Menu

تقرير"اليوم 317: تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة"

الدمار في غزة بعض قصف عنيف ليلة أمس، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

شهد اليوم 317 من الحرب على غزة تصعيداً كبيراً في العمليات العسكرية، حيث واصل الاحتلال الإسرائيلي هجماته المكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء وازدياد تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

القصف الجوي والمدفعي

ابتدأت الأحداث بمجزرة جديدة في دير البلح حيث قصف طيران الاحتلال منزلاً في منطقة حكر الجامع، مما أسفر عن استشهاد أم وأطفالها الستة، لترتفع حصيلة الضحايا في هذه المنطقة بشكل مؤلم. في رفح، قامت قوات الاحتلال بتنفيذ "حزام ناري" في محيط مسجد طيبة بحي تل السلطان، مما أدى إلى تدمير واسع في المنطقة وازدياد حالات النزوح الجماعي للسكان هرباً من القصف العنيف.

وفي مدينة خان يونس، سمع دوي انفجارات عنيفة نتيجة نسف الاحتلال لمبانٍ سكنية في رفح، مما أدى إلى تهجير المزيد من السكان وتدمير البنية التحتية بشكل كبير. كما جددت قوات الاحتلال قصفها المدفعي على حي الصبرة وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص إثر قصف طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع. وفي بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، قُتل أربعة أشخاص وأصيب ستة آخرون نتيجة استهداف منزل سكني.

استهدافات أخرى وأضرار جسيمة:

استمر العدوان على شمال القطاع حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف شقتين لعائلتي طبيل وأبو قرع في عمارة الزيان بمخيم جباليا، مما أدى إلى انتشال أربعة شهداء وعدد من الجرحى من تحت الأنقاض. كما استشهدت سيدة وأصيب عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وبلغ إجمالي عدد الشهداء الذين تم انتشالهم من مدينة رفح منذ فجر اليوم خمسة شهداء.

بحلول منتصف اليوم، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع إلى 21 شهيداً، في وقت تواصل فيه الدبابات الإسرائيلية عمليات التوغل وسط إطلاق نار كثيف داخل محيط مدينة حمد السكنية شمال غربي خان يونس.

الوضع الإنساني المتدهور:

على الصعيد الإنساني، أكد مدير المستشفيات الميدانية في غزة أن جميع المستشفيات في القطاع أصبحت آيلة للسقوط بفعل الاستهدافات المتكررة، مشيراً إلى حاجة نصف مليون طفل دون سن العاشرة للقاحات ضرورية في ظل انهيار البنية التحتية للقطاع الصحي. وأضاف أن تدمير مصادر المياه النظيفة يساهم في انتشار الأوبئة، لافتاً إلى احتمال وجود 200 إصابة بشلل الأطفال في القطاع. ووجه اتهاماً مباشراً للاحتلال الإسرائيلي بأنه يهيئ الظروف لانتشار هذا الفيروس بعد تحصين جنوده منه.

أفادت بلدية دير البلح بأن الاحتلال قلص المنطقة الإنسانية في الجنوب من 30 كيلو متراً إلى 20 كيلو متراً، مما أدى إلى ارتفاع عدد النازحين في المدينة إلى نحو مليون نازح، موزعين على حوالي 200 مركز إيواء. وأشارت البلدية إلى أن هذا التكدس الرهيب في ظل الحر الشديد يزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، لا سيما مع نقص المياه والخدمات الأساسية.

نداءات ومناشدات:

استمر الدفاع المدني في قطاع غزة في توجيه نداءات استغاثة، حيث أكد أن نحو 10 آلاف شهيد لا يزالون تحت الأنقاض في المناطق المستهدفة، مشيراً إلى رفض الاحتلال الإسرائيلي عمليات التنسيق لإدخال الطواقم إلى هذه المناطق. كما تم رصد تبخر جثامين 1760 شهيداً واختفاء جثامين 2210 شهداء من مقابر متفرقة في القطاع، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة. ودعا الدفاع المدني إلى ضرورة التنسيق مع الاحتلال للسماح بعمليات الإغاثة وتوفير قطع الغيار اللازمة للمعدات والمركبات لضمان استمرار عمليات الإنقاذ، مناشداً الصليب الأحمر للقيام بدوره في هذه الأزمة.

يأتي هذا اليوم المأساوي ليضيف مزيداً من الألم والمعاناة إلى سكان غزة الذين يعيشون تحت وطأة القصف المستمر منذ أشهر، في ظل صمت دولي مطبق وتجاهل للكارثة الإنسانية المتفاقمة. تظل الحاجة ملحة لتحرك دولي فوري لإنهاء هذه المعاناة وتقديم الدعم الإنساني العاجل للمدنيين المحاصرين في القطاع.