Menu

#إضراب_الكرامة يقترب من كسر الرقم القياسي لأطول إضراب جماعي

إضراب الكرامة

غزة_ بوابة الهدف

38 يوماً، ولا يزال أسرى الحرية يُواصلون إضراب الكرامة في سجون الاحتلال، للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وفي مقدّمتها وقف سياسات الإهمال الطبّي والاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، والتنكيل المُمارَس بحقهم في ملف الزيارات، وتحسين الظروف المعيشية.

وبهذا العدد من أيام الإضراب يقترب الأسرى من كسر الرقم القياسي لأطول إضراب خاضته الحركة الأسير في السجون الصهيونية، وهو الإضراب الذي خاضه الأسرى في سجن عسقلان، بالعام 1976، واستمر 45 يوماً، وكان يُطالب الأسرى آنذاك بإدخال القرطاسية لهم، وتسلُّم مكتبة السجن كمراسلة الأهل، إضافة لتحسين نوعية وكميّة الطعام، واستبدال فرشات الأسرى المتهرئة. وانتهى الإضراب باستجابة إدارة السجن لمطالبهم. لكنّ وبعد شهريْن جدّد الأسرى إضرابهم في فبراير 1977 بعد أن نكثت إدارة السجون بوعودها لهم.
في السطور التالية نتعرّف على أبرز الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة، بدايةً من العام 1969 وحتى إضراب الكرامة الحالي بالعام 2017.

إضراب سجن الرملة بتاريخ 18 فبراير 1969، استمر 11 يوماً، وكانت مطالب الإضراب فيه تحسين وزيادة كمية الطعام وإدخال القرطاسية ورفض مناداة السجان بكلمة (حاضر سيدي) ورفض منع التجمع لأكثر من أسيرين في الساحة وكذلك زيادة وقت الفورة. وانتهى بقمع الأسرى وعزلهم وتعريضهم للإهانة.

إضراب معتقل كفار يونا بتاريخ 18 فبراير 1969. بالتزامن مع إضراب سجن الرملة، استمر ثمانية أيام، وكان للمطالبة بتغير”الجو مي” وهي فرشة بلاستيكية رقيقة ينام عليها الأسير. إضافة لتحسين وزيادة كمية الطعام وإدخال القرطاسية ورفض مناداة السجان بكلمة (حاضر سيدي). ونتج عنة السماح بإدخال القليل من القرطاسية للأسرى من أجل كتابة الرسائل لذويهم وإلغاء (كلمة سيدي من قاموس السجون).

إضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفي ترستا بتاريخ 28إبريل 1970. استمر تسعة أيام. وتعرضت خلاله الأسيرات للإهانة والعقوبات، منها العزل في زنازين انفرادية. بعدها وعدت إدارة السجون بفحص المطالب والاستجابة لها، لكن ما تم تحقيقه قليل جدًا، تضمّن تحسين التهوية وزيادة وقت الفورة وإدخال بعض الحاجيات للأسيرات عبر الصليب الأحمر.

إضراب سجن عسقلان بتاريخ 5 يوليو 1970. استمر سبعة أيام. طالب فيه الأسرى بإدخال القرطاسية والملابس من الأهل، وزيادة وقت الفورة. وتنصّلت إدارة السجن من تلبية المطالب، بعد أن وعدت بذلك.

إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13 سبتمبر 1973، واستمرّ نحو شهر، حتى تاريخ 7 أكتوبر 1973.

إضراب سجن عسقلان بتاريخ  11 ديسمبر 1976، وكان لتحسين شروط الحياة الاعتقالية. استمر 45 يوماً. سمحت فيه إدارة السجن بإدخال القرطاسية، وتسلُّم الأسرى لمكتبة السجن، كمراسلة الأهل، إضافة لتحسين نوعية وكميّة الطعام، واستبدال فرشات الأسرى المتهرئة.

الإضراب المفتوح بتاريخ 24 فبراير 1977. استمر لمدة (20) يوماً في سجن عسقلان. استمر 33 يوماً، وهو امتدادٌ للإضراب السابق. حيث جدّد الأسرى إضرابهم بعد تراجُع إدارة السجن عن وعودها لهم.

