Menu

غزة تغرق في رائحة الموت

العدوان الإسرائيلي يواصل حصد الأرواح في يومه ال 338 وعائلات بأكملها تحت الأنقاض

رائحة الموت في كل زوايا غزة، وكالات

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين: قطاع غزة

في اليوم الـ338 من الحرب الشرسة على قطاع غزة، استشهد العقيد محمد مرسي، نائب مدير الدفاع المدني في شمال غزة، مع أفراد من عائلته، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله في منطقة العلمي بمخيم جباليا شمال القطاع.

وأكدت مصادر طبية استشهاد خمسة مواطنين من عائلة مرسي، وتم نقل جثامينهم إلى مستشفى كمال عدوان. هذه الجريمة تأتي في إطار استمرار الاحتلال الإسرائيلي بشن غاراته الجوية والمدفعية المكثفة على القطاع.

القصف استمر بشكل عنيف، مستهدفًا عدة مناطق في القطاع. ففي شمال غزة، تركزت الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا، حيث تعرضت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية لقصف مدفعي أدى إلى وقوع شهداء وجرحى بين المدنيين الأبرياء الذين لجأوا إلى هذه المدرسة بحثًا عن الأمان. كما تعرضت مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان لقصف جوي، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، بالإضافة إلى استهداف منطقة سكنية في بيت لاهيا.

في وسط القطاع، استمر الاحتلال في قصفه لمخيم المغازي بشكل مكثف. كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية من مخيم النصيرات، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، من بينهم نساء وأطفال. هذه المناطق المكتظة بالسكان المدنيين تشهد معاناة يومية بسبب القصف العشوائي الذي يطال كل مناحي الحياة.

أما في غرب رفح، فقد شهدت المنطقة تصعيدًا إضافيًا مع توغل قوات الاحتلال بشكل واسع، مترافقًا مع قصف مدفعي مستمر على المناطق المستهدفة. واستهدف الطيران الإسرائيلي أراضٍ زراعية في محيط البركسات غرب رفح، متسببًا في دمار كبير دون وجود أهداف عسكرية واضحة، مما يثير الشكوك حول طبيعة هذا القصف العشوائي.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغت 40,939 شهيدًا و94,616 جريحًا في حصيلة غير نهائية، مع وجود صعوبات كبيرة تواجه فرق الإنقاذ في الوصول إلى آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض نتيجة القصف المتواصل والمستمر دون توقف. فرق الدفاع المدني تعاني من استهداف مباشر، حيث ارتفعت حصيلة شهداء طواقمها إلى 83 شهيدًا، وأكثر من 200 جريح منذ بدء العدوان، مما يعقد عملهم ويزيد من معاناة الأهالي في ظل نقص الإمكانيات واستمرار الحصار.

الوضع الإنساني في القطاع يتفاقم بشكل كارثي، حيث تتصاعد استغاثات المؤسسات الإنسانية والصحية الدولية، التي تطالب بوقف فوري للعدوان وفتح ممرات آمنة لنقل الجرحى والضحايا وإدخال المساعدات الإنسانية. إلا أن الاحتلال يواصل تجاهل هذه المطالب ويستمر في حربه المفتوحة على القطاع، مخلفًا دمارًا غير مسبوق ومعاناة لا تنتهي.

في ظل هذا العدوان المتواصل، تستمر قوات الاحتلال في فرض حصار شامل على القطاع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. القطاعات الحيوية مثل الصحة والمياه والكهرباء توقفت تقريبًا، فيما يعاني السكان من انعدام الغذاء والدواء، وسط استمرار استهداف المنازل والملاجئ والأسواق.

الأجواء في غزة باتت مشبعة برائحة الموت والدمار، حيث لا يجد المدنيون مكانًا آمنًا يلجأون إليه. في الوقت الذي يزداد فيه القلق من تفاقم الكارثة الإنسانية، يواصل العالم مطالبة الاحتلال بوقف عدوانه، إلا أن آلة الحرب الإسرائيلية تواصل سحق غزة بكل ما أوتيت من قوة، ماضيةً في حرب الإبادة التي تجاوزت حدود الإنسانية.