Menu

حوار النهج الديمقراطي المغربية تجري حواراً مع الكاتب غسان أبو نجم

غسان أبو نجم

جريدة النهج الديمقراطي المغربية

أجرت جريدة النهج الديمقراطي المغربية حواراً مع الكاتب غسان أبو نجم في العدد 561  الصادر في 20 حزيران  2024

 

 

 

تقديم

فبعد مضى تسعة أشهر على معركة طوفان الأقصى لم يستطع الكيان الصهيوني تحقيق أي من أهدافه المعلنة فلا استعاد الأسرى ولم يدمر قوى المقاومة

ضيف هذا العدد من جريدة النهج الديمقراطي الذي يتر من صدوره مع ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة بالمغرب. والاي خصص ملكه المسألة التصالات الشعوب ومقاومتها للاستبداد والاستعمار هو الدكتور غسان أبو نجم استاد علم الاجتماع بجامعة بيرزيت والكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تستضيفه في ظل استمرار العدوان الهمجي وحرب الابادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاجرام الصهيوني المدعوم من طرف الامبريالية ضد الشعب الفلسطيني والصمود البطولي للمقاومة رغم الدمار والتقتيل... في مرحلة حاسمة من نضال الشعب الفلسطيني

تحية لك الرفيق غسان أبو نجم ونشكرك في هيئة تحرير جريدة النهج الديمقراطي على قبول الدعوة لتكون ضيف العدد 561 من جريدة النهج الديمقراطي الذي خصص علقه النضالات الشعوب ومقاومتها للاستبداد والتبعية والاستعمار، ولتنبر القراء حول مجربات وأفاق الصراع الفلسطيني الصهيو- امبريالي - خصوصا ما بعد ملحمة طوفان الأقصى.

 

 

 

مع دخول العدوان وحروب الإبادة الجماعية الشهر التاسع، أية دلالة لآداء المقاومة ولصمود الشعب الفلسطيني؟

 

بداية اود ان اوضح ان تاريخ السابع من أكتوبر حين انطلقت معركة طوفان الأقصى كتبته المقاومة باحرف من ذهب

 وان القضية الفلسطينية سيؤرخ لها ما قبل هذا التاريخ وما بعده ليس لأنها غيرت مجرى الصراع الفلسطيني الصهيوني فقط بل غيرت وجه العالم أجمع وأثبت الشعب الفلسطيني انه عصي على الانكسار امام اعتى آلة عسكرية في الإقليم ولنا معه تجارب عبر سنوات الصراع في الانتفاضة الأولى والثانية ومعركة ثأر الاحرار وسيف القدس وغيرها اثبت خلالها شعبنا الفلسطيني ومقاومته المجيدة قدرته على التصدي لهذا الاحتلال وجيشه الذي يعد اكبر واضخم منظمة إرهابية في التاريخ الحديث.

فبعد مضى تسعة أشهر على معركة طوفان الأقصى لم يستطع الكيان الصهيوني تحقيق اي من أهدافه المعلنة فلا استعاد الأسرى ولم يدمر قوى المقاومة ولم يجلب الأمان لمستوطني شمال غزة وما استطاع تحقيقه فقط تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس وقتل المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال رغم توغله في كل أنحاء القطاع بل تكشفت حقيقة هذا الجيش بأنه منظمة إرهابية وبلا اخلاق وانه رغم التجهيزات التي يمتلكها وتفوقه التقني العسكري لم يصمد امام ارادة الشعب الفلسطيني الذي أدارت قيادته المعركة عسكريا وسياسيا بكل اقتدار افقدت هذا الجيش قدراته الاستخباريه وافقده القدرة على المباغتة وتحقيق حربا خاطفة وحولت سلاح هذا الجيش الذي يضاهي أسلحة دول متقدمة إلى أهداف سهلة مما افقدها سمعتها التسويقية مما جعل معنويات قادة وافراد هذا الجيش تنهار احيانا وتدفعهم إلى رفض الخدمة او الاستقالة خاصة بين كبار الضباط الذين لم ينجحوا في تحقيق اي هدف عسكري يذكر رغم الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه أمريكا الشريك الرئيسي في الحرب على شعبنا إضافة إلى الدعم الألماني والبريطاني اللوجستي والاستخذاراتي مما يؤكد ان هذا الجيش ورغم القدرات التي يمتلكها لم يستطع هزيمة شعبنا واستطاعت المقاومة ان تهز صورة وسمعة هذا الجيش واسلحته التي لطالما عول عليها لتكون الحامي والمنقذ لأنظمة التطبيع والأنظمة الرجعية العربية.

