Menu

الجبهة الشعبية تشارك في ندوة علمية حول الأغنية الملتزمة بتونس

الهدف الإخبارية - تونس

شاركت الجبهة الشعبية في الندوة العلمية التي عقدت تحت عنوان "دور الأغنية المُلتزمة في الرفع من وعي الجماهير الشعبيّة" ونظمتها جمعية بلقاسم اليعقوبي للثقافة والابداع، وقسمي التكوين النقابي والأنشطة الثقافية، والإعلام والنشر بالاتحاد العام التونسي للشغل. وذلك بقاعة احمد التليلي بالمقر المركزي للاتحاد الشغل يوم 11 أكتوبر 2024.

وذلك في سياق مهرجان احياء الذكرى 23 لرحيل الشاعر التونسي التقدمي أبو القاسم اليعقوبي الذي استشهد تحت التعذيب في حقبة سنوات الجمر بتونس بتاريخ 23 ابريل 2001.

IMG-20241013-WA0042.jpg
 

وتمثل الندوة نوعا من الاستجابة لمقتضيات اللحظة الراهنة في ظل اندلاع معركة طوفان الأقصى، وحرب الإبادة الاجرامية التي يشنها الكيان الصهيوني عل الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومحاولة لاستعادة الزخم لحقيقة استناد كلّ حركات التحرّر الوطني عبر التاريخ الى حركة ثقافية ثوريّة تقوم بدورها في تعبئة الجماهير وحشدها حول المُقاومة. وقدمت خلال الندوة التي ادارتها الاعلامية القديرة سماح قصد الله أربعة مداخلات.

كانت الأولى للدكتور عادل بوعلاق بعنوان: " الالتزام في الموسيقى أساسه التجذر والتجاوز" والثانية للشاعر الناصر الرديسي، بعنوان: " توظيف الهامشي في أغاني البحث الموسيقي بقابس" والثالثة للشاعر ومقدم البرامج الاذاعية الأستاذ منجي الطيب الوسلاتي، بعنوان: "قراءة في واقع الاغنية الملتزمة في الوطن العربي وأسباب انحسارها". والرابعة للرفيق عابد الزريعي بعنوان: " دور الاغنية الشعبية الفلسطينية في بناء الوعي السياسي ـــ المضامين والاليات". وتضمنت ثلاثة محاور، تعلق الأول بالشكل حيث أشار الى الأغنية الشعبية الفلسطينية بوصفها إحدى المكونات الرئيسة للأدب الشعبي الفلسطيني بأشكاله المختلفة، وتتميز بتعدد انماطها التي تقارب الاربعة عشر نمطا غنائيا. ووظائفها الاجتماعية والتربوية والثقافية والترفيهية التي تعمل من خلالها على خلق أنماط سلوكية تساهم في بناء المجتمع والحفاظ على تماسكه، وتعزيز قدرته على التصدي للتحديات التي تهدده.

IMG-20241013-WA0041.jpg
 

وبرزت الوظيفة السياسية للأغنية الشعبية خلال الحرب العالمية الأولى على مفصل انتهاء الحكم العثماني والاحتلال البريطاني لفلسطين. لتواكب كل التاريخ النضالي اللاحق للشعب الفلسطيني. ويتعلق المحور الثاني بالمضامين حيث ساهمت في بناء الذاكرة الوطنية السياسية المتمثلة في جملة المظاهر الثقافية والنفسية والاجتماعية التي تدمج الانسان في نسق الوعي الجمعي، لبيئة حضارية معينة. وذلك عبر أربعة مستويات، تتلخص في المستوى التسجيلي المرتبط بتغذية الذاكرة التاريخية. والمستوى التصويري المرتبط بتغذية الذاكرة الوجدانية المتعلقة بالميل النفسي، ومشاعر الحب والكره، القبول والرفض. ويتجلى في التصوير البطولي والمأساوي. والمستوى التحليلي المرتبط ببناء ذاكرة الوعي السياسي التحليلي. والمستوى التحريضي المرتبط بتغذية الذاكرة النضالية العملية. بينما تناول المحور الثالث الاليات التي مكنت الاغنية الشعبية من أداء دورها. وتتمثل أولا في حيازتها لمحطات اجتماعية للترويج، كونها تغنى في مختلف المناسبات الاجتماعية،

وترتبط بالدورة الحياتية للإنسان. وثانيا من خلال ثبات بنيتها الموسيقية والقدرة على تجديد المضامين على ذات البنية، وانضواء بعض انماطها على طاقة جدلية حوارية (النقائض) بما يسمح بطرح المواقف المتناقضة. وفي ختام الندوة تقاطعت اراء عديد المشاركين ومن ضمنهم عديد المثقفين والفنانين والشعراء على عقد ندوات أخرى في ذات السياق من اجل استعادة وتفعيل الفعل الثقافي المقاوم.