Menu

"جورة الموت" بحيّ الصفطاوي تغرق مُجدداً.. والأهالي "سئموا المناشدة"

16808366_1028644780612306_210680953_n

غزة_ بوابة الهدف_ صابر الشرافي

تسبّبت مياه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ مطلع الأسبوع بغرق منطقة "الجورة" في حيّ الصفطاوي، شمال مدينة غزّة، فجر اليوم الخميس.

وفي مشهدٍ يتكرر كل فصل شتاء، فاضت مياه "البركة" المُخصصة لتجميع مياه الأمطار في المنطقة، وأغرقت منازل المواطنين والشوارع المحيطة، حسبما أفاد الأهالي.

وتنخفض منطقة "الجورة" عدّة أمتار عن مستوى الشارع الرئيسي بحيّ الصفطاوي، ما يجعلها مُعرضة للغرق كل فصل شتاء؛ الأمر الذي يُفاقم معاناة الأهالي، الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية وصحيّة صعبة في مساحة ضيّقة يُخيّم عليها البؤس والفقر والأمراض.

أحد سكان "الجورة"، تحدث لمراسل "بوابة الهدف" الذي تواجد بالمكان، واصفاً ما شهدته المنطقة، وقال "الساعة 2 في الليل طفّت علينا الميّ، من البركة الكبيرة، وملّت الشوارع ودخلت على بيوتنا.. معرفناش نعمل إشي غير إنّا نحمل ولادنا، ونطلع من البيوت".

وأوضح المواطن أنّ البركة التي خصّصتها البلديّة لتجميع مياه الأمطار، لم تصمد، ولم تفلح هذا الموسم أيضاً، كما هو الحال منذ سنوات، في منع مياه الأمطار وكذلك سيول مياه الصرف الصحي، من إغراق المنازل المحيطة، وهو مشهد يتكرر كلّ فصل شتاء.

وأكّد المواطن أن الأهالي تواصلوا مع طواقم الدفاع المدني، أكثر من مرّة، عبر اتصالات هاتفية، إلّا أنّ أحداً لم يحضر على الفور، لتقديم المساعدة للمواطنين خلال ساعات الليل.

وقال المواطن، الذي غرق منزله فجر اليوم "تأخر الدفاع المدني في الوصول، وتصرّفنا وحدنا، بانتشال أطفالنا من المياه، والخروج إلى الشوارع.. ماذا تنتظر البلديّة.. هل تنتظر موت أحدنا للبحث عن حلول".

مواطنة أخرى، من سكان المنطقة، قالت لمراسل "بوابة الهدف" إنّ أحد أطفالها غرق قبل عدّة أعوام، في ظروف مشابهة، وكاد أن يفقد حياته بسبب مياه الأمطار، صارخةً بعبارة "هادي المنطقة اسمها جورة الموت.. مش جورة الصفطاوي".

وأضافت "طول الليل واحنا بنطلّع المي من الدار، بالجرادل، لكن ع الفاضي.. لمتى هذا الحال"، مُشيرةً إلى أنّ أطفالها لا يشفون من مرضٍ إلا وأصابهم آخر، بسبب مياه الصرف الصحي التي تقتحم منزلهم كل عام.

ولفتت إلى أن وزير الأشغال العامة والإسكان د.مفيد الحساينة، قدّم قبل حوالي أسبوعين، وعوداً بحل المشكلة، لكنّ ها نحن اليوم نُعاني مُجدداً.

وبينما كان مراسل "الهدف" يُجري المقابلة مع السيدة، ويسألها عن دور المسؤولين، انفعلت أخرى تقف بجوارها، وقالت "المسؤولين حين يجيئون إلى المنطقة بزعم تفقّدها -بعد أن تغرق، بالطبع- يخشى الواحد منهم أن يتّسخ حذاؤه ويتلطّخ بالوحل، (بيقرَف يِنزل عنّا)، فلا يصلنا أحد لسماع شكوانا والاطّلاع على فصول معاناتنا".

يُشار إلى أنّه في وقتٍ لاحق من إجراء هذه المقابلات، وصل الوزير د.مفيد الحساينة للمنطقة، لتفقّدها، بعد أكثر من 12 ساعة على غرق منازل المواطنين.