اما سياسيا فقد أدى الصمود الاسطوري لقوى المقاومة الوطنية التي تميزت بالصلابة السياسية والتعاون العسكري بين مكوناتها وتصديها لحرب الابادة الجماعية وتكبيد جيش الاحتلال خسائر في الأفراد والمعدات إلى تخبط في المستوى السياسي الصهيوني بسب فشل هذه القيادة في تحقيق أهداف الحرب  المعلنة والأهداف غير المعلنة والتي تمثلت بتدمير بنية المجتمع الفلسطيني الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية عبر شن حرب ابادة جماعية تدمر القدرات العسكرية للمقاومة ودفع السكان المدنيين للهجرة القسرية هربا من هول وحجم التدمير للبنية الصحية والتجويع المتعمد عبر اغلاق المعابر الحدودية لمنع المساعدات وهذا ما كان يهدف له التحالف الصهيوني الديني الفاشي بقيادة سميتروتش وبن غفير وحزب الليكود بقيادة نتنياهو لتحقيق حلم اليمين الفاشي القومي والديني في إعادة احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وتوسيع حملة الاستيطان فيهما لاسقاط اي مشروع سياسي يطالب باقامة دولة فلسطينيه لاحقا على اعتبار أن هذه الأراضي ليست ملكا للشعب الفلسطيني وانما هي ارض الميعاد وقد التقى هذا المشروع الصهيوني مع المشروع الأمريكي الذي سعى إلى تدمير القدرات العسكرية للمقاومة كي لا تشكل خطرا على خط الغاز البديل للغاز الروسي او على خط التبادل التجاري الذي تسعى أمريكا لتسيره ليكون بديلا عن طريق الحرير وكلا المشروعين يستوجبا تدمير المقاومة الوطنية الفلسطينية لتحقيقهما. ولكن صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا افشلت هذه الأهداف الغير معلنة لحرب الابادة الجماعية بل على العكس تماما ازداد تمسك شعبنا بوطنه ومقاومته وتعمقت اللحمة بين مكونات الشعب الفلسطيني عكس ما واجهه الكيان الصهيوني من تعمق ازمته البنيوية بين مكوناته واستقالات وخلافات بين نخبه السياسية وتعمق عزلته السياسية على الصعيد العالمي رغم الغطاء السياسي والدبلوماسي الذي وفرته له الولايات المتحدة الأمريكية حليفه وشريكه في حرب الابادة

اقتصاديا واجه الكيان الصهيوني ازمة اقتصادية كبيرة وكارثية ضمن المعايير الاقتصادية يحتاج الحديث عنها أكثر من مقابلة ولا يتعلق الأمر هنا بتكلفة الحرب التي بلغت حتى منتصف شهر مايو ٥٣ مليار دولار حسب تايمز اوف اسرائيل وول استريت جورنال وهذه التكلفة يمكن تسديدها لاحقا من حلفاء الكيان ولكن الازمة الحقيقية للكيان تتمثل في محورين اقتصاديين هامين الأول وضع الاقتصاد الصهيوني المحلي بكافة قطاعاته والمحور الثاني انسحاب الاستثمارات الخارجية وهجرة استثمارات من الكيان الصهيوني نحو أوروبا وامريكا وكندا وغيرها من الدول

بالنسبة للمحور الأول كان لمعركة طوفان الأقصى وشن الكيان الصهيوني حرب ابادة شاملة على الشعب الفلسطيني أثرا كبيرا على الاقتصاد المحلي الإجمالي بسب خروج ٣٥٠ الف من قطاعات العمل المختلفه للالتحاق بالخدمة الاحتياطه وخروج ١٣٠ الف عامل فلسطيني من سوق العمل مما رفع الأجور للعامل الصهيوني ضعفين وبعض الاحيان ثلاث أضعاف مما اصاب الاقتصاد الصهيوني بحالة ركود تضخمي اي تباطؤ النمو الاقتصادي بالتزامن مع التضخم حسب موقع شترستوك الصهيوني رافق ذلك ارتفاع في اسعار السلع إلى ٤٠٪ مقارنه بعام ٢٠٢٣ وازداد التضخم ٢.٥٪وزاد عجز الموازنه ١٨.٥ مليار دولار وارتفع الي ٢٠.٥ مليار دولار في النصف الأول من عام ٢٠٢٤ وزادت عائدات الضرائب ٨.١٪وتراجع دخل المواطن ٢٠٪ وتراجع الاستثمار في الصناعات التقنية إلى ١٥٪ قطاع السياحة تعرض لانهيار كبير وصل نسبة ٧٠٪ وهروب العديد من أصحاب الفنادق والشركات السياحية للخارج نتيجة توقف السياحة في الكيان والقطاع الزراعي تعرض الكارثة حقيقية نتيجة هروب مستوطني شمال فلسطين إلى الوسط وهروب مستوطني غلاف غزة أيضا واللتان يعتبرتا سلة الغذاء للكيان الصهيوني

