Menu

الوحده الوطنيه: أما زالت ممكنة؟

اسحق أبو الوليد

الهدف الإخبارية - فنزويلا

موقف السلطه من السابع من اكتوبر، ومن المقاومه في الضفه الغلسطينيه، اغلاق لأبواب الوحده الوطنيه، التي اصلا كانت موصده منذ عقود

في الحقيقه موضوع الوحده الوطنيه، يقلق كوسيله نضاليه وشرط من شروط الانتصار و يعتبر استراتيجيه نضاليه ملحه، فقط، للشعوب التي تعاني من استعمار مباشر، واهم من ذلك عندما تعاني من استعمار احلالي آبادي يتنكر بشكل مطلق للحقوق التاريخيه للسكان الأصليين.

الان، في القرن الواحد والعشرين، نحن تقريبا الشعب الوحيد في هذا العالم يعاني من هذا النوع من الاستعمار المباشر بكل أشكاله .

لهذا مسألة " الوحده الوطنيه " الفلسطينيه يقدر ما هي ملحه ومعقده، هي في الوقت ذاته مسأله متحركه وليس جامده.

في بدايات النضال الفلسطيني الحديث، الذي انطلق كثوره مسلحه بعد هزيمة خزيران عام ١٩٦٧، كان أحد اهداف الاستراتيجيه النضاليه هو تثبيت الاعتراف بالهويه الوطنيه - القوميه الفلسطينيه، اي استكمال ما بدا به القائد الخالد التاريخي جمال عبد الناصر، عندما بادر إلى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينيه. خطوة الرئيس الراحل لم تلقى ارتياح و تايد من قبل الرجعيه العربيه وخاصة من النظام الرجعي الاردني وأنظمة النفط الخليجيه وفي مقدمتها مملكة آل سعود.

هولاء في الأصل كانوا وما زالوا ضد وجود الشعب الفلسطيني وبالتالي ضد نضاله وعملوا على إذابة هويته بعدة وسائل وتمت محاولات كثيره في هذا المجال.

ولكن حجم وكبر اثر الهزيمه التي منيت بها الانظمه العربيه في حزيران ٦٧ الذي ترافق مع انطلاقه للثوره الفلسطينيه، قويه وعملاقه، باحتضان عربي شعبي وخاصة في العديد من دول الخليج العربي، ساهم في تعزيز وفرض الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينيه كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني, حيث أخذت تعمل الانظمه النفطيه على احتواء قيادة المنظمه والمنظمه وتطويعها بما يتماشى مع الاستراتيجيه الصهيو امبرياليه، بدل مناكفتها. هذا الاعتراف العربي الرسمي، على اهميته، ساهم في فرض الاعتراف دوليا بالمنظمه حيث لعبت المنظومه الاشتراكيه في تلك الحقبة دورا مركزيا، التي كانت في صراع استراتيجي مع النظام الرأسمالي، انتهى بهزيمتها وانتهاء وجودها ككتله.

الاعتراف " بالمنظمه " لم يعني " خلق " الهويه الفلسطينيه ولم يوجدها بل كان يعني فرص الاعتراف بها بقوة السلاح والتضحيات لانها وجدت وتكونت تاريخيا وعمرها آلاف السنين. هذا الإنجاز هو انجاز نضالات وتضحيات شعب بأكمله ساهمت به كل فصائل العملي الوطني الذي قادته البرجوازية الفلسطينيه من خلال حركة " فتح ". هنا اود التركيز على مسأله اساسيه ومهمه هي، أن ما يميز البرجوازية الفلسطينيه عن برجوازيات شعوب أخرى خاضت حرب التحرير الوطنيه، انها لم تتحمل أعباء النضال، كما مثيلاتها في بلدان اخرى، اقتصاديا وبشريا، بل بالعكس هي نمت وترعرعت وازدهرت على حساب النضال الفلسطيني بل والانكى انها استثمرة في هذا النضال اقتصاديا لصالحها. 