إضراب سجن نفحة بتاريخ 14 يوليو 1980. ويُعتبر الأكثر شراسة وعنفاً، إذ قابلته إدارة السجون الصهيونية بأقسى وأبشع الأساليب القمعية؛ لإجبار الأسرى على كسر إضرابهم، أبرزها التغذية القسرية التي أسفرت عن استشهاد 4 أسرى، وهم: راسم حلاوة و على الجعفري وأنيس دولة، خلال الإضراب، ما حتّم على السجون الأخرى الالتحاق بالإضراب، الذي استمرّ 33 يوماً. وارتقى الشهيد الأسير إسحاق مرّاغة، بعد عاميْن، مُتأثراً بإصابته جرّاء التغذية القسرية.

إضراب نفحة الذي شهد تغطية إعلامية وحراك تضامني واسع، حقّق نقلة نوعية في أوضاع الأسرى، بعد أن خضعت إدارة السجون لعدد من المطالب، منها إدخال الأسرّة للسجون، وتوسيع مساحات الغرف والساحات، واستبدال الصاج في السقف العلوي لأبواب الغرف بالشبك. وتم تدريجياً تقليص عدد الأسرى داخل الغرف، وإدخال ألبومات الصور ومواد القرطاسية على زيارة الأهل.

إضراب سجن جنيد، والذي سُمّي بمعركة الخطوط الحمراء، في سبتمبر عام 1984. استمر لمدة (13) يوماً. والتحق بالإضراب أسرى من عدّة سجون، احتجاجاً على القضايا التي كان يعتبرها الأسرى خطوطاً حمراء، كالراديو والتلفاز والملابس المدنيّة.

شهد إضراب سجن جنيد تغطية إعلامية وتضامناً شعبياً واسعاً، ويُعتبر نقطة تحول إستراتيجية في تاريخ الحركة الأسيرة. واستجاب الاحتلال لمطالب الأسرى إذ سمح بإدخال الأجهزة والملابس. إضافة إلى تحسين أنواع الطعام والعلاج.

بعد ثلاثة أعوام، خاض الأسرى في سجن جنيد إضراباً آخراً، بتاريخ 25 مارس 1987، والتحق بهم أكثر من 3000 أسيراً من مختلف السجون. استمر 20 يوماً وجاء بعد سحب الاحتلال للعديد من الإنجازات، مثل منع إدخال الملابس، وتقليص مدة الفورة، وكميات الطعام، إضافة لسوء معاملة الأسرى. انتهى هذا الإضراب بدون نتائج ملموسة، لكنه ساهم في اندلاع الانتفاضة الأولى.

إضراب 23 يناير 1988، والذي أعلنه الأسرى في كل السجون، بعد شهرٍ على إضراب القيادة الموحدة للانتفاضة الأولى.

إضراب سجن نفحة بتاريخ 23 يونيو 1991. واستمر (17) يوماً. وكان بسبب رفض إدارة السجون إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة، ولم تلتحق به بقية السجون، وفشل في تحقيق مطالب الأسرى. لكنه شكَّل الأرضية لإضراب السجون بالعام 1992.

إضراب السجون بتاريخ 25 سبتمبر 1992، شارك فيه نحو 7 آلاف أسير من مختلف السجون على مراحل. واستمر (19) يوماً. وكان الأسرى يُحضّرون له على مدار عام كامل.

وأعلنه الأسرى بعد تشكيل حكومة "إسرائيلية" يسارية بقيادة إسحق رابين، وتسرّب أنباء جديدة عن بدء مفاوضات مع منظمة التحرير. لذا فقد شهد تفاعلاً من الشارع الفلسطيني، وحراكاً شعبياً في كافة المناطق. وانتهى الإضراب بنجاح كبير للأسرى، فكان إضراب العام 1992 من أنجح إضرابات الأسرى. ومن الإنجازات التي تحققت فيه: إغلاق قسم العزل في سجن الرملة ووقف التفتيش العاري وإعادة زيارات الأقسام وزيادة وقت زيارة الأهل ومطالب أخرى.