وتساهم مستوطنات غلاف غزة ب ٧٥٪ من المحاصيل الزراعية و٢٠٪تساهم بها مستوطنات الشمال وهذه تعطلت بالكامل مما دفع الكيان للاستيراد من تركيا مما رفع سعر السلع إلى ٥٠٪ والنسب في تزايد

ولقد شكل هروب ما يقارب ٢٠٠ الف مستوطن من غلاف غزة وشمال فلسطين الى كارثة حقيقية في الكيان ليس لتعطل العمل فقط بل شكلوا عبئا على الموازنة نتيجة إقامتهم في الفنادق على نفقة الدولة.

اما القطاع الصناعي التقني بشقية العسكري وقطاع التكنولوجيا فقد ضرب في مقتل نتيجة هجرة راس المال المستثمر حيث انخفض الاستثمار به بنسبة ٧٠٪ حسب فاينانشل تايمز

اما المحور الثاني فهو انسحابات بالجمله للعديد من الصناديق الاستثمارية السياديه من سوق الاستثمار الصهيوني ولنأخذ النرويج كمثال حيث يمتلك الصندوق ١.٦ ترليون دولار ويستثمر في الكيان الصهيوني وفي تقرير نشر في النرويج بتاريخ ١ مايو ٢٠٢٤ أفاد بأن رئيسة البنك المركزي النرويجي ايدا ولدن باش طلبت من البرلمان النرويجي سحب استثمارات الصندوق في ٧٦ شركة صهيونية بنوك عقارات وغيرها وقد تم ذلك

على ضوء هذه الأزمات المتعدده للاقتصاد الصهيوني أورد البنك المركزي الصهيوني تقريرا يفيد ب

انخفاض الصادرات ٢٢.٥٪

انخفاض الانفاق الخاص ٢٦.٩٪

انخفاض الاستثمار في الأصول الثابته ٦٧.٩٪

انخفاض الواردات ٤٢.٤٪

وقفز الانفاق الحكومي إلى ٨٣.٧٪

وبحسب موقع وول ستريت جورنال ارتفعت نسبة الدين العام عام ٢٠٢٤ الى ٦٦٪وارتفعت نسبة الاقتراض لتغطية نفقات مما زاد عجز الموازنة ٨ مليار إضافية ٨ مليار دولار وازدادت نسبة الفائدة على السندات الحكومية إلى ٦.٥٪ انخفضت الأصول الدولاريه إلى ١٩ مليار دولار وارتفع التأمين على الدين من ٦٠ نقطه الى ١٢٠ نقطه

ان هذا الوضع الذي يلامس درجة الخطورة الاقتصادية دفع شركات وصناديق سيادية للهجرة من سوق العمل الصهيوني مثل تجمع الأذكياء الطيبون العامله في قطاع التكنولوجيا والتي تعمل بالشراكة مع شركات أمريكية واوروبيه وكنديه لفقدان المستثمرين الأجانب وسحب هذه الاستثمارات عدا عن الصندوق السيادي النرويجي.

وهذه الازمة تفاقمت وتتفاقم يوما بعد يوم وتأخذ منحنيات مختلفة وتكشف العديد من تداعيات معركة طوفان الأقصى على اقتصاد الكيان ويبرز نقطتين هامتين

الأولى ان استمرار المعركة تخلق المزيد من الأزمات للاقتصاد الصهيوني

الثانية رغم الدعم الأمريكي الرسمي للكيان الصهيوني والذي بلغ أكثر من ٢٦٠ مليار دولار منذ تأسيسه موزعه كالآتي ١١٤.٤ مليار دولار مساعدات عسكرية و ٣٤.٤ مليار دولار مساعدات اقتصاديه و١٠ مليار دولار مساعدات برامج صواريخ محسوبة معها نسب التضخم حسب وثائق الكونغرس المنشوره في الجزيرة الاقتصادية ورغم الاستثمارات الهائلة للشركات الأوربية والامريكية على وجه الخصوص التي تستثمر بمليارات الدولارات في مراكز أبحاث مثل التخنيون وشركات اخرى الا ان الاقتصاد الصهيوني يعيش اضخم ازمة منذ تأسيسه

ويتضخ ان هذا الكيان قائم على دعم العالم الفرانكفوني له وأن اقتصاده قائم على حجم هذه الاستثمارات والمساعدات المهولة

