Menu

نادي الأسير: الاحتلال يستخدم الأمراض للتعذيب الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين

أسرى ومعتقلين

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

كشف نادي الأسير الفلسطيني في بيان أصدره أمس الثلاثاء أن إدارة السجون الإسرائيلية تستخدم مرض الجرب الجلدي كوسيلة للتعذيب الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين. وأشار النادي إلى أن المرض أصبح أحد أبرز أدوات التنكيل التي تُمارسها إدارة السجون، حيث أظهر الأسرى الذين تم الإفراج عنهم آثارًا واضحة على أجسادهم بسبب الإهمال الطبي المتعمد، إلى جانب ظهور مشاكل صحية أخرى ناجمة عن ذلك.

تفاصيل المرض وأدوات التعذيب

وذكر نادي الأسير أن إدارة السجون حولت الحق في الحصول على العلاج إلى أداة للتنكيل بالأسرى، مشيرًا إلى أن إصابة الأسرى بمرض الجرب لا تأتي نتيجة ظروف صحية طبيعية، بل نتيجة إهمال وإجراءات متعمدة لترك المرض يتفشى بين الأسرى. وقال النادي إن هذا السلوك ليس إلا امتدادًا لسياسة العقاب الجماعي والانتهاكات الممنهجة بحق الأسرى.

وقد نقل النادي إفادة لأسير، لم يكشف عن اسمه، أفرج عنه مؤخرًا من سجن ريمون الإسرائيلي، حيث أفاد بأن إدارة السجن أطلقت على القسم الذي احتُجز فيه الأسرى المصابون اسم "الزومبي" نتيجة لتشوه هيئاتهم بفعل المرض. وأضاف الأسير أن غالبية الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم يعانون من مشاكل صحية مزمنة، ويحتاجون إلى متابعة طبية مستمرة بعد خروجهم من السجون.

انتهاكات طبية ممنهجة

كما نشر النادي صورًا لأسرى أُفرج عنهم، حيث أظهرت الصور التغيرات الجسدية الواضحة التي أصابتهم نتيجة تعرضهم للجرائم الطبية الممنهجة والتجويع، التي تُمارس بحقهم في السجون الإسرائيلية. وأكد النادي أن هذه الجرائم تضاف إلى جريمة التعذيب التي تُعتبر الأساس في سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون.

ومن بين الحالات التي أوردها النادي، حالة الطفل إياد (15 عامًا)، من مخيم شعفاط ب القدس الشرقية، والذي أُفرج عنه في ظروف صحية صعبة للغاية بعد إصابته بمرض الجرب أثناء فترة اعتقاله. ويأتي الإفراج عن إياد ضمن سلسلة عمليات الإفراج التي كشفت عن معاناة الأسرى، لا سيما الأطفال، من تدهور في حالتهم الصحية.

تزايد الانتهاكات واعتقال الآلاف

وفقًا لنادي الأسير، بلغ عدد الفلسطينيين المعتقلين من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023، أكثر من 11 ألفًا و300 فلسطيني، في حين شهد قطاع غزة آلاف الاعتقالات الأخرى. ويأتي ذلك بالتوازي مع عمليات القمع اليومي من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية، حيث يتعرض الفلسطينيون للاعتقال والتنكيل بشكل مستمر.

وذكر النادي أن منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية، إلى جانب منظمات فلسطينية، تحدثت عن تردي الأوضاع الصحية في السجون الإسرائيلية، لا سيما في سجن "سدي تيمان" الواقع جنوبي إسرائيل، والذي أصبح يُعرف بسوء صيته نظرًا لانتهاكاته الجسيمة ضد الأسرى الفلسطينيين.

حصيلة الضحايا والأوضاع في الضفة الغربية

بالتوازي مع حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 756 فلسطينيًا وإصابة نحو ستة آلاف و250 آخرين حتى الآن، تشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس، انتهاكات يومية متواصلة من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وقد وثقت الهيئات الحقوقية اعتقال 93 معتقلة فلسطينية منذ السابع من أكتوبر، مما يكشف حجم الاستهداف المكثف للنساء ضمن حملة الاعتقالات.

يؤكد نادي الأسير الفلسطيني أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الأمراض والتنكيل الطبي ضد الأسرى تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تضمن حق الأسرى في تلقي الرعاية الطبية المناسبة. ودعا النادي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، في ظل استمرار الاعتداءات اليومية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة