Menu

"إبادة الأرمن" شبحٌ لايزال يلاحق تركيا

أرشيف: مذابح الأرمن

بوابة الهدف_ أنقرة_ حسن الطهراوي:

يُحيي الارمن فى 25 نيسان/ إبريل من كل عام ذكرى المذابح الجماعية التى تعرض لها اجدادهم فى تركيا عام 1915 فترة الامبراطورية العثمانية وراح ضحيتها اكثر من مليون مواطن ارمنى وهدمت كنائسهم ومنازلهم ومحلاتهم وهجر اعداد كبيرة منهم الى سوريا ولبنان وارمينيا وفرنسا ودول اخرى

المناسبة تكتسب اهمية خاصة هذا العام كونها تصادف الذكرى المئوية لهذه المذابح ويسعى الارمن من خلالها لاثارة القضية وتسليط الاضواء عليها من جديد ودفع برلمانات الدول الغربية لاصدار قرارات وبيانات تعتبر ما حدث للارمن بانها ابادة جماعية وكذلك زيادة الضغوط على تركيا التى مازالت ترفض الاعتراف بالمذابح الارمنية

الرئيس التركى رجب طيب اردوغان وخلال كلمة القاها فى مؤتمر السلام المنعقد فى مدينة اسطنبول قال ان بلاده مستعدة لفتح ارشيفها المدنى والعسكرى الذى يحتوى على مليون وثيقة خاصة بالارمن واعتبر اردوغان ان الحديث عن مذابح وابادة تعرض لها الارمن لا يستند الى حقائق وادلة تاريخية

ما قاله اردوغان يلخص الموقف الرسمى التركى تجاه مشكلة الارمن فانقرة لا تنكر حدوث عمليات قتل وتهجير للارمن لكن ذلك براى الاتراك حدث فترة الحرب ولا يرقى الى وصف ما حدث بالابادة الجماعية وان حل المشكلة يتم من قبل المؤرخين وليس من قبل السياسيين فما تخشاه تركيا على مايبدو هو ادراكها ان اعترافها بالمذابح الارمنية سيفتح الباب لمطالب اخرى من تعويضات مالية واعادة الاراضى فى المدن والقرى التى كان يعيش فيها الارمن

بالنسبة للارمن تبدو القضية اكثر وضوحا فهم يستندون فى رواية ماحدث لهم فى تركيا الى الواقع والتاريخ فنحو تلاثة ملايين ارمنى كانوا يعيشون فى تركيا قبل مائة عام لم يبقى منهم الان فى تركيا سوى 60 الفا غالبيتهم يعيشون فى مدينة اسطنبول اما كنائسهم  فى مناطق شرق تركيا فقد تهدمت ومحلاتهم ومنازلهم باتت بيد اخرين ويقول _ زاكريا ملدان اوغلو _ الصحفى الارمنى من صحيفة _ اغوس التى يضدرها الارمن فى مدينة اسطنبول فى حديث للهدف 

كل كتب التاريخ تتحدث عن ما تعرض له الارمن من قتل وتهجير حتى ان بعض من عاشوا تلك الاحداث مازالوا احياء يدلون بشهادتهم، الشعب الارمنى فقد كل ما لديه خاصة من الناحيتين المادية والمعنوية فالناس والمنازل والمتاجر هدمت، وثقافة الارمن من شعر وادب وعادات وتقاليد زالت وتبخرت نحن نتحدث عن ملايين من البشر لم يعد لهم وجود فى مدنهم وقراهم.. هذه قضية انسانية وانكار هذه الماساة سببه الخجل من هذا التاريخ القذر

وكانت قضية اغتيال الصحفى الارمنى _ هرانت دينكمؤسس صحيفة _ اغوس_ فى اسطنبول عام 2007 من قبل شاب تركى قيل انه قومى متطرف قد حركت قضية الارمن فى تركيا من جديد وزادت من الاصوات خاصة لدى احزاب اليسار التركى التى تطالب الحكومة التركية بالتخلى عن سياسة الانكار والاعتراف بالمذابح الارمنية وفتح ملفات الماضى دون خوف لانهاء مشكلة اشبه بشبح ما زال يلاحق تركيا داخليا وفى المحافل الدولية