Menu

غزة.. طفلان معرضان للموت نتيجة وقف تحويلات العلاج للخارج

ارشيفية

بوابة الهدف - وكالات

حذّرت رئيسة قسم العناية المركزة للمواليد في مستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة، شيرين عابد، من تعرض رضيعين "حالتهما حرجة جدًا" وبحاجة لتحويل للعلاج خارج قطاع غزة، للوفاة.

وقالت عابد، في تصريحٍ نقلته صحيفة فلسطين: "حاليًا في القسم لدي طفلان بحاجة لتحويلة للخارج"، واصفة حالتهما بأنها "حرجة جدًا: حالة قلب معقدة، وحالة أخرى تمثيل غذائي".

وردا على سؤال عما إذا كان الرضيعان معرضين للوفاة إذا تعذر نقلهما لمستشفيات خارج قطاع غزة، أجابت: "بالتأكيد. هذا احتمال وارد جدًا".

واستشهد يوم الأربعاء، الطفل يوسف الأغا المريض بالفشل الكلوي نتيجة مرض نادر بعد عدم تمكنه من السفر للعلاج خارج قطاع غزة.

وأوضحت عابد، أن الأطفال الذين يدخلون قسم العناية المركزة في مستشفى النصر، هم من المواليد من عمر صفر حتى 28 يومًا، فيما يستوعب هذا القسم 30 طفلًا، مبينة أن العناية المركزة تعتني بالأطفال أصحاب الحالات الحرجة مثل حالات التشوهات الخلقية في القلب، وحالات التمثيل الغذائي وبعض الحالات الصعبة كالالتهابات الشديدة التي تؤثر على أعضاء الجسم، والحالات التي تحتاج إلى متابعة.

وأضافت: "نحن نعمل ما في وسعنا"، لكنها أشارت إلى أن التحدي الأكبر يكون في الحالات التي تنقص فيها الإمكانات سواء التشخيصية أو العلاجية، خاصة حالات القلب التي هي بحاجة لعمليات جراحية غير متوفرة في قطاع غزة، وبحاجة إلى تحويلات، وحالات التمثيل الغذائي التي تتطلب إمكانات تشخيصية وعلاجية أيضًا، وهي كذلك بحاجة إلى تحويلات.

وتابعت بأن بقاء الأطفال فترة أطول انتظارا للتحويلات هو العائق الأكبر الذي يؤدي إلى ازدحام حالات العناية المركزة.

وبشأن إمكانات المستشفى للتعامل مع هذه الحالات في ظل تعذر سفرها، قالت: "إمكانات محدودة لا تنقذ حياة الأطفال، لأننا عندما نتكلم عن تشوهات خلقية للقلب الحل الوحيد هو عملية جراحية للقلب".

وبيَّنت أنه في حالات التمثيل الغذائي أيضًا التشخيص يهم جدا، حتى لو كانت هذه حالة ميؤوس منها، مشيرةً إلى أن هذا التشخيص مهم بالنسبة للأهل لمعرفة طبيعة المرض، لأن هناك احتمالا للتكرار لدى الأطفال اللاحقين، وأيضًا الإمكانات العلاجية غير متوفرة في قطاع غزة.

وعن إمكانية التعاون مع مستشفيات أخرى داخل قطاع غزة للتعامل مع هذه الحالات، أوضحت أن الإمكانات التشخيصية والعلاجية الموجودة في مستشفى النصر هي ذاتها المتوفرة في جميع مستشفيات القطاع، لكن الإمكانات غير المتوافرة في هذه المستشفيات موجودة في نظيراتها خارج القطاع، وهو ما يتطلب وجود تحويلات طبية.

وتحدثت عابد عن المشكلات الصحية التي تصيب الرضع، قائلة: إنه في حالة التشوه الخلقي في القلب، قد يتوقف القلب فجأة لديهم، ويدخلون في اضطراب في ضربات القلب، ومشاكل في التنفس، وحتى إن لم يتعرضوا لمشاكل فإن بقاء الطفل مدة طويلة في قسم العناية المركزة يشكل إرهاقًا للطفل ويعرضه للالتهابات نتيجة مكوثه لفترة طويلة، وأيضًا يسبب إنهاك الطاقم الذي يتعامل مع الحالة، وإنهاك الموارد الموجودة.

وفسرت: "عندما نستنفد علاج طفل لمدة تتجاوز الأسبوعين على سبيل المثال، هذه الإمكانات قد تتوزع للعديد من الأطفال في حال بقائه لفترة أقصر انتظارًا للتحويلة ولعملية القلب".

وفي معرض حديثها بشأن التحويلات الطبية، أشارت عابد إلى أن التحدي يكون في قبول الحالات لدى المستشفيات داخل فلسطين المحتلة سنة 1948، فيكون هناك تأخير في قبول الحالات أو إعطاء موعد مبكر، مردفة: "واجهنا على سبيل المثال حالة قلب قبل ذلك هي بحاجة لعملية عاجلة جدًا وتم إعطاء موعد من أحد المستشفيات بعد شهر، وهذا يستحيل أن يبقى الطفل لدينا بعد شهر. احتمال الوفاة يكون عاليًا جدًا، واحتمال إنهاك الطفل والطاقم والإمكانات المتاحة لدينا".

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن الوضع الصحي لمرضى التحويلات العلاجية في تفاقم مستمر، وقد استشهد 11 مريضًا منهم منذ بداية العام الجاري.