Menu

استخبارات الاحتلال: تحسّن يطرأ على موقع "إسرائيل" الاستراتيجي

صورة أرشيفية- صواريخ المقاومة في غزة

ترجمة وسام الخطيب-خاص لبوابة الهدف

حسب تقرير أعدّته شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية لدولة الاحتلال، فإن العام 2016 يحمل فرص عالية للكيان الصهيوني، فيما تتراجع المخاطر المحيطة به، وقلّل التقرير من احتمال نشوب حرب خلال العام 2016، بين دولة الاحتلال وأي من الدول العربية أو قوى المقاومة المحيطة ب فلسطين المحتلة أو الموجودة داخلها.

واعتبرت استخبارات الاحتلال أن حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ليس لديها خطط للدخول في حرب جديدة مع جيش الاحتلال في الوقت الحالي، معلّلاً ذلك بانشغال هذه القوى بتحديات أخرى.

ويطرح التقرير ما يعتبره قراءة لوضع حزب الله، معتبراً أن الأخير مستنزف في سورية ويعاني من أزمة اقتصادية، وأن الخسائر التي ينسبها التقرير للحزب في سورية أضرّت بمعنوياته، وأضعفت رغبته بقتال دولة الاحتلال.

ومن اللافت أن الجهة المعدّة للتقرير، وهي جهة أمنيّة رسميّة في دولة الاحتلال، تعترف ضمنيّاً بنيّة مبيّتة في استهداف المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، حيث اعتبر التقرير أن الخسائر الفلسطينية الكبيرة على مستوى المدنيين والبنية التحتيّة هي عامل أساسي في ردع المقاومة عن الدخول في جولة جديدة من الحرب المباشرة مع جيش الاحتلال.

كما أقرّت استخبارات الاحتلال في سياق التقرير، بأن الرّدع المزعوم تجاه المقاومة الفلسطينية واللبنانية هو مؤقت، وان احتمالات الحرب تبقى قائمة، وإذا نشبت فستكون مختلفة عن الحروب السابقة في الـ (20-30) سنة الأخيرة.

اعتبرت الاستخبارات الصهيونية أن حزب الله هو الأول في سلّم التهديدات للكيان الصهيوني، مبديةً قلقها من القدرة الصاروخية المتنامية لحزب الله، خصوصاً على مستوى دقّة الإصابة، كذلك من استعدادات الحزب لنقل المعركة لداخل فلسطين المحتلة باستخدام الأنفاق، وقدّرت مصادر الاحتلال عدد صواريخ الحزب بـ (100) ألف صاروخ وقذيفة، يستطيع الحزب بواسطتها ضرب كل نقطة في فلسطين المحتلة، مبديةً خشيةً واضحة مما اعتبرته محاولات الحزب في تحسين دقّة منظومته الصاروخية، بمساعدة خبراء إيرانيين، كما أبدت تخوّف مشابه من استمرار تحضيرات المقاومة الفلسطينية للمواجهة مع الاحتلال، سواء على صعيد حفر الأنفاق الهجومية أو إدخال الوسائل القتالية والأسلحة لقطاع غزة المحاصر.

كما يعتبر التقرير أن إمكانية التصعيد بالضفة المحتلة واردة، طالما أن مسار التسوية بقي مغلقاً ولم تُستأنف مفاوضات السلام.

وفي هذا الإطار أبدا التقرير تخوّف واضح مما اعتبره محاولة إيرانية لدعم المقاومة الفلسطينية، وتحسين قدرتها على المواجهة بالضفة الغربية المحتلة.

وتقرّ استخبارات الاحتلال أيضاً، وإن كان في كلمات مبهمة جداً، أن التغييرات والاضطرابات في الشرق الأوسط قد تحسّن الموقف الاستراتيجي لدولة الاحتلال.

وبرغم ذكرها "إسرائيل"، في بعض الأحيان في نشراتها الدعائية، فإن "داعش" في سورية و العراق وفي سيناء، فضلاً عن شبكة "القاعدة" في سورية المعروفة باسم "جبهة النصرة"، ليس لديها مصلحة أو نيّة لتحويل أسلحتها ضد "إسرائيل"، فلديها أولويات أخرى وأعداء أكثر إلحاحاً.

يرى جيش الاحتلال نقطة إيجابية في الاتفاق النووي الدولي مع إيران، فهذا الاتفاق سمح بخفض محزون اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي لدى إيران، فيما تبقى مخاوف الاحتلال مرتبطة باستفادة إيران من رفع الحصار، وزيادة قدرتها الاقتصادية والمالية في تمويل فصائل وقوى المقاومة في المنطقة وخصوصاً في فلسطين المحتلة.

النص الكامل للتقرير

تقرير استخباراتي: طرأ تحسن على موقع " إسرائيل" الاستراتيجي

يرى جيش الاحتلال " الإسرائيلي أن احتمالية اندلاع حرب في عام 2016 ضد حركة حماس في الجنوب، أو حزب الله في الشمال بعيدة، وهو ما يشير إجمالاً إلى أنه قد طرأ تحسن على موقع " إسرائيل" الاستراتيجي.

بات القارئ يتساءل بعد قراءته لتقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية لعام 2016 ، " هل نصف الكوب فارغ أم نصفه ممتلئ؟"،  وبالاعتماد على وجهة نظر أحدهم، أو حتى من باب التحيز، فإنه يمكن استعراض الوضع "الإسرائيلي" بطرق مختلفة. حيث يظهر التحليل الموضوعي بأن هنالك مخاطر محدقة، ولكن هنالك فرص أيضاً.

لقد تمت صياغة التقرير الاستخباراتي من قبل قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية مع إضافات من إدارات البحوث في الموساد والشاباك. أهم جزء تضمنه التقرير الجديد هو تقييم بأن احتمالية اندلاع الحرب هذا العام منخفضة. وقالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لصحيفة "جيروزاليم بوست" أن ذلك ينطبق على جميع الجبهات من غزة في الجنوب إلى لبنان وسورية في الشمال. فلا حزب الله ولا حماس لديهم خطط أو معنيون بالشروع في حرب ضد "إسرائيل".

خمس سنوات منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية، وحزب الله ينزف في ميادين القتال فيها. حيث يزداد تورطه أكثر من أي وقت مضى في الصراع، خصوصاً وأن لديه فرقة دائمة تصل إلى 7000 جندي، وما يقارب نصف المجندين يقاتلون إلى جانب إيران، ومؤخراً، إلى جانب القوات الجوية الروسية، للدفاع عن "نظام بشار الأسد" حسب ما تضمنه التقرير.

وتمتلك المنظمة الشيعية اللبنانية 15000 من جنود الاحتياط الذين تم استدعائهم للتدريب أو للمهمات الميدانية لمدة تصل إلى 40 يوماً في السنة – على غرار نظام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الاحتياطي. فقد حزب الله نحو 1500 جندي في الميدان – والكثير منهم ينتمون إلى وحدات النخبة – وما يزيد عن 6000 أصيبوا. خسائر حزب الله هي ضربة قوية لقدراته العسكرية وقد أضرّت بالروح المعنوية لديه لخوض حرب مع "إسرائيل" حسب زعم التقرير.

وعلاوة على ذلك، فإن حزب الله يعاني من أزمة اقتصادية خطيرة. حيث تُقدّر ميزانيته السنوية بنحو 1 مليار دولار، يأتي 70% منها من إيران والباقي من الضرائب والجبايات والتجارة، وخاصة في "المخدرات والسجائر المهربة والأجهزة الالكترونية" حسب التقرير. وبسبب نظام العقوبات المفروضة على إيران (والتي سيتم رفعها قريبا)، واجهت طهران في السنوات الأخيرة صعوبات بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه "عميلها" اللبناني.

في الجنوب، حركة حماس لم تُشف بعد من الحرب التي اندلعت في صيف 2014، والتي ألحقت خسائر فادحة في قواتها قدراتها العسكرية، والأهم من ذلك، أنها تسببت بأضرار بالغة للسكان المدنيين.

منذ نهاية ذلك الصراع، تم إطلاق عشرات الصواريخ على جنوب "إسرائيل". ولكنها جميعا سقطت في مناطق مفتوحة ولم تتسبب بأي خسائر أو أضرار. لم يطلق أي منها من قبل حماس. حيث تم إطلاقها من قبل جماعات مرتدة صغيرة إما تستلهم أو تتماهى مع داعش، وهي تعارض حكم حماس وتحاول استفزاز "إسرائيل" لمهاجمة حماس.

وبعبارة أخرى، يعمل الردع على حد سواء مع حزب الله، منذ حرب 2006 في لبنان، وحماس، بعد عملية الجرف الصامد في 2014. ومع ذلك، تفيد مصادر عسكرية رفيعة المستوى للتقرير بوجود فهم واضح أن "الردع ليس إلى الأبد" وهذا أمر بعيد المنال.

وبالفعل، يأخذ التقرير الاستخباراتي بعين الاعتبار احتمالات التصعيد الناجمة عن وقوع حادث بسيط على الحدود مع حماس أو حزب الله يؤدي إلى خروج الأمر عن نطاق السيطرة ويتحول إلى مواجهة كبيرة.

