Menu

بالفيديو: المناضل عمر النايف يوارى الثرى في صوفيا

4a924acf6ae4b4b885f4b733932f7eb2

صوفيا _ بوابة الهدف

شيُع ظهر اليوم في العاصمة البلغارية صوفيا جثمان الشهيد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر النايف ، بمشاركة واسعة من كوادر وأعضاء الجبهة الشعبية تقدمهم عضو المكتب السياسي للجبهة المناضلة ليلى خالد، وعائلة الشهيد تقدمهم شقيقه كاشف وزوجته وأبنائه، وأعضاء من الجالية الفلسطينية.

وانطلق موكب التشييع من مسجد "ليولن"، باتجاه مقبرة "بوتانتس" حيث وريّ الثرى هناك بشكل مؤقت.

ونُظم بعد مراسم التشييع حفل تأبيني للشهيد، ألقى خلاله كاشف النايف شقيق الشهيد كلمة، قال فيها "أيها الحاضرون في هذا الموكب المهيب، يا حماة وصيته الأخيرة فلسطين و القدس وتحريرها وخلاصها، ووصيته قبل الأخيرة لا تمت قبل أن تكون نداً... نشيع حبيبنا عمر وفي قلوبكم وذاكرتكم كل التفاصيل الجميلة من حياته وعطائه وكفاحه، مقاوماً ومقارعاً في شوارع وحارات الوطن الحبيب، وأسيراً ثابتاً صامداً لا ينحني للجلاد، كاسراً ومحطماً للقيد، منتزعاً لحريته من براثن المحتلين، متخطياً حواجز الحصار، ملتحقاً بركب العائدين من الشتات مهما طال الزمن، حاملاً راية شعبنا ومقاومته ورايات الشهداء ووصاياهم وإرادتهم، سار في درب العطاء مع قضايا شعبنا وأمته وقضايا الأحرار في العالم".

وتابع شقيق النايف "نشيع عمر في تراب الغربة وكلنا إيمان بأن روحه وإرادته لن تسكن هذا التراب، بل رحلت إلى فلسطين الحبيبة، إلى كل قرية ومدينة ومخيم، إلى جنين القسام وصفد وحيفا و غزة والقدس، إلى كل قلب حر مقاوم لتلتحم روحه مع إرادة فلسطينية تواصل صمودها وكفاحها وحلمها الحرية والعودة".

وعبّر النايف باسم عائلة الشهيد "والدته الصابرة وزوجته الصامدة وأبنائه وإخوانه وكل فرد فيها" عن فخرهم واعتزازهم بما مثله الشهيد عمر في حياته ومماته شهيداً، مستحضرين كل التفاصيل والمآثر الصغيرة التي جسدها في خدمة قضيته وشعبنا، وما أصابه من غدرٍ حين امتدت إليه يد الإجرام الجبانة وتواطؤ الخائنين بهذا الشكل أو ذاك.

وقال "عزاؤنا هو وقفتكم الشجاعة ونصرتكم لقضية عمر حياً وشهيداً، ووقفة أبناء شعبنا واصطفاف رفاقه وإخوانه وأحبته معه في كل بقاء الأرض دعماً له".

وتابع بالقول "عزاؤنا الأكبر أن عمر حي في كل قلب حر، وأن الأيادي التي نالت من جسده آجلاً أم عاجلاً ستقف صاغرة ذليلة أمام محكمة الشعب والتاريخ والعدالة الإنسانية ليلاقوا عقابهم الرادع".

من جانبها، قالت المناضلة ليلى خالد في كلمة الجبهة، أن "القائد أحمد سعدات أرسل لنا أمانة ورسالة، وقال رأس عمر بثلاث رؤوس، ونحن نعرف معنى هذه الرسالة، قبل ذلك قال الرأس بالرأس والعين بالعين والدم بالدم، ونحن نعاهد شهيدنا أن الحساب مفتوح حتى نقتص من كل من فكر بأن تمتد يده إلى مناضل بحجم عمر".

