهج ضد الفلسطينيين في غزة

التجويع الممنهج: جريمة إبادة جماعية في غزة

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين _ غزة

في تقرير جديد صدر عن المحقق المستقل للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، اتُهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ "حملة تجويع" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب المستمرة.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة بدأت في الأيام التالية لعملية "طوفان الأقصى"، حيث قامت إسرائيل بمنع جميع الإمدادات الغذائية والمياه والوقود عن القطاع، مما أدى إلى وضع إنساني كارثي.

وأوضح فخري أن المساعدات الإنسانية التي سُمح بدخولها إلى غزة كانت موجهة في المقام الأول إلى جنوب ووسط القطاع، حيث أصدرت إسرائيل أوامر للمدنيين بالتوجه إلى تلك المناطق، في حين حُرمت المناطق الشمالية من الإمدادات الأساسية. ونتيجة لذلك، تفاقمت الأزمة الغذائية بشكل غير مسبوق، حيث أشار التقرير إلى أن غزة بحلول ديسمبر 2023 باتت تضم 80% من سكان العالم الذين يعانون من الجوع الكارثي.

وأكد فخري أن "هذه الأوضاع لم يسبق لها مثيل في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية"، إذ شهدت غزة تجويعاً سريعاً وشاملاً لـ 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.

وذكر فخري أن إسرائيل على مدار 76 عاماً، منذ بداية احتلالها لفلسطين، مارست سياسات تعتمد على نشر "تقنيات الجوع والتجويع" ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه السياسة تأتي ضمن استراتيجية أكبر للسيطرة على الشعب الفلسطيني وإخضاعه عبر أدوات مختلفة، بما فيها الغذاء.

وأضاف المحقق الأممي أن إسرائيل، خلال الحرب على غزة، استهدفت النظام الغذائي بالكامل في القطاع، بما في ذلك تدمير الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك، وهو ما وثقته واعترفت به منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف فخري أن إسرائيل استخدمت المساعدات الإنسانية كسلاح سياسي وعسكري بهدف إلحاق الضرر بالشعب الفلسطيني.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى "حالة كارثية غير مسبوقة".

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من مليون فلسطيني لم يتلقوا حصصاً غذائية في أغسطس 2023، في حين انخفض عدد الأشخاص الذين يحصلون على وجبات مطبوخة يومياً بنسبة 35%.

كما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن نقص الغذاء تفاقم نتيجة الأوامر العسكرية الإسرائيلية المتكررة بإخلاء المناطق، مما أدى إلى إغلاق ما لا يقل عن 70 مطبخاً من أصل 130 مطبخاً كانت تقدم المساعدات الغذائية.

وبحسب تقارير أممية، يعاني حالياً 98% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، حيث يتعرض القطاع لأزمة غذائية حادة ناجمة عن نقص الإمدادات والقيود المفروضة من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويعود السبب الرئيسي لنقص الغذاء إلى استهداف البنية التحتية، إضافة إلى القيود المشددة على الوصول للإمدادات الغذائية من الخارج، وهو ما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية واستحالة تلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة.

تقرير أممي: 80% من سكان العالم الذين يعانون من الجوع الكارثي هم من غزة بسبب حصار الاحتلال"

منذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة، مستهدفاً المستشفيات، البنايات السكنية، والأحياء المدنية، وذلك بدعم أمريكي وأوروبي. وأسفر هذا العدوان حتى الآن عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني وإصابة 94 ألف آخرين، بينما نزح حوالي 90% من سكان القطاع وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

يؤكد التقرير الأممي أن الأزمة الحالية في غزة ليست مجرد نتيجة للحرب الأخيرة، بل هي جزء من سياسة طويلة الأمد تهدف إلى محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.