هذه السيناريوهات تأخذ بعين الاعتبار، وعلى سبيل المثال، أن صاروخاً أُطلق من غزة قد يقتل العديد من المواطنين "الإسرائيليين". ثم ستردّ "إسرائيل" بقوة على حماس، التي تُحمّلها مسؤولية الوضع في غزة. حماس لن تكون قادرة على الوقوف مكتوفة الأيدي وستردّ، وستبدأ حلقة مُفرغة من الصواريخ وضربات سلاح الجو "الإسرائيلي" الذي سيؤدي لاندلاع حرب أخرى كبيرة.

ويمكن أن ينطبق سيناريو مماثل على طول الحدود الشمالية إذا استفادت "إسرائيل" من الحرب في سورية – كما تفيد التقارير أنها فعلت في مناسبات عدة – وستقصف قافلة أخرى من الأسلحة التي يتم تسليمها لحزب الله أو أن تقتل البعض الآخر من قادته بالقرب من مرتفعات الجولان، وسيردّ حزب الله بوابل من الصواريخ. وكل من حماس وحزب الله مستعد لهذه السيناريوهات.

وعلى الرغم من المشكلات العسكرية والمالية، يواصل حزب الله استعداداته لحرب ضد "إسرائيل". حيث جمع ترسانة هائلة لما يقرب 100 ألف صاروخ وقذيفة قادرة على الوصول لكل موقع استراتيجي وعسكري في "إسرائيل". لكن ما يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لـ "إسرائيل" هو نوعية الصواريخ وليس كميّتها. يعمل حزب الله جاهداً، بمساعدة الخبراء الإيرانيين، لتحسين دقة صواريخه.

ويُقدّر مخططو الحرب "الإسرائيليين" أنه، إذا اندلعت الحرب، سيحاول حزب الله، للمرة الأولى، أن يحفر أنفاق داخل "إسرائيل"، لنقل المعركة إلى الأراضي "الإسرائيلية" لمحاولة السيطرة على المستوطنات القريبة من الحدود. وبالتالي، يعتبر حزب الله التهديد العسكري الرئيسي ضد "إسرائيل" والهدف الرئيسي لجهود الاستخبارات لجمع المعلومات حول قدرته ونواياه.

وقالت مصادر عسكرية بأن "الحرب القادمة ستكون مختلفة عن الحروب التي شهدناها في السنوات 20 – 30 الماضية. فإن الصراع سيكون معقداً جداً". وأضافت المصادر "قد تستمر أسابيع عدة، فقد حوّل حزب الله غالبية القرى الشيعية في الجنوب اللبناني إلى معاقل هائلة له".

ومع ذلك، حذرت المصادر من أنه في حالة الحرب، على "إسرائيل" أن تتخذ نهجاً مختلفاً وتضرب بكل قوتها كل مواقع حزب الله، بما في ذلك داخل القرى، الأمر الذي "سيخلق مشكلة لاجئين كبيرة في لبنان".

وعلى الرغم من أن حماس لا تريد الانجرار إلى جولة جديدة مع "إسرائيل" وليست على استعداد لذلك، فإنها لا تزال مستمرة في الجهود الرامية لتحسين تأهّبها. تقوم حماس بتصنيع الصواريخ وتحديد أولويات الجهود المبذولة لزيادة مداها ودقتها (في عملية الجرف الصامد، ضربت حماس تل أبيب وقصفت دون جدوى باتجاه مدينة حيفا الساحلية الشمالية).

وبالرغم من وقوعها بين الحصار "الإسرائيلي" والمصري والتعاون الأمني والاستخباراتي الوثيق، لم تتخلى حماس أبداً عن جهودها لتهريب الأسلحة، والمتفجرات والصواريخ عبر الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة رغم أن العملية أصبحت أكثر صعوبة. وتستمر حماس أيضاً بحفر الأنفاق ويُقدّر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن بعض – ربما أكثر من 10 – منها قريبة جداً من الحدود "الإسرائيلية" وربما اخترقت "إسرائيل".

ويُقرّ التقرير الاستخباراتي أيضاً، وإن كان في كلمات مبهمة جداً، أن التغييرات والاضطرابات في الشرق الأوسط قد تحسن الموقف الاستراتيجي لـ "إسرائيل".

وبرغم ذكرها "إسرائيل"، في بعض الأحيان، في نشراتها الدعائية، فإن داعش في سورية والعراق، وفي سيناء، فضلا عن شبكة القاعدة في سورية المعروفة باسم جبهة النصرة، ليس لديهم مصلحة أو نية لتحويل أسلحتهم ضد "إسرائيل". فلديهم أولويات أخرى وأعداء أكثر إلحاحاً.