 

 

مع طوفان الأقصى، استعادت القضية الفلسطينية مكانتها كقضية مركزية للصراع في المنطقة وفي العالم .هل يمكن اعتبار أن الإنجازات المحققة لحد الآن تشكل بداية نهاية المشاريع التصفوية للقضية، وكيف تقيمون أشكال الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية خلال هذه الفترة؟

 

ان ما انجزته معركة طوفان الأقصى جاء نتيجة عملية نضالية تراكمية ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا في الضفة والقطاع من حالة حصار وتجويع وقتل واعتقالات متتالية وتمدد الاستيطان في اراضي الضفة الغربية ليصبح عدد المستوطنين ٨٥٠ الف مستوطن ما يوازي ثلث سكان الضفة الغربية إضافة للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تهويده فهي جاءت إذا ردا طبيعيا على هذه الممارسات الصهيونية التي كانت تهدف منها تدمير بنية الشعب الفلسطيني الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لتحقيق الحلم الديني الصهيوني الفاشي بإنهاء القضية الفلسطينية وطنا وشعبا فكان اهم انجاز لمعركة طوفان الأقصى انها استطاعت انهاء المشروع الصهيوني ووضعت اللبنة الأساسية لبداية تنامي المشروع الوطني الفلسطيني فبعد ان حاول الاحتلال الصهيوني طمس اسم فلسطين أصبحت قضية الشعب الفلسطيني قضية العالم الأولى واعادت إلى الواجهة حق الشعب الفلسطيني في وطنه واسقطت السردية الصهيونية التي استمرث لعشرات السنين ترسيخها في اذهان شعوب العالم بأن فلسطين ارض بلا شعب وانها الوطن القومي الصهيوني الموعود وبدأ العالم يدرك بعد حرب الابادة الجماعية التي تشنها امريكا وحليفها الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني أحقية الشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتل وان فلسطين حق للشعب الفلسطيني وان نضاله ضد المحتل حق مشروع للشعب الفلسطيني.

وكان لهذه المعركة الدور الأكبر في افشال كافة مشاريع التطبيع مع الانظمة العربية الرسمية ومحاولات رأس الشر العالمي تسويق صفقة القرن والمشترك الإبراهيمي الذي يعطي للكيان الصهيوني الفرصة الذهبية للسيطرة على الإقليم بالمجان وعلى حساب القضية الفلسطينية

حيث تشكل محورا مقاوما للكيان الصهيوني وشركائه دعما للشعب الفلسطيني ضم إيران الداعم العسكري واللوجستي والسياسي لهذا المحور والمقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية واليمنيه لمواجهة مخطط الكيان الصهيوني وشركائه في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمانيا حيث شكل هذا المحور الداعم الحقيقي لمعركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني حيث استطاعت المقاومة اللبنانية فتح جبهة إسناد عسكري في شمال فلسطين اذاقت وتذيق الاحتلال الصهيوني الويلات يوميا والحقت به خسائر عسكرية كبيرة لا يجرء الاحتلال على الإعلان عنها وجعل شمال فلسطين منطقة خالية من السكان او الحياة وساهمت المقاومة العراقية في دك الكيان الصهيوني بالمسيرات والصواريخ البالستية وتولت المقاومة اليمنية مهمة السيطرة على بحر العرب وباب المندب لمنع اي إمداد للكيان الصهيوني عبر منع البواخر بغض النظر عن جنسيتها الدخول إلى فلسطين المحتله بل وتصدت وبكل اقتدار للبوارج البحرية الأمريكية والبريطانيه وتصدت لحاملات الطائرات متعددة الجنسيات واخرجتها من البحر الأحمر واحترقت حاملة الطائرات ايزنهاور مما وسع دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني مما شكل تخفيفا للضغط على جبهة غزة تحت شعار رفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني وكل هذا ما كان ليحدث دون انطلاق معركة الشعب الفلسطيني نفسه لهذا يمكننا الجزم ان اهم انجاز حققته معركة طوفان الأقصى بعد انجاز إسقاط المشروع الصهيوني انها اسست لمشروع عربي نهضوي مقاوم لكافة مشاريع أمريكا وحليفه الصهيوني في السيطرة على الإقليم هذا الحلف الذي تعزز وفرض وجوده وقوته بفضل الدعم الإيراني وزادت قوته بانتقال الرد الإيراني من خانة الصبر الاستراتيجي إلى الرد الفوري والرادع وهذا ما شاهدناه بام الأعين حين ضربت المسيرات والصواريخ الإيرانية عمق الكيان الصهيوني مما ارعب الكيان وحلفائه الدوليين ودب الرعب في قلوب أنظمة التطبيع الرسمي العربي التي شكلت وتشكل احد المخاطر الجدية على القضية الفلسطينية بل وعلى المشروع النهضوي القومي العربي وعلى المحور الإقليمي المقاوم الذي استطاع ان يفشل كافة أشكال الهيمنة الأمريكية الصهيونية على الإقليم.

