Menu

فلسطين: أم البدايات والنّهايات

آية غسان سعيد

خاص - بوابة الهدف

 

 

 

كتبت آية غسّان سعيد*

 

إن طبيعة الدولة الإسرائيلية ككيان غاصب، هو استمرار للفاشيّة بنظامه المتوارث الذي يحكم هذا الكيان، وقد انعكس بشكل واضح في تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي عندما نعت الفلسطينيين "حيوانات بشرية"، وقد وضح ذلك بصورة أكبر عبر قيام نظام الفصل العنصري بقطع إمدادات المياه والغذاء والوقود عن غزة، والقصف الشامل للمناطق السكنية والطواقم الطبية، والقتل المتعمد للأطفال، والتهجير القسري لأكثر من مليون شخص، بالإضافة إلى محاولة هذا النظام إسكات حراس الحقيقة المتمثلين بالإعلاميين، من مراسلين وصحافيين، فسقط منهم عشرات الشهداء داخل غزة وخارجها، وغيرها من الاعتداءات، وأثبت أنه العدو الرئيسي للسلام في الشرق الأوسط. وهو النظام الذي تصرف بهذه الطريقة منذ بدايته، وليس فقط في السنوات الأخيرة، وهو ما يرقى إلى مستوى التطهير العرقي والإبقاء على دولة الفصل العنصري.

إلا أن هذه المعركة تفرض على شعوبنا العربية كافة وقواها التحررية تعزيز تضامنها النضالي الشعبي مع الشعب العربي الفلسطيني في التصدي لمواجهة هذا الكيان الغاصب المحتل وعلى هيمنته الإمبرياليّة بغية التحرر من التبعيّة وصولاً إلى مشروع التحرر الوطني.

وها هو الشعب الفلسطيني الثائر يعود ليؤكد للعالم أنّه لم ولن يتخلّى عن حقه في أرضه ووجوده المستقل، وأنّه لا وجود لحل إلا بزوال هذا الكيان المحتل. يعود هذا الشعب ليراكم في وجه كلّ اتفاقيات التطبيع التي خاضتها الأنظمة العربية، يعود ليراكم على تاريخ نضالاته الرافضة للاحتلال والساعية للتّحرير، يؤكّد على أنّه لا أمان لمستوطن على أراضينا، فأوجع الكيانَ الغاصِبَ والمحتلّ، الذي أمعنَ في قصفِ المدنييّنَ وارتكبَ العديدَ منَ المجازِرِ، بحقِّ الأطفالِ والنساءِ، بحقِّ المدنيينَ العُزّلَ، يعود ليثأر لدم شعوبنا ويستعيد أراضينا ويتمسك بحق العودة. وما طوفان الأقصى إلا تأكيدٌ على استكمال نضالات المقاومة الفلسطنية على كافة الأراضي المحتلة، في الوقتِ الذي كان بعضُ حُكامِ العربِ يمدون يد العون والدعم إلى هذا الكيانِ الظالِمِ، إلى جانبِ الأنظمَةِ الأميركيّة والإمبريالية التي تهدي كل طفل لعبة للموت، دموية.  

  فسلامٌ لشعبٍ لُقِّبَ بالثّائرِ المتمرِّدِ. شعبٌ متمرِّدٌ على الإحتلالِ، ثائرٌ على الأنظِمةِ الرّجعيّةِ، ومنها العربيّةْ، التي اكتفت بتوجيهِ الدّعواتِ لإنهاءِ الحربِ، سلام لغزة ولمن تبقى فيها من أحباب ودمعات. فلتسقط كل مثاليات العالم التي اشبعتنا تنظيراً بالحريات وحقوق الإنسان، تسقط كل قوانينها التي روجتها المواثيق العالمية للدفاع عن حقوق الطفل.

للجراح والآلام تأثيرٌ كبيرٌ على الانحراف عن الهدف المنشود والمقاومة في وجه الطغيان، إلا أنّه وبالرّغم من كلّ ما يمكن أن يتعرض له المرء من شتّى أنواع التعذيب، عليه أن يتمسّك بقناعاته التي يحملها في قرارة نفسه، ولا يقع ضحيّة مشاعره ويضعف أمامها، لأنّ المقاومة هي الفعل الوحيد الذي لا يمكن التغيير بدونه، وجدت العدالة لتنتصر، ولا طريق للحرية والعدالة سوى الثورة.


 

*كاتبة لبنانية