وعبّرت خالد عن شكرها باسم الجبهة ورفاقها وأنصارها وأصدقائها وجماهير شعبنا لكل من وقف بجانب قضية الشهيد عمر وكل الذين نادوا بجلب الحقيقة والاقتصاص من العملاء ومن قام بهذا العمل.

وقالت "نقولها بالفم الملآن، إن تاريخ الجبهة يشهد على ذلك، أنها لم ولن تتوانى بأن تقتص من كل من تآمر أو تواطأ ضد عمر، أما المحتل فحسابنا دائماً معه مفتوح، هذه هي علاقتنا بالمحتل لا بالمفاوضات والاستجداء ولا التنسيق الأمني ولا التآمر على المناضلين".

وتابعت خالد "نعرف عمر وكيف يفكر، لقد كسر أنف العدو الصهيوني، واختبأ وهرب من السجن، وهذه بالنسبة لنا بطولة تصل إلى حد الأسطورة، لأنه لم يحصل في تاريخ صراعنا أن خرج مناضلاً يتحدى كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والاحتلال، ويختفي في نفس المكان الذي يحتلوه، ومن ثم غادر الوطن ولم يتمكنوا منه".

وقالت "لكن للأسف بعد (22 عاماً)، يريدون أن يوجهوا رسالة لكل واحد منا، أنتم مطلوبون لنا، علينا أن ننتبه جيداً أن هذه رسالة الدم بالدم، ولا يجوز لأيٍ كان ونحن أولهم بالنسبة لنا أمانة، ونحن أوفياء للذين قدمّوا أرواحهم من أجل الوطن والشعب، نحن لا نساوم ولا نهادن وعلينا أن نستمر في هذا الطريق".

وتوجهت خالد بالتحية للرفيق الشهيد وخاطبت روحه قائلة "انهض يا عمر نحن معك، أنهض يا عمر، لقد ذهبت قبلنا فلسطين باستشهادك، أولئك الغادرون الذين امتدت أيديهم إليك وتآمروا وتواطئوا من أجل أن ينهوك ليعرفوا أنك ما زلت بيننا، لأنك في قلوبنا وعقولنا، روحك ترفرف حولنا".

وأكدت المناضلة بأن كل فلسطين خرجت اليوم تودع عمر وتقول كلمتها بأنها لن تنسى شهدائها، وستقتص من قتلتهم، متوجهةً بالتحية إلى عائلة الشهيد عمر "رانيا ودانيا ومحمد وأحمد وكاشف وحمزة" وإلى أم الشهداء أم عاطف في جنين، داعيةً إياها أن تصبر، فإن قضية ابننا ستبقى مفتوحة حتى نقتص من العملاء.

وأضافت "أقولها من هنا وهنا وفي فلسطين والشتات، الغربة عن الوطني هي مسألة نناضل من أجل أن ننهيها عن وطننا العزيز والغالي الذي اسمه فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، حتى لو تآمر المتآمرون ووقعوا الاتفاقات، والآن يستجدون أن يجلسوا مع العدو من أجل أن يستمروا في مفاوضاتهم العبثية التي لا يسير إليها إلا الجبناء والمهزومين الذين لا يصنعوا نصراً لشعبنا".

وقالت خالد "إذن علينا أن نفكر كيف سيرحل هؤلاء المهزومين من أجل أن نصنع النصر، فشعبنا لديه الإرادة بان يستمر بهذا الطريق التي قدّم من أجلها عمر روحه، من أجل ان نحيا ونعود لفلسطين".

وخاطبت أم الشهيد عمر، بالقول "أقول لأم عمر يا أمي صحيح أنك بعيدة الآن، ولكنك الأقرب إلينا ولعمر، أنجبتي الأبطال لا نخاف عليكي، ستبقى شامخة رافعة الرأس بأن ابنها شهيد فلسطين، الذي نعاهده باسم كل الشعب أننا لن نترك دمائه تذهب هدراً لأنها تستحق فلسطين، وفلسطين تستحق دمه".