Menu

المقاومة وحاضنتها رفعت شعار " إنه لجهاد نصر أو استشهاد"

في مواجهة خطة الجنرالات الصهاينة لتفريغ شمال قطاع غزة

عليان عليان

المقاومة تتصدى للهجوم الاحتلال على شمال غزة

الهدف الإخبارية - الأردن، عمان

بدأ العدو الصهيوني هجومه الرابع على مخيم جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ، منذ السادس من أكتوبر (تشرين أول) الجاري ، تنفيذا للخطة التي اقترحها رئيس جهاز الأمن القومي السابق " غيورا آيلاند" بتأييد من جنرالات سابقين ، والتي بات يطلق عليها الاعلام الإسرائيلي " خطة الجنرالات"، وتهدف إلى ما يلي :

1-إخلاء محافظة الشمال ( مخيم جباليا وجباليا البلد وبيت حانون وبيت لاهيا ، والفلوجة) وإعادة احتلالها والاستيطان فيها .

2- فصل محافظة الشمال عن مدينة غزة في إطار استراتيجية تقطيع مناطق القطاع كما حصل في محور نتساريم .

3- التركيز بشكل رئيسي على مخيم جباليا الذي يقطنه ما يزيد عن (150) الف فلسطيني رفضوا النزوح إلى الجنوب ، وهو في نظر الاحتلال خزان المفاجآت العسكرية.

4- إضعاف المقاومة بحيث لا يمكنها القتال في مناطق خالية من السكان

5- عدم تمكين المقاومة المناورة بالقوات ببن مدينة غزة وبين بقية مناطق الشمال.

وهذه الخطة هي من أخطر الخطط التي وضعها الاحتلال منذ بدئه العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023 ، حيث تم الكشف عنها مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، وتقضي بتهجير جميع الفلسطينيين من شمال القطاع ضمن مهلة محددة ، قبل فرض حصار على المنطقة ووضع المقاتلين الفلسطينيين فيها بين خيار الموت أو الاستسلام.

وكان رئيس مجلس الأمن القومي السابق" غيورا آيلاند" قد وجه انتقادات للمستويين السياسي والعسكري في طريقة إدارتهما للحرب ، كونهما ينتقلان من الشمال إلى الوسط والجنوب ويعودان للوسط والشمال ، دون أن يحسما الحرب في أي جزء من القطاع أو السيطرة الحقيقية على أي شبر فيه ، مقترحاً البدء في عملية عسكرية واسعة لمحاصرة منطقة الشمال وعلى وجه الخصوص مخيم جباليا، والعمل على تهجير ما يزيد عن (400) آلف فلسطيني رفضوا النزوح إلى الجنوب .

 وقد استجاب نتنياهو لخطة " غيورا آيلاند " وفرك أيديه فرحا ، معلناَ أنه أخطأ جراء عدم أخذه بهذه الخطة منذ بداية الحرب ، وقام بنقل الفرقة (162) إلى شمال القطاع ، ليبدأ بتطويق مخيم جباليا والأحياء والبلدات القريبة منه ، وبدأ منذ اللحظة الأولى بعمليات قصف وتدمير منهجي مستخدماً الأحزمة النارية لخلق حالة من الصدمة والترويع، لإجبار المواطنين على مغادرة منازلهم ، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين . 

ولم يكتف العدو بالقصف والأحزمة النارية ، إذ إنه أمام عجز قوات الاحتلال في الدخول إلى أزقة وشوارع المخيم جراء ضربات المقاومة ، لجأ إلى أساليب جديدة لترويع المواطنين وإجبارهم على النزوح ، على نحو استخدام ناقلات مفخخة يجري التحكم بها وتفجيرها في أزقة المخيم وكذلك استخدام " الريبوتات " المفخخة ، بالإضافة إلى سلسلة إجراءات خطيرة تنفيذا لخطة الجنرالات وأهدافها ، على نحو :

1-فصل مخيم جباليا عن جباليا البلد ، وفصل المخيم والأحياء المحيطة به وكافة بلدات الشمال عن مدينة غزة بإقامة سواتر ترابية.

2- الطلب عبر مكبرات الصوت من المواطنين إخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين.

3- وأمام رفض أبناء شعبنا أوامر الإخلاء ، لجأت مجموعات العدو إلى اقتحام المنازل في أطراف المخيم ، لإجبار المواطنين على إخلائها تحت تهديد السلاح ، وقتل كل من لا ينفذ أوامر الإخلاء.

4- عدم إتاحة الفرصة لرجال الدفاع المدني ورجال الإسعاف للوصول إلى الأبنية المدمرة لإنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء .

5- الطلب من العاملين في المستشفيات العاملة في محافظة الشمال " كمال عدوان ، والإندونيسي ، والعودة ، و اليمن السعيد" بإخلاء المرضى والجرحى ومغادرتها.

6- منع وصول أي شاحنة تحمل إمدادات غذائية أو طبية لمخيم جباليا وعموم بلدات وأحياء الشمال ، منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري ، وحرمانها من كل أسباب الحياة ..

الوضع في مخيم جباليا وبلدة جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ومنطقة التوام والسفطاوي غاية في الخطورة ، وتصدر ما بين الفينة والأخرى نداءات استغاثة من قبل المواطنين والأطقم الطبية ومن وزارة الصحة ، ولا من مجيب ، فأطراف عديدة في النظام العربي الرسمي متواطئة مع العدوان ، وضعت في إحدى أذنيها طين وفي الأخرى اسفلت ، وكأنها تريد معاقبة أبناء القطاع لعدم تمردهم على المقاومة ، كما أن المجتمع الدولي اكتفى بحالة الوصف لجرائم الإبادة الجماعية دون أن يحرك ساكناً.

لقد توقع نتنياهو أن هذه الخطة، ستكون بمثابة الترياق لفشله في كسر شوكة جباليا ، التي هزمته في ثلاث اجتياحات سابقة ، خاصةً بعد أن اكتشف بعد كل اجتياح للمخيم ، أن كتائب القسام وفصائل المقاومة ، تعيد الاعتبار لحضورها العسكري العسكري كماً ونوعاً وبمهارات وتكتيكات قتالية جديدة ، تدمي قوات الاحتلال وتلحق به خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والمادي . 

توقع نتنياهو أن سحر " غيورا آيلاند" سيمكن قوات الاحتلال من تحقيق الهدف المركزي من الخطة ، ألا وهو تهجير سكان شمال قطاع غزة ، وفقاً للإجراءات سالفة الذكر ، لكن سحر " غيورا آيلاند " سينقلب على نتنياهو، وعلى وزير حربه يو آف غولانت وعلى رئيس أركانه " هرتسي هاليفي" بهزيمة جديدة لسببين رئيسين هما :

1-أن أبناء شمال غزة اتخذوا قرارهم بعدم مغادرة بيوتهم وأحياءهم ، ولو أدى هذا القرار إلى استشهادهم جميعاً ، قناعةً منهم بأنه لم يبق أي مكان آمن في قطاع غزة، وهم يرون بأعينهم ما حدث ويحدث للنازحين من مآسي ومجازر في منطقة المواصي شرق خان يونس ، ناهيك أن الموت ينتظر النازحين على طريق صلاح الدين عبر إطلاق النار عليهم .

2- أن المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة " كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى ، وكتائب المقاومة الوطنية ، وكتائب شهداء الأقصى وغيرها في مخيم جباليا وفي عموم مناطق الشمال والتي يقدر عددها ب (5000) مقاتل، أخذت على عاتقها إفشال هذا المخطط الجهنمي ، إذ إنها ومنذ بدء المرحلة الرابعة في الهجوم على محافظة الشمال باشرت بتنفيذ هجمات تكتيكية قاتلة ذات طابع استراتيجي ، بهدف إفشال خطة الفصل بين محافظة الشمال ومنطقة غزة.

فقد أدمت عمليات المقاومة الاحتلال ، عير كمائنها النوعية التي ألحقت وتلحق بقوات الاحتلال ، خسائر غير مسبوقة منذ أكتوبر 2023 ،وأبرز هذه العمليات : الكمين المركب الذي نفذته كتائب القسام في العاشر من شهر أكتوبر الجاري ، في شرق جباليا لسرية مشاة ميكانيكية مؤللة مكوّنةً من 12 مركبةً عسكريةً وشاحنةً محمّلةً بالجنود ، ما أدى إلى مصرع وإصابة كافة الضباط والجنود الصهاينة ، وكذلك تدمير دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافا" بقذيفة "تاندوم" وعبوة "شواظ"، حضرتا مع قوة النجدة إلى المكان ، ناهيك عن استهداف الجنود الذين هربوا إلى إحدى البيوت المجاورة الذي وقعوا بين قتيل وجريح.

وأخيراً : نسجل أن المقاومة باستبسالها ، وبوحدة فصائلها على أرض المعركة وباستبسال وصمود حاضنتها الاجتماعية ، تؤكد أن المرحلة الرابعة في الهجوم على محافظة الشمال وفي القلب منها مخيم جباليا ، ستفشل كما فشلت المراحل السابقة ، نقول ذلك من واقع التجربة الملموسة لها في إفشالها كافة خطط العدو العسكرية ،في محافظة غزة ومحافظات الوسط وخان يونس ومحافظة رفح على مدى 360 يوماً.