 

وقد شهد هذا الصمود الاسطوري لقوى المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة تضامنا دوليا لمساندة الشعب الفلسطيني في اوساط الطلبة وشعوب العالم وقادت جنوب أفريقيا حملة كشف جوهر الاحتلال الصهيوني النازي عبر استصدار قرارات من محكمتي العدل والجزاء الدوليتين بتجريم الاحتلال كمجرم حرب وبعض قادته ووضع الكيان الصهيوني في القائمة السوداء للأمم المتحدة بوصفه قاتل اطفال وهذه المرة الأولى التي يسقط فيها تابو المحرمات عن الكيان الصهيوني ويتم محاكمته رغم ان هذا الكيان قام اصلا على المظلومية مما اثار الرعب في صفوف قادته وحلفائه الذين لا يزالون يحيكون المؤامرات ويضعون المشاريع الدولية والخطط والبرامج مع حلفائهم في المنطقة لضرب المقاومة الفلسطينية وحلفائها في محور المقاومة ضمن رؤية اليوم التالي للحرب الذي وضعته أمريكا كهدف لضرب ليس فقط المقاومة الفلسطينية بل محور المقاومة بشكل عام والبحث عن صيغ ومشاريع للانقضاض على الإنتصارات المتتالية لهذا المحور مما يدفعنا لنكون متيقظين دائما من اي مشروع يمكن طرحه لاجهاض ما تم إنجازه والتأكيد على ان اليوم التالي الفلسطيني هو ما يجب أن نتمسك به والذي يحمل في جوهره ضرورة المقاومة المستمرة وتصعيد وتصليب جبهتنا الداخلية لتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها هذه المعركة المقدسة وضرورة ان يفهم اعداء أمتنا ان القرار النهائي بيد المقاومة وليس اعدائها وبوادر هذا الموقف تجلت حين انتظر العالم لمدة أسبوعين أو أكثر قرار المقاومة اتجاه مشروع بايدن وقرار مجلس الامن مما يعني ان الكلمة الفصل بيد محور المقاومة وطليعته المقاومة الوطنية الفلسطينية.

 

 

 

ماهي أهم المهام المطروحة على الفصائل وباقي مكونات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحاسمة من نضال الشعب الفلسطيني وأين وصلت المبادرات من أجل الوحدة الوطنية كضرورة على طريق التحرير وأي تأثير لطوفان الأقصى على ذلك ؟

 

على ضوء هذا الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والتصدي البطولي لباقي اقطاب محور المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني يتطلب وقفة جادة وحقيقية لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وأهمها مشروع التطبيع الذي يشكل خطرا وجوديا على المنطقة العربية بأكملها وعلى الأحزاب السياسية والنقابات المهنية وكافة اطر العمل المدني والجماهيري توجيه الشارع العربي نحو الوقوف خلف المشروع المقاوم لدحر الإحتلال وحلفائه من منطقتنا العربي والتأسيس لمشروع نهضوي قومي عربي تقدمي لكي تستعيد هذه الأمة عافيتها بالتعاون مع كل قوي التحرر الإقليمي والعالمي

اما فلسطينيا فكافة الأحداث والمشاهد التي نراها في غزة والضفة تشير بأن إمكانية دحر هذا الاحتلال أصبح ممكنا وان هذا العدو لا يفهم الا لغة القوة وان التمسك بالمشروع المقاوم والتمسك بالارض رغم الدمار الشامل والقتل الممنهج ورغم الجوع والعطش وتدمير البنية الصحية ظل شعبنا الفلسطيني شامخا معتزا بمقاومته ولم تثنيه حالات التقتيل والجوع والحصار والخذلان العربي والإسلامي عن المقاومة مما يؤكد ان خيار الشعب الفلسطيني بكل فئاته يقف خلف مقاومته ومشروعه الوطني الفلسطيني القائم على دحر الاحتلال وانتزاع وطنه السليب ويؤشر أيضا بأن كافة المشاريع السياسية التي لم يخرج جميعها عن سقف أوسلو لم تعد خيارا للشعب الفلسطيني مما يستدعي تشكيل أوسع جبهة وطنية تقف خلف المشروع المقاوم لتحقيق طموحات

. الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال