Menu

على غرار “داعش”.. السعودية تستهدف المقامات الدينية باليمن

أرشيف: مقام ضريح "حسين الحوثي" قبل أن تُدمّره غارات التحالف

بوابة الهدف_ صنعاء_ وكالات:

لم يقتصر استهداف الأضرحة والمقامات الدينية على داعش وباقي التنظيمات الإرهابية فقط، بل تنفذه السعودية أيضا خلال العدوان الذي تقوده ضد اليمن، وهو أمر يعكس مدى الارتباك والعجز الذي وصل إلى أقصى درجاته، نتيجة عدم قدرة الرياض على تحقيق أي نتائج من خلال العدوان المستمر ضد اليمن، حيث دكت غارات التحالف السعودي المقام الذي أقيم حول قبر “حسين بدر الدين الحوثي”، وتم تنفيذ أكثر من 23 غارة استهدفت مران، منها 14 غارة على ضريح “الحوثي” مما أدى إلى تدميره نهائيًا.

استهداف الطائرات السعودية لبعض المقامات الدينية في اليمن، أعاد للأذهان مشهد تدمير تنظيم “داعش” للمساجد التاريخية والأضرحة والمتاحف والكنائس والمقامات الدينية عند دخول أي مدينة سواء في العراق أو سوريا، وهو ما يدل على الإفلاس الفكري التكفيري الذي يرفض كل من هو مختلف عنه.

تدمير العدوان السعودي لضريح “حسين الحوثي” في صعدة، لم يكن الاعتداء الأول على المقامات الدينية اليمنية، فقد سبقه تدمير مقام وجامع الأمام “يحيى ابن الحسين ابن القاسم” المعروف بـ”الأمام الهادي”.

يعتبر “حسين بدر الدين الحوثي” أحد قادة حركة “أنصار الله”، قتل في جبال مران اليمنية، وتم تشييع جنازته وسط حشد شعبي غير مسبوق، لتبقى جنازته هي أكبر جنازة في تاريخ البلاد، ولد عام 1959، في مدينة الرويس بنى بحر في محافظة صعدة، رحل “الحوثي” مع والده “بدر الدين” إلى إيران ولبنان، وحصل على الماجستير في العلوم الشرعية من السودان .

في عام 1990 أسهم “الحوثي” مع العديد من الشخصيات في تأسيس حزب الحق، وفي عام 1993 خاض الانتخابات البرلمانية وفاز بمقعد في البرلمان اليمني ممثلاً للدائرة “294″ في محافظة صعده من العام 1993 إلى عام 1997 كمرشح لحزب الحق.

تلقى “الحوثي” دعماً اشتراكياً في انتخابات 1993 وكان موقفه كما موقف حزب الحق مؤيداً للاشتراكي خلال الأزمة السياسية التي سبقت حرب صيف 1994.

تم اتهام “حسين الحوثي” بمساندة الانفصال ومناصرة قوات الحزب الاشتراكي اليمني في حرب صيف 1994، وبعدها ترك حزب الحق، وقرر عدم ترشيح نفسه مرة أخرى في الانتخابات البرلمانية عام 1997، وترشح شقيقه “يحيى بدر الدين الحوثي” وفاز بالمقعد عن حزب المؤتمر الشعبي العام، أما هو فقد تفرغ لحركة الشباب المؤمن المعروفة بـ”الحوثيين”.

في عام 2004، انضم إلى “حسين الحوثي” مؤيدوه من القبائل اليمنية، ونتيجة لقتال مسلح حدث مع الجهات الأمنية بالمحافظة ووقوع قتلى, بدأ الصراع يحتدم مما أدى إلى وقوع اشتباكات ومعارك عديدة بينه وبين الجيش اليمني في محافظة صعدة شمال اليمن.

كانت الحكومة اليمنية تتهم “حسين الحوثي” بتأسيس مراكز دينية غير مرخصة، وشحن اتباعه بالآراء المعادية لكل من أمريكا وإسرائيل، وهي الاتهامات التي أدت إلى اشتعال الحرب بين الحكومة و”الحوثي” التي انتهت بمقتله، ورغم كل تلك الاتهامات إلا أنه في 21 من أغسطس عام 2013، اعترفت الحكومة اليمنية رسميا بأن الحروب التي شنها نظام “علي عبد الله صالح” على “حسين بدر الدين الحوثي” وجماعته كانت حروب ظالمة وغير مشروعة، وقدمت اعتذار رسمي لهم وأعلنت الحكومة اعتذارها الرسمي لكل أبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها عن تلك الحروب.

في عام 2004 أعلن الجيش اليمني مقتل “حسين بدرالدين الحوثي”، إلا أن جثته لم تسلم لذويه سوى في 5 يونيو عام 2013.

بمراسم شبة عسكرية وفي جنازة مهيبة حضرها مختلف شرائح المجتمع من كافة المحافظات اليمنية، شيع محبي واتباع “حسين الحوثي” رفاته بعد 9 سنوات من مقتله حيث كان محتجز لدى وزارة الدفاع اليمنية منذ مقتله، وتم تسليمه بناء على اشتراط  الجماعة على الرئاسة اليمنية تسليم رفاته كشرط لمشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني، حيث تم حمله في تابوت مغلق يحمله سته أشخاص بلباس شبه عسكري، يسيرون على بساط أحمر بذات المراسم العالمية.

كان الحضور تاريخي أثناء مراسم التشييع في مران بمحافظة صعده، حيث تقدم المشيعيين ممثلي عن الأحزاب السياسية وأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني، برفقة الضيوف العرب والمسلمين المشاركين في تشييع الجثمان، وقدر متابعون أعداد المشاركين في مراسم التشييع بمئات الآلاف والبعض الآخر قال إنها مليونية، واستمرت مراسم العزاء ثلاثة أيام.

نشرت إحدى الصحف اليمنية فيما بعد آخر لحظات “حسين الحوثي” قبل مقتله، يرويها شاهد عيان حيث قال إنه تم قتله في أحد كهوف جبال مران، فقد ألقى الأمن السياسي اليمني القبض على عدد ممن كانوا معه وبعد التحقيق معهم أفصحوا عن المكان الذي كان فيه “حسين الحوثي”، وفي ضوء ذلك توجهت قوة أمنية إلى المكان حيث تمت محاصرته وإطلاق نار غزيرة وقنابل دخانية مما اضطره للخروج بعد أن تم وعده بعدم قتله.

 

نقلاً عن: البديل