Menu

العدوان المكثف على جباليا.. بين الفاشية و"خطة الجنرالات"

خاص_بوابة الهدف - غزة

تتعرّض محافظة شمال قطاع غزة لكارثةٍ إنسانية، عبر عدوان صهيوني موسع منذ سبعة أيام، يقتل فيها جيش الاحتلال بكل الآلات، قصف وقتل وتجويع وتشريد وتدمير.

بشكل مفاجئ، وسعت قوات الاحتلال السبت الماضي، عمليتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وطلبت إخلاء مزيد من المناطق المجاورة لمخيم جباليا الذي بدأت اجتياحاً له قبل 8 أيام، وسط قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار من الآليات والطائرات المسيّرة، الأمر الذي خلّف مزيداً من الضحايا والدمار، بينما أُفيد بانقطاع المياه والطعام والوقود عن نحو 200 ألف محاصَر في المنطقة المستهدَفة.

وطلب جيش الاحتلال سكان أحياء جباليا البلد، وجباليا النزلة، وأجزاء من حي الشيخ رضوان (منطقة أبو إسكندر)، وهي مناطق تضم أكثر من 120 ألف فلسطيني، بخلاف الآلاف من النازحين الذين تكدّسوا فيها منذ أشهر، إخلاءها فوراً، ما خلّف حالة من الخوف والقلق والفوضى.

ما هي خطة "الجنرالات"

خطة كشف عنها موقع “واي نت” العبري، في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة”.

الخطة أعدها عسكريون "إسرائيليون" سابقون، وتقضي بـ”إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في 22 سبتمبر الماضي.

تتحدث الخطة عن إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه، وتحويله إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، بحيث يصبح تحت السيطرة العسكرية.

كما تنص على إجلاء أكثر من 300 ألف غزي وفرض حصار على من يععتقد الكيان أنهم مسلحون تابعون للمقاومة يتحصنون في هذه المنطقة، وقطع جميع المساعدات الإنسانية الواصلة إلى الشمال.

وبحسب واضعي الخطة، فإن الحصار هو الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء الحرب، ما يجعل عدد الضحايا أقل، سواء بين الجنود أو المدنيين.

تتطابق الخطة مع رؤية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وغيرهما من ساسة اليمين المتطرف، الذين طالبوا باتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ بداية الحرب.

الأكثر تطرفاً في حكومة اليمين الصهيونية، والتي تعتبرها كلها متطرفة، طالبوا بمنع دخول المساعدات منذ بدء العدوان، وعارضوها بكل الطرق التي تتيح لهم معارضتها، سواء في الإعلام أو في جلسات الحكومة الدورية وغيرها.

علاقة ما يحدث بالخطّة

يخشى السكان من أن يكون ما يحدث في شمال القطاع تنفيذاً غير معلن لما عُرفت باسم «خطة الجنرالات» التي تحدّثت عنها وسائل إعلام عبرية باستفاضة في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعدما أوعز رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أخيراً بدراسة الخطة وإمكانية تنفيذها.

بدا ذلك التحليل لكل من ينظر على واقع الشمال، حيث القتل الممنهج والتدمير والجرائم التي يرتكبها العدو الأمر الذي يريد به دفع السكان لترك بيوتهم المدمّرة أصلاً، عبر دعوتهم للاتجاه جنوباً للمناطق التي يدّعي أنها إنسانية، الأمر الذي يرفضه المواطنون ويأبون إلّا أن يبقوا صامدين، فيقابلهم القتل في كل وقت.

تدمير ممنهج

لم تكن عمليات التصعيد تقف عند حد المجازر، سواء تلك التي تطال مراكز الإيواء أو المنازل المدنية وتدمرها بشكل كامل فوق رؤوس ساكنيها.
فقد شهدت أيام الأسبوع الماضي، عمليات قصف عنيف وتدمير منازل فارغة في مناطق التوغل ونسف مربعات سكنية بالكامل، وتركز ذلك بشكل كبير في مناطق التوغل شمال القطاع، فقد أظهرت بعض الجرائم تدمير مربعاتٍ سكنية كاملة فوق رؤوس سكانها، عبر قصفها جواً أو براً أو حتى بـ"روبوتات متفجرة".

"لن نرحل ولن نترك بيوتنا"

في سبيل المواجهة، لسان حال سكان المخيم والمدينة، يقول لن نترك مدينتنا ولا شوارعنا رغم ما نحن فيه من دمار وخراب وما يشبه المجاعة، فمن الموت للموت، لن نترك الشمال لنذهب للجنوب، فلا يوجد أي مكان آمن في غزة، وسنفشل أي خطط للاحتلال بكل الطرق.