Menu

الإبادة الجماعية في غزة:

استشهاد اسماعيل سالم أبو باسل البالغ من العمر 88 عاماً وأكثر من 100 فرد من عائلته

غراسيلا راميرز.jpg

 صحيفة  "الريسومن"  الأرجنتينية

كتبت غراسيلا راميرز*

 

في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 19 كانون الأول، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اسماعيل سالم، 88 عاماً، والد زميلنا باسل في غزة، مع 150 من أقاربه.

 

قاوم الرفيق أبو باسل اسماعيل طوال حياته، وكان عمره 13 عاماً عندما وقعت النكبة. كوّن عائلة كبيرة، رفض مغادرة منزله وأرضه وأشجار زيتونه.

قاوم تحت الاحتلال لمدة 75 عاماً. اضطر أطفاله الخمسة إلى اللجوء إلى بلدان مختلفة: باسل الأكبر (كوبا)، كنان (روسيا)، عدنان ( ليبيا ، توفي أثناء وباء كورونا)، يوسف (مصر)، حسام (ألمانيا)؛ دون أن يتمكنوا من العودة إلى أرضهم منذ أن كانوا طلاباً صغاراً.

الشهيد اسماعيل سالم، أحد مؤسسي حركة القوميين العرب و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

وكان منزل عائلة سالم يقع في حي مشروع بيت لاهيا شمال غزة. وفي أوائل كانون الأول، دمرت الدبابات العسكرية جزءاً من منزل اسماعيل الكبير والهادئ، والذي كان يأوي حوالي مئة وعشرين من أقاربه. وعندما تعرض للهجوم اضطروا إلى اللجوء إلى باحة مستشفى كمال عدوان تحت برد الشتاء وتهديد السلاح ومعهم والد باسل. بذل الشباب قصارى جهدهم لنقل الأب المسن إلى منطقة أكثر أماناً. وبعد أيام تمكنوا من الوصول إلى منزل للعائلة المكون من ثلاثة طوابق لأحد إخوة اسماعيل في جباليا، والذي آوى أكثر من 150 فردًا من العائلة. قرروا جميعاً التمركز على الطابق الأرضي ليكونوا بعيدين عن أعين قناصة الاحتلال

 

وفي الساعات الأولى من يوم 19 كانون الأول، قصفتهم طائرة أميركية من طراز F16 يقودها صهاينة من الجيش الإسرائيلي. ومن بين جميع الذين كانوا هناك، تم نقل فقط 16 إلى المستشفى. وتم انتشال أربع جثث فقط حتى الآن، بما في ذلك جثة اسماعيل، الذي دفن أمس. وتحت الأنقاض لا تزال بقايا عائلة سالم.

 

التقى باسل وإخوته بوالدهم في عام 2011. ولم يروا بعضهم البعض لمدة 12 عامًا، وكان اسماعيل سيجتمع مع أطفاله الأربعة في القاهرة في أكتوبر من هذا العام. زميلنا باسل حصل على تأشيرة الدخول إلى مصر، كل شيء كان جاهزاً للقاء الذي طال انتظاره مع والده وإخوته الذين سيسافرون من أربعة دول لتحقيقه، الأب من فلسطين، والأبناء من روسيا وكوبا وألمانيا حتى يجتمعوا جميعاً في منزل يوسف شقيق باسل، وهو لاجئ في القاهرة.

لكن الاحتلال حال دون ذلك، كان اسماعيل محاصراً في أكبر معسكر اعتقال في الهواء الطلق على وجه الأرض، في غزة، في أعقاب تصاعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ أكتوبر.

إننا نعانق رفيقنا باسل وإخوته وأبنائه وعائلته بالحسرة الناجمة عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي تذبحه إسرائيل والولايات المتحدة يوماً بعد يوم. لقد ناضل والده المسن وأفراد عائلته حتى اللحظة الأخيرة من أجل القضية الفلسطينية، جنباً إلى جنب مع ما يقرب من 20 ألف شهيد لن تنساهم البشرية أبداً. عاجلاً وليس آجلاً ستنتصر فلسطين البطلة.

المجد الأبدي لروح الرفيق أبو باسل اسماعيل سالم وعائلته

المجد الأبدي لكل شهداء فلسطين.


*صحفية أرجنتينية مقيمة في كوبا