Menu

الضفة تنتفض بالدم والنار

عملية جريئة على معبر الكرامة، والاحتلال يغلق المنفذ الوحيد للعالم

اعتقالات.png

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين: الضفة الغربية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملاتها العدوانية في الضفة الغربية، حيث شنت فجر اليوم الأحد سلسلة اقتحامات واعتقالات واسعة في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية.

تأتي هذه الحملات العسكرية في ظل تصعيد مستمر تشهده الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال خلال اجتياح شمال الضفة الغربية الذي استمر نحو عشرة أيام وأدى إلى استشهاد أكثر من 30 فلسطينيًا وتدمير واسع للبنية التحتية.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية حرملة شرق بيت لحم وداهمت عدة منازل وعبثت بمحتوياتها، كما سلمت بلاغات استدعاء لمخابراتها لعدد من المواطنين، من بينهم أحمد غزال من قرية كيسان، وياسر عساكرة من قرية العساكرة، ورشاد الوحش من بلدة زعترة. وتأتي هذه الاقتحامات ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، في محاولة لترويعهم وإرغامهم على ترك منازلهم وأراضيهم.

في جنين، استهدفت قوات الاحتلال بلدتي اليامون وعرابة، حيث اعتقلت الشابين أنس عبد الرؤوف خمايسة وهاني عصام نواف، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها. كما أفادت المصادر بأن الاحتلال دمر محتويات المنازل خلال الاقتحام. وعلى معبر الكرامة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد زياد أبو الهيجاء أثناء عودته من الأردن، في سياق الاستهداف المستمر للفلسطينيين أثناء تنقلهم عبر هذا المعبر الحيوي.

أما في مدينة نابلس، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين في البلدة القديمة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة قادمة من جهة جبل الطور، وأطلقت الرصاص الحي بكثافة، فيما رد المقاومون بإطلاق النار في عدة نقاط من المدينة، خاصة في حارة القريون وشارع النصر. وتُظهر هذه المواجهات المستمرة مدى تصميم الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال ورفض الاستسلام أمام آلة القمع الإسرائيلي.

وفي الخليل، واصلت قوات الاحتلال عملياتها العدوانية، حيث داهمت بلدتي الشيوخ وسعير شمال شرق المدينة، واعتقلت فؤاد محمد بدوي حلايقة بعد مداهمة منزله وتفتيشه، كما استولت على مركبته. ولم تكتفِ قوات الاحتلال بذلك، بل واصلت استفزازاتها في بلدة سعير، حيث تصدى لها شبان فلسطينيون بالحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات قصيرة.

من ناحية أخرى، احتجزت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من قرية الطبقة قرب دورا جنوب غرب الخليل، واعتدت عليهم بالضرب المبرح قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق. وتشير هذه الممارسات إلى النهج المتعمد الذي يعتمده الاحتلال في استخدام العنف الجسدي والنفسي ضد الفلسطينيين كوسيلة لتكريس سيطرته على الأرض والشعب.

وفي طولكرم، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة شملت بلدات زيتا وعتيل ودير الغصون. وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال فتشت المنازل واحتجزت السكان وأخضعتهم للتحقيق الميداني، في محاولة لبث الخوف والرعب بين المواطنين. وخلال هذه الاقتحامات، جابت دوريات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال شوارع تلك البلدات، مما زاد من حالة التوتر والقلق بين الأهالي.

وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة مناطق بالضفة الغربية، حيث يعبر الفلسطينيون عن رفضهم لاستمرار الاحتلال وممارساته الوحشية بحقهم. ورغم الاعتقالات والمداهمات، تستمر المقاومة الشعبية في التصدي لقوات الاحتلال، سواء من خلال المواجهات المباشرة أو عمليات إطلاق النار التي تستهدف جنود الاحتلال والمستوطنين.

وفي عملية نوعية اليوم على معبر الكرامة الحدودي، نفذ سائق شاحنة أردني هجومًا مسلحًا أسفر عن مقتل 3 حراس أمن إسرائيليين.

وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن سائق الشاحنة أطلق النار باتجاه عناصر أمن إسرائيليين في المعبر، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، قبل تأكيد مقتل 3 منهم. قوات الاحتلال سارعت إلى إغلاق المعبر واحتجاز العمال وسائقي الشاحنات الموجودين في المكان، في حين تستمر عمليات التمشيط خشية وجود مقاومين آخرين.

وتأتي هذه العملية في ظل التوتر المتصاعد جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث تتزايد العمليات الفردية والمقاومة المسلحة في الضفة الغربية ردًا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.

إغلاق معبر الكرامة عقب العملية يُعمق من معاناة الفلسطينيين في الضفة الذين يعتمدون عليه كمنفذ رئيسي للسفر إلى العالم الخارجي، وهو ما يعكس السياسة الممنهجة للاحتلال في تشديد الحصار والخناق على الفلسطينيين في كافة مناطق وجودهم.