Menu

المقاومة الوطنية الميدانية الموحّدة خيار مجرّب وواقعي

وسام رفيدي

الاشتباك الجاري حتى اللحظة ردأ على اغتيال القادة المقاومين، والمقاومة التي تجري منذ شهور في مواقع عدة في الضفة، وتحديداً شمالها، والنضال الجماهيري الميداني منذ سنوات وسنوات، طرح بالدم خيار العمل الميداني وبات يتجسد كواقعة/ظاهرة حقيقة، خارج إطار التنسيق الفصائلي الرسمي، وبالطبع باستثناء قطاع غزة. لقد غدا العمل الميداني الموحّد إن كان في كتيبة جنين أو عرين الأسود أو عبر الغرفة المشتركة، أداة/ آلية باتت رمزاً لوحدة المقاومين، وبديلاً فعلياً للانقسام والتشرذم على مستوى المؤسسة الرسمية، أعني مؤسسة المنظمة والعلاقات السياسية بين القوى بالإجمال.

منذ سنوات وسنوات طُرحت العديد من المبادرات، وجرى توقيع العديد من الاتفاقيات لإعادة بناء المنظمة وتحقيق الوحدة الوطنية، آخرها المبادرة المخلصة للرئيس الجزائري، تبون، حتى بتنا (مش ملحقين نعد) كما يقال، ومع ذلك فالحصيلة، بلا مجاملة غير مستحبة في هذا المجال، هي صفر مكعب كما يقال مرة أخرى. أضحى من الواضح أن اختلاف التوجهات والرؤى والبرامج والمصالح السلطوية بلغت حداً يصعب معه جسر الهوة بين القوى والفصائل، ومع ذلك يستمر الخطاب الفلسطيني الرسمي يجتر ذات الشعارات/ الأهداف التي بات واضحاً أنها لن تتحقق، على الأقل في الزمن المنظور، وباتت الجماهير، إن توخينا الصدق مع الذات، لا تعيرها أي اهتمام، هذا إن لم تعلّق عليها بسخرية واستهزاء.

مقابل هذا الترداد لذات الشعارات حفرت جماهير شعبنا الخيار الأمثل على الأرض وبدماء أبنائها: خيار المقاومة الوطنية الميدانية الموحّدة وبأشكالها العديدة والتي بتنا نرى بواكيرها المبشرة كما ذهبنا سابقاً: في الغرفة المشتركة وفي نابلس وجنين. وقبل ذلك فإن ساحات العمل الجماهيري النضالي الموحّد ضد الاحتلال الصهيوني وممارساته وهمجيته زكّت ايضاً هذا الخيار: في معارك التصدي للمستوطنين، في الدفاع عن الأقصى، في الشيخ جراح وفي التضامن مع نضالات الأسرى، ما يؤكد ليس فقط ممكنات تطوير هذا الخيار باتجاه بنية وحدوية ميدانية مقاومة بل وايضاً وجود قضايا عديدة للتوحد حولها ميدانياً بديلاً لاستمرار اجترار شعارات لا يمكن تصور تحققها على الأقل في الزمن المنظور.

الرد على العدوان والاغتيالات للقادة في قطاع غزة، التصدي للاجتياحات والانتهاكات والعدوان على مواقع مدن شمال الضفة ومخيماتها، الالتفاف حول الأسرى ونضالاتهم في مواجهة الفاشي الأزعر بن غفير، التصدي لسياسة الاستيطان المتغولة وتهويد القدس ، وغيرها الكثير من القضايا التي يمكن التوحد الميداني حولها.

إن واقع النضال ضد الاحتلال ومنذ سنوات، وبالتوازي مع واقع الانقسام والمحاولات الفاشلة لإنهائه، ومنذ سنوات أيضاً، كله هذا بات يطرح ضرورة التقاط المبادرة الثورية للمناضلين في الميدان وتبني خيارهم بالمقاومة الوطنية الميدانية الموحّدة.