Menu

مجزرة بيت دراس

مجزرة بيت دراس

تقع قرية بيت دراس في شمال شرق مدينة غزة وتبعد عنها حوالي 46 كم وهي قرية فلسطينية وادعة، وكان يقع بجوارها مستعمرة "بير تعبية" علاقة التي كان يتدرب المستوطنون اليهود فيها  على السلاح استعدادا لاحتلال فلسطين وطرد الفلسطينيين من بلادهم، وبعد أن استكمل اليهود استعداداتهم العسكرية بدأوا يهاجمون القرى الفلسطينية، وقد تعرضت قرية بيت دراس إلى اعتداءات صهيونية متعددة من المستعمرات المجاورة بسبب وقوعها على طريق المواصلات بين هذه المستعمرات وقدرتها على عرقلة الاتصال فيما بينها، وقد حاول الصهاينة احتلال القرية في 16/3/1948 ولكنهم فشلوا ثم حاولوا مرة أخرى وبقوة اكبر في 13/4/1948 ولكنهم فشلوا أيضا وتراجعوا، وفي 1/5/1948 تمكنت بعض قوات المشاة الصهيونية وتحت غطاء كثيف من نيران المدفعية من احتلال مدرسة القرية لكن المدافعين عن القرية تمكنوا من طردهم واسترداد المدرسة مرة ثانية ومطاردتهم وخاصة بعد وصول نجدات إلى القرية من المجدل وحمامة واسدود والفالوجا والسوافير والبطاني، لكن القوات البريطانية في المنطقة تدخلت ومنعت المناضلين من الاستمرار في مطاردة قوات الكيان الصهيوني، لكن الصهاينة عاودوا الهجوم على القرية في عام 21/5/1948 بقوة أكبر وكثافة نيران أكثر غزارة وطوقوا القرية من الجهات الأربعة، ولما أدرك المدافعون عن القرية خطورة الموقف قرروا الصمود وطلبوا من النساء والأطفال والشيوخ مغادرة القرية لتقليل الخسائر بقدر الإمكان، وما كاد المغادرون يصلون إلى مشارف القرية الجنوبية حتى تصدى لهم الصهاينة بالنيران فقتلوا عددا كبيرا منهم في مذبحة لا تقل بشاعة عن مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها 265 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد أدى هذا العمل الوحشي إلى زيادة قوة تصميم المناضلين على القتال فاندفعوا نحو العدو يملأ قلوبهم الغضب واجبروا العدو على التراجع بعد أن كبدوه خسائر فادحة، لكن الخسائر البشرية ونقص الذخائر وانقطاع الأمل في وصول نجدات جعل الأهالي ينزحون عن القرية. على الرغم من ذلك لم يجرؤ العدو على دخول القرية إلا في 5/6/1948 بعد أن تأكد من عدم وجود مقاتلين في القرية ودمروها وأقاموا على أنقاضها مستعمرة جفعاتي ومستعمرة مونيم ومستعمرة ازريكام " زوموروت ".