إضراب السجون في يونيو 1994، استمر ثلاثة أيام. وكان احتجاجًا على توقيع اتفاقية القاهرة (غزة– أريحا أولاً)، وخاصّة الشق المتعلق بالإفراج عن 5 آلاف أسير فلسطيني حسب الاتفاق.

بعد عامٍ بالضبط، وبتاريخ 18 يونيو 1995، استمرّ لمدة 18 سوماً، وكان شعاره (إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء). وجاء لتحريك قضيتهم السياسية قبل مفاوضات طابا، واستمر لمدة (18) يوماً.

إضراب عسقلان بالعام 1996، استمر 18 يومًا ، علّق الأسرى خلاله الإضراب، وعادوا إليه مرة أخرى بعد تنكّر مصلحة السجون عن ووعودها لهم. حتى استجابت، وأحضرت للأسرى فرشات، وأدخلت بعض التحسينات الحياتية. تلا هذا بعامين إضراب العام 1998،

إضراب السجون مطلع مايو من العام2000؛ وكان احتجاجاً على سياسة العزل، والشروط المذلة على زيارات الأهل، واستمر نحو شهر، رفع خلاله الأسرى شعار إطلاق سراح الأسرى كأحد استحقاقات عملية السلام. تتحقّق بفعل الإضراب عدّة مطالب، منها: إخراج المعزولين الفوري، ووقف التفتيش العاري، والتعلّم بالجامعة العربية المفتوحة بعد أشهر. لم يتم تحقيق كل ذلك بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى.

إضراب الأسيرات بسجن نيفي تريستا، في 26 يونيو 2001، واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجاً على الأوضاع السيئة.

إضراب سجن هداريم صيف العام 2004، خاضه الأسرى بعد تصاعد الهجمة عليهم من إدارة السجون، استمرّ 12 يوماً، ولم يُحقق أهدافه.. بعد شهريْن ونصف، بتاريخ 15 أغسطس، أعلن أسرى من عدّة سجون الإضراب عن الطعام، على مراحل، واستمرّ نحو 15 يوماً. لكنّه فشل في تحقيق المطالب، وفي حينه، حمّل الأسرى قيادة الإضراب مسؤولية ذلك، بسبب عدم وحدتها.

إضراب سجن شطة بتاريخ 10 يوليو 2006،استمر 6 أيام. وكان احتجاجا على تفتيش الأهل المذل عند الزيارات، وكذلك لتحسين ظروف المعيشة، ومنها سياسة التفتيش الليلي المفاجئ.

إضراب السجون بتاريخ 18 نوفمبر 2007 ليوم واحد.

إضراب أسرى الجبهة الشعبية، وأسرى معزولين، بالعام 2011، ضدّ سياسة العزل الانفرادي. استمرّ 22 يوماً، على مراحل، ولم تُشارك فيه بقية الفصائل في بقية السجون.

إضراب الأسرى بتاريخ 17 إبريل 2012، احتجاجاً على قانون "شاليط" القمعي ضد الأسرى. وساعد في تصعيد الإضراب وتعزيزه، مشاركة الأسرى الإداريين، منهم: الشيخ خضر عدنان. وهناء الشلبي وثائر حلاحلة وبلال ذياب. وفي ذات اليوم أُعلن "يوم الأسير الفلسطيني”، ولحق بالإضراب، على مراحل، نحو 1500 أسير. تركزت مطالبهم على: إلغاء العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري وقانون شاليط. وانتهى الإضراب بتوقيع اتفاق بين الأسرى ومصلحة السجون الصهيونية مُنتصف مايو، بسجن عسقلان، استجاب فيه الاحتلال لمطالب الأسرى برعاية مصرية. 

وهذه الأيام يخوض الأسرى إضراب الكرامة، الذي بدأوه في يوم الأسير الفلسطيني 17 أبريل 2017، ويتواصل حتى اليوم 24 مايو، بدون أي أفق أو بوادر تُشير إلى اقتراب نهايته وتحقيق المطالب.