Menu

تمّوز 2006: حيفا وما بعدها.. هكذا بدأ حزب الله حرب الاستنزاف

SouthLebanon_2014_0121840_haifas8

بوابة الهدف _ نقلاً عن الميادين نت

تجددت الغارات الجوية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء السبت في الخامس عشر من تموز 2006، في الوقت الذي كان يستعد فيه حزب الله لفتح مخازنه السرية التي عميت عنها عيون "الوزن النوعي" تنفيذاً لقرار استهداف حيفا مقابل الضاحية الجنوبية، فتحتم تجهيز منصات ثابتة ومتحركة، وأخرجت بعض صواريخ "فجر 3".

"نفد بنك الأهداف لدى سلاح الجو الاسرائيلي، ولكنْ، يجب مواصلة الضغط". بهذه الكلمات توجه رئيس الأركان "دان حالوتس" إلى رئيس الحكومة "ايهود اولمرت"، طالباً إليه إعطاءه تفويضاً كاملاً، لأنه من غير المنطقي الرجوع إلى اللجنة المصغرة لإدارة الحرب في كل مرة للمصادقة على قصف كل مبنى في لبنان!.

بعد توقف صفارات الإنذار في مدينة حيفا. وصل موفاز لتفقد الموقع فلاحظ وجود كرات معدنية عبارة عن شظايا مخزنة داخل الصاروخ، عندها أدرك رئيس الأركان السابق ان مصدر الصاروخ ليس ايران بل سوريا، فهي كانت تصنع هذا النوع من الصواريخ ذات قطر مئتين وعشرين ميليمترا بمدى ثلاثة وأربعين كيلومترا ورأس متفجر زنة خمسة وأربعين كيلوغراماً.

أحدث قصف حيفا صدمة في رئاسة الأركان. "موشيه كابلينسكي" نائب "دان حالوتس" وهو أكبر ضابط في سلاح المشاة طلب منه وقف الحملة الجوية، معتبراً ان الجيش الاسرائيلي بدأ بالسقوط.

هذا الموقف لم يكن انفعاليا من كابلينسكي، فالتقدير الاستخباري الذي تشكل بعد قصف حيفا كشف عن حقيقة مرة: الترسانة الصاروخية المتوسطة والبعيدة لحزب الله لم تتضرر بشكل يخرجها من معادلة الردع. والاهم من ذلك أن فعالية القدرات العملانية لطواقم الوحدات الصاروخية في المقاومة لا تزال قادرة على نقل هذه الصواريخ وتحضيرها ومن ثم إطلاقها عند صدور الأوامر.

لم تكن المقاومة بوارد تدمير المنشآت الكيميائية القريبة من مدينة حيفا، بل كان المطلوب إيصال رسالة عاجلة إلى الجنرالات في القطاعات العسكرية والأمنية كافة، وعندما تلقى المعنيون في "إسرائيل" الأخبار عن قصف حيفا، أدركوا أن حرب استنزاف طويلة قد بدأت.

الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم هزّ مدينة حيفا أول صواريخ المقاومة، الذي أصاب بشكل مباشر محطة للقطارات.

سرعان ما أطل السيد حسن نصر الله عبر قناة المنار ليتحدث عن استهداف حيفا ويتوعد بالمزيد، ملمحاً الى أن الحزب قرر هذه المرة تحييد المنشآت الحيوية.

كان وزير المواصلات في حكومة الاحتلال "شاؤول موفاز" في طريقه إلى جلسة الحكومة.

اتصل موفاز بموظفي مصلحة القطارات، وسمع منهم تقريراً دموياً عن الحادث: قتل ثمانية موظفين وجرح الكثيرين.