من هنا لم تأبه يوما " بالوحده الوطنيه " ولم تسعى لها ولو بحدودها الدنيا، وهذا يعود لحجم التأيد والدعم العربي الرسمي لها سياسيا، والذي سمح لها ان تترجمه فلسطينيا بسياسه شعبويه ميركانتيليه ( تجاريه) و " شرائها " لاهم مصادر صناعة الرأي فلسطينيا مما جعلها تسيطر على عصب مكونات " المنظمه " اي الاعلاميه و المنظمات الشعبيه والنقابيه مع عدم السماح بتحويلها إلى " قواعد " للثوره كما كان ينص الميثاق الوطني الفلسطيني والبرنامج السياسي. هذا الوضع سمح للمؤسسات المكونه للمنظمه أن تتماهى من قيادتها، وان تلعب دورا رجعيا، عندما قررت " القياده " الاستقاله من " النضال الصدامي " والانتقال إلى مرحلة التعايش مع العدو الصهيوني. اي عندما سلمت باملاءاته المسماه " اتفاقيات اسلوا ". وقد استطاعت القياده اليمنيه، لأسباب موضوعية وذاتيه فلسطينيه، أن تقوم بانقلاب جذري هائل على الذات في اللحظه التاريخيه الحاسمه، حيث تم إنهاء منظمة التحرير الفلسطينيه، دون مراسيم ولا بكاء، بإنهاء وتعديل جوهر ميثاقها الوطني - القومي وبرنامجها السياسي، مما حوله/ حولها إلى كلمات بلا معنى وغلاف بلا محتوى.

هكذا انتهت مرحلة التعايش الوطني لصالح برنامج البرجوازية الانهزامي الاستسلامي. قيادة اليمين البرجوازية، بانحازها الكامل لمصالهحا الطبقيه ولبرنامجها، وتخليها الكامل عن الميثاق الوطني القومي وتثبيتها لشرعية الكيان الصهيوني، تكون قد خانت الجماهير الشعبيه في الوطن والمشردين في مخيمات اللجوء الذين ااتمنوها على تحقيق برنامج التحرير والعوده وإزالة كيان العدو من أرضنا.

هذا القياده المستسلمه ذهبت إلى التعايش مع العدو بوعي و " أرست في شواطيئه " وأحرقت سفن العوده الى الشاطيء الوطني.

حجم الكارثه التي أحدتها " اتفاقيات اسلوا " تفرض على كافة القوى، حركات وأحزاب وجبهات، وعلى الشعب الفلسطيني ان يبحث عن وسيله نضاليه تستجيب لطبيعة ومهام المرحله، حيث ان:

١ - رفع شعار، الاطاحه بقيادة منظمة التحرير، كي يتم تحقيق البناء لما هدمته هذه القياده. هذا شعار يخدم بشكل غير مباشر استمرار القياده ذاتها لانه، لا يوجد " لا امكانيه لانقلاب عسكري عليها " ولا هنالك آليات دستوريه ولا تسهيلات جغرافيه لتحقيق الاطاحة بها. هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى وجود هذه القياده على رأس الهرم الفلسطيني ( سلطه ومنظمه) ليس بسبب عوامل توازن القوى فلسطينيا ( المفروض من يحسم القياده أو السلطه أو الحكومه لشعب ما عوامل داخليه وطنيه بحته) بل بسبب قبول صهيوني إقليمي دولي، لا يمكن التغلب عليه في هذه المرحله.

بناء على هذا الاستخلاص السياسي الثوري العلمي يصبح المطلوب وطنيا تشكيل جبهة مقاومه وطنيه تضم كل القوى السياسيه والاجتماعيه والنقابيه والشعبيه كمرجعيه سياسيه نضاليه تمثيليه لشعبنا وليكن صراع على التمثيل التمثيل ولننتزعه انتزاعا.

٢ - يحب التحرر من الخوف من السيف المسلط علينا، سيف اليمين الذي كل " ما دق الكوز بالجره " يشهره في وجهنا. اي سيف " البديل عن منظمة التحرير " ويخون كل من يقدم على ذلك حسب رأيه. ويحاول أن يظهر وكأنه " المدافع " الصنديد عن البرنامج الوطني كما يدعي. هنا بيت القصيد، يجب أن يعلم اليمين واسياده أننا نعم بصدد تشكيل إطار اخر للتمثيل الشرعي، لأن ماهو قائم لا يمثل الشعب والقضيه. عندما تطرح الأمور بهذا الشكل وهذه القوه نضع اليمين وغيره أما الحقيقه التاريخيه، والصدام مع الذات، اي مع قاعدته الشعبيه التي يريد الاستمرار في تضليلها.

٣ - نحن الآن في حقبة ما بعد السابع من أكتوبر المجيد التي " أحرقت " الماضي وأدواته. وفتحت الطريق للميلاد الجديد وما علينا الا تنمية ما هو قيد الولاده والتكوين. علينا ان نساعد على ميلاد هذا الجديد والحفاظ عليه وتطويره.