Menu

" العمليات المتجددة" ضد المخيمات

تصعيد الاحتلال في الضفة: اقتحامات، هدم، واشتباكات عنيفة في الضفة

نور شمس في طولكرم، وكالات

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة- الضفة

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده الميداني في الضفة الغربية، حيث شهدت مدينة طولكرم وبلدة حزما شمال شرق القدس عمليات اقتحام وهدم وتجريف، في إطار ما أسماه الاحتلال "عملية المخيمات الصيفية". وتركزت هذه العمليات في مخيمات اللاجئين، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، خصوصًا في مخيم طولكرم.

 اشتباكات ضارية في طولكرم

اقتحم جيش الاحتلال مدينة طولكرم ليلة الإثنين، وقام بعمليات تجريف للشوارع في مخيمي نور شمس وطولكرم، وسط اشتباكات مستمرة مع مقاومين فلسطينيين. وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس أن مقاتليها خاضوا "معارك ضارية" مع قوات الاحتلال داخل المخيم، مستخدمين عبوات ناسفة وزخات كثيفة من الرصاص. وأفادت الكتيبة أن إحدى العبوات الناسفة أصابت آلية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال.

14020702103149383284081910.jpg
 

هذه العمليات تأتي ضمن ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"العملية المتجددة" في طولكرم، التي أعقبت ثلاثة أيام من الهدوء بعد عملية واسعة النطاق نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين. وتحت غطاء "عملية المخيمات الصيفية"، تسعى قوات الاحتلال إلى تشديد القبضة الأمنية على مناطق شمال الضفة، التي تشهد تصاعدًا في أعمال المقاومة المسلحة.

وفي إطار هذه العملية، شهدت حارة الربايعة في مخيم طولكرم ومحيط مخيم نور شمس عمليات تجريف مكثفة للطرقات والبنية التحتية. وبعد ساعات من الاشتباكات، انسحب جيش الاحتلال من المدينة في ساعات الفجر الأولى، ولكنه أبقى على إغلاق الحواجز المحيطة بطولكرم، مما يزيد من صعوبة حركة المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة.

 هدم منازل في القدس: حزما تحت الاستهداف

وفي تطور ميداني آخر، قامت آليات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل في بلدة حزما شمال شرق القدس، تعود ملكيته إلى مؤتمن صبيح. المنزل المكون من طابقين كان يأوي 6 أشخاص، وتم هدمه بشكل مفاجئ دون سابق إنذار. وأفادت مصادر محلية أن قرار المحكمة كان ينص على وقف البناء، وليس الهدم الكامل، إلا أن قوات الاحتلال قامت بتنفيذ عملية الهدم فجرًا، مما أوقع العائلة في حالة من الصدمة والهلع.

عملية الهدم في حزما ليست حدثًا فرديًا، بل تأتي في سياق سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ضد المنازل الفلسطينية في القدس ومحيطها، بهدف فرض تغييرات ديمغرافية تتيح توسع المستوطنات الإسرائيلية. ويواجه سكان بلدة حزما، مثلهم مثل بقية الفلسطينيين في القدس، تضييقات مستمرة من الاحتلال تشمل هدم المنازل، فرض القيود على البناء، وإغلاق الطرق.

 اعتقالات واقتحامات في بيت لحم وقلنديا

تزامنًا مع الأحداث في طولكرم والقدس، شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. ففي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال وائل إسماعيل عبيات (41 عامًا) من منطقة جبل الموالح، وذلك بعد اقتحام القرية وبلدات زعترة والعبيدية وحرملة شرق المدينة. وخلال هذه العمليات، داهمت القوات الإسرائيلية عددًا من المنازل وفتشتها بطريقة همجية، واستولت على ممتلكات شخصية للعائلات الفلسطينية.

وفي بيت فجار، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير أحمد خالد طقاطقة، حيث قامت بتفتيشه والاستيلاء على بعض المقتنيات الخاصة بالعائلة، في إطار محاولة مستمرة لتضييق الخناق على الأسرى وعائلاتهم.

وفي مخيم قلنديا شمالي القدس، نفذ جيش الاحتلال حملة مداهمات عنيفة، استهدفت العديد من المنازل الفلسطينية. وأفادت المصادر المحلية أن جنود الاحتلال قاموا باقتحام المنازل وإخضاع عدد من الشبان لتحقيقات ميدانية، مع الاعتداء على بعضهم بالضرب المبرح. وقد أسفرت الحملة عن اعتقال الشاب محمود مطير.

الاحتلال-1-1671437630.jpg
 

 سياق التصعيد في القدس ومخططات الاستيطان

تشير التطورات الأخيرة في القدس وضواحيها إلى تصعيد ممنهج من قبل سلطات الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني في المدينة، بهدف توسيع الاستيطان والسيطرة على المزيد من الأراضي. تأتي هذه الإجراءات في وقت تواصل فيه حكومة الاحتلال تشريع قوانين وتطبيق سياسات تهدف إلى تهويد القدس الشرقية وفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم المصالح الإسرائيلية.

سياسة هدم المنازل وفرض القيود على البناء في القدس هي جزء من مخطط شامل تسعى إسرائيل من خلاله إلى تهميش الوجود الفلسطيني في المدينة وتقليص فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث لا تزال الأحياء المقدسية عرضة للاستهداف المباشر، سواء كان ذلك عبر الهدم، مصادرة الأراضي، أو تضييق الخناق على السكان المحليين.

في خضم هذه الأوضاع، يواجه الفلسطينيون تحديات كبرى في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم، في ظل تصاعد عمليات القمع والتوسع الاستيطاني، والتضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال يوميًا. ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية على مختلف مناطق الضفة الغربية، تبدو فرص الحلول السياسية بعيدة المنال، فيما يبقى التصعيد الميداني سيد الموقف.