Menu

انطلاق أعمال مؤتمر باريس: حضور دولي كثيف.. وخلافات على بنود البيان الختامي

349

باريس_ بوابة الهدف

انطلقت، ظهر اليوم الأحد، أعمال مؤتمر باريس الدولي، الذي دعت إليه وتستضيفه العاصمة الفرنسية، من أجل دفع عجلة السلام بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، ودعماً لمبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع، من خلال استئناف المفاوضات الفلسطينية- "الإسرائيلية"، برعاية دولية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، في كلمته الافتتاحية: إنّ حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن، والذي يضمن حقوق الطرفين. مُضيفاً "أتفهم بعض التحفّظات حيال المؤتمر، والوضع على الأرض يؤكد أنه لا وقت لإضاعته، ونحن مصممون على مشاركة المجتمع الدولي في صنع السلام".

وتابع "بعد عامين على جمود عملية السلام، تعود اليوم على جدول الأعمال الدولي، ومسؤوليتنا المشتركة هي جمع الطرفين حول طاولة المفاوضات".

وتُشارك في المؤتمر 70 دولة، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية منها الاتحاد الأوروبي، ومجموعة العشرين، ومجلس الأمن الدولي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.

في ظل الحضور الدولي الكثيف، يتضمّن المؤتمر رسائل هامة جداً، تصبّ كلها في صالح دعم مبدأ حل الدولتين، إلّا أنّ تصريحات رسمية فرنسية أكدت أنّه لن يكون هناك استكمالٌ لهذا المؤتمر في مجلس الأمن، بهدف إجبار "إسرائيل" على تطبيق ما يتم إقراره والإجماع عليه.

المؤتمر التي وصفته صحيفة "لاموند" الفرنسية، في عددها الصادر صباح اليوم، على أنّه "رمزيّ"، لم يُجهّز بعد بيانه الختامي، إذ تتواصل الخلافات في البنود التي يجب أن يشملها، خاصةً فيما يتعلّق بالمطالب الفلسطينية، والجدولة الزمنية لتطبيق حل الدولتين، الذي يدفع المؤتمر باتجاهه.

يُشار إلى أنّ مؤتمر باريس ينعقد، على بعد 5 أيام فقط، على انتهاء حكم الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما، وتسلّم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وسط تصريحات كثيفة من هذا الأخير بشأن نيّته نقل سفارة واشنطن من "تل أبيب" إلى القدس .

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إنّ وزير الخارجية جون كيري الذي يحضر المؤتمر اليوم، سيُدافع عن "إسرائيل" لمنع اتخاذ قرارات دولية ضدها خلال المؤتمر، ومنع فرض حلول بالقوة عليها.

وتُواصل "إسرائيل" التي ترفض المؤتمر ككل، التحريض عليه، بزعم أن السلام لن يتحقق سوى عبر المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، وبدون شروط مسبقة. ويصف رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو  مؤتمر باريس بأنه "خدعة قام بها الفلسطينيون، تحت الرعاية الفرنسية، لتبنِّي مواقف جديدة معادية لإسرائيل".

وفي تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي، بشأن ما يمكن أن يتمخض عنه مؤتمر باريس، قال "أنا واقعي حول ما يمكن لهذا المؤتمر تحقيقه. سيتحقَّق السلام فقط من خلال الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس سواهم. المحادثات الثنائية هي فقط ما يمكن أن ينجح".

وتبحث مسودة القرار الذي ستتم مناقشته في المؤتمر، ونشرتها صحف "إسرائيلية"، "دفع الطرفين إلى أخذ خطواتٍ حثيثة بغرض عكس مسار التوجُّهات السلبية على الأرض، ولبدء مفاوضاتٍ مباشرة بنَّاءة".

من جهته قال الرئيس عباس، في تصريحات لصحيفة فرنسية، أمس السبت "إن مؤتمر باريس ربما يكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين، فبعد 70 عاماً من المنفى و50 عاماً من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا".

وقال الرئيس عباس إنّه وجّه رسالة إلى دونالد ترامب يُطالبه بعدم نقل السفارة الأمريكية، الأمر الذي من شأنه القضاء على عملية السلام، وقد يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة اسرائيل، وسيحرم الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في حل النزاع، وسيقضي على حل الدولتين".

وكان من المقرر أن يزور عباس باريس، اليوم الأحد، للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاثنين من هذا الأسبوع، إلّا أنّ مصادر دبلوماسية فلسطينية أفادت بأن الرجلان اتّفقا على تأجيل اللقاء لما بعد انعقاد المؤتمر بأسبوعين، للتباحث في نتائجه وتقييمها.

وذكرت وكالة دولية، نقلاً عن مسؤول فلسطيني إن "تأجيل الزيارة تم من أجل إفساح المجال أمام فرنسا للمزيد من الاتصالات مع الأطراف بعد المؤتمر"، بما في ذلك "الاتصال بالإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب".

وكان هولاند وجّه دعوةً للرئيس عباس ورئيس وزراء الكيان نتنياهو، لعقد لقاءٍ على هامش مؤتمر باريس، قَبِلها عباس، ورفضها نتنياهو.