وتتميز منطقة الشرق الأوسط بالانقسام المتزايد بين الشيعة والسنة، وبين إيران والسعودية، والخلافات داخل العالم السني بين المتعصبين والإرهابيين، مثل داعش التي تقاتل ضد جماعات وأنظمة أقل تطرفاً.

ويُنظر إلى الاتفاق النووي الإيراني أيضاً من قبل الجيش "الإسرائيلي" باعتباره فرصة من نوع ما، على النقيض الصارخ لتصور وخطاب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو". وتقول مصادر الجيش "هناك بعض المزايا في الاتفاق النووي"، وتضيف "صحيح، كان من الممكن التوصل لاتفاق أفضل، وهنالك قليل من الإحباط لأن الاتفاق لا يتحدث عن التدخل الإيراني والجهود المبذولة لزيادة طموحاتها التوسعية في المنطقة. ولكن الحقيقة هي أن كمية اليورانيوم المخصب انخفضت بشكل ملحوظ كما انخفض عدد أجهزة الطرد المركزي، وقد تم تفكيك قدرة إيران على انتاج البلوتونيوم في مفاعلها النووي في آراك. هذه التطورات الدراماتيكية لا يمكن الجدال فيها"

ويرى تقرير الاستخبارات شهر شباط الماضي الوقت الحرج بالنسبة لمستقبل إيران. حيث جرت انتخابات البرلمان الإيراني، المجلس، إضافة إلى مجلس خبراء القيادة – هيئة صغيرة لكنها مهمة مسؤولة عن انتخاب أو إزالة المرشد الأعلى، الزعيم الروحي القادم للبلاد -. وقام بالتسجيل 12 ألف مرشح، ولكن لجنة الانتخابات شطبت 40% منهم، وتركت في النهاية مجرد 30 مرشحاً معتدلاً.

لقد وصلت الخلافات والمعارك المستمرة بين المحافظين والإصلاحيين التي حدثت في إيران منذ وفاة آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، منذ ما يقارب 30 سنة، إلى ذروتها. وستحدد الانتخابات الاتجاه الذي سوف تتخذه إيران في السنوات المقبلة مع عواقب وخيمة ليس فقط على شعبها ولكن أيضاً على بقية منطقة الشرق الأوسط، بما فيها "إسرائيل".

وقالت مصادر الجيش "إن غالبية الشعب الإيراني يريد المزيد من الحرية والانفتاح على الغرب وتديّن أقل، ولكن هل سيسمح المحافظين في السلطة القضائية، وفي الأوساط الدينية والحرس الثوري، لذلك بالحدوث؟". وبالإضافة إلى ذلك، تشير تقديرات الجيش "الإسرائيلي" إلى أن إيران ستتلقى عشرات المليارات من الدولارات من حساباتها المصرفية المجمدة في الخارج ومن رفع العقوبات عنها. وسيتم استثمار معظم الأموال في تحسين الاقتصاد. وسوف يستخدم بعضها لتغطية ديون سابقة. ومع ذلك، فقد انخفضت أسعار النفط بشكل كبير من أكثر من 100 دولار للبرميل إلى أقل من 30 دولار للبرميل، مما يُعرض الآمال الإيرانية بالانتعاش الاقتصادي للخطر.

ومع ذلك، لم تتخلى إيران عن حلم الهيمنة الإقليمية. وسوف تستخدم بعض من عائداتها لتمويل حماس ومحاولة إيجاد مدخل لها في الضفة الغربية. وهي أيضاً توجّه وتدفع للبنى الإرهابية الأساسية في مرتفعات الجولان السورية.

ستواصل الاستخبارات العسكرية والموساد مراقبة إيران لمتابعة تطلعاتها التوسعية وللتأكد من أنها لا تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وفيما يتعلق بالفلسطينيين، فإن التقرير الاستخباراتي ليس متزامناً مع حكومة نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون.

وتتحدث التقديرات حول قدرة عالية على التصعيد في الضفة الغربية إذا لم تُستأنف عملية السلام. ويأمل الجيش "الإسرائيلي" أن الحكومة ستستمر على الأقل بالعمل بسياستها الحالية للحوافز الاقتصادية من خلال السماح لـ 120 ألف فلسطيني للعمل في "إسرائيل والمستوطنات اليهودية"، وأن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس سوف تستمر بالتنسيق الأمني بين أجهزتها والشاباك والجيش "الإسرائيلي".