Menu

339 يومًا من الحرب: تصعيد إسرائيلي وتدمير المدارس وتجويع وإبادة في غزة

تجويع دولة الاحتلال لقطاع غزة، كالات

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة- غزة

تواصلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في يومها الـ339، حيث تكثفت الهجمات على منازل المدنيين والبنية التحتية، بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع نطاق العمليات ضد حزب الله ولبنان. ترافقت هذه الهجمات مع سياسة عقاب جماعي للفلسطينيين، شملت فرض حصار شامل على المواد الغذائية والمياه والوقود.

وفي إطار سياسة العقاب الجماعي، شنت طائرات الاحتلال عدة غارات على مناطق مختلفة في القطاع. استهدفت هذه الغارات منزلًا لعائلة حجاب في مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد أربعة أفراد من العائلة، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من المواطنين الذين نُقلوا إلى مستشفى العودة. كما قصفت قوات الاحتلال منزلًا لعائلة أبو هويشل في شارع الدعوة شمال مخيم النصيرات، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أفراد آخرين وإصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة. وفي هجوم آخر على مبنى البريد في مخيم 5 بالنصيرات، استشهدت طفلة جراء القصف الذي استهدف منزلًا في حي التفاح شرق مدينة غزة، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.

أكد المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، أن إسرائيل تستخدم "تقنيات التجويع" ضد الفلسطينيين في غزة. في تقرير صدر هذا الأسبوع، أوضح فخري أن الأزمة بدأت بعد يومين من 7 أكتوبر 2023، عندما قامت القوات الإسرائيلية بمنع جميع الإمدادات الغذائية والمياه والوقود من دخول القطاع. وأضاف أن إسرائيل أتقنت استخدام أنظمة الغذاء لفرض السيطرة والمعاناة والموت على سكان غزة.

thumbs_b_c_7fa2fa03d9fe18a8df5698acf8e95a8e.jpg
 

في إطار هذه الحملة، قصفت طائرات الاحتلال عدة مناطق في غزة، منها منزل لعائلة حجاب في مخيم البريج، ما أسفر عن استشهاد أربعة أفراد وإصابة آخرين. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة أبو هويشل في النصيرات، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة آخرين، واستهداف مسجد سعيد صيام في حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

ومع تصاعد الأزمة الإنسانية، حذر مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة من كارثة صحية وشيكة، حيث قد يخرج المستشفى عن الخدمة خلال 48 ساعة بسبب نفاد الوقود. وشدد على أن 10 أطفال يعتمدون على أجهزة التنفس، وقد يفقدون حياتهم إذا لم يتم إدخال الوقود والمستلزمات الطبية فورًا.

وسط هذه الأوضاع المأساوية، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي نيتها إطلاق "مدارس افتراضية" لطلبة غزة، في محاولة لإنقاذ العام الدراسي المنصرم والبدء بالعام الدراسي الجديد، الذي انطلق بالفعل في الضفة الغربية. تأتي هذه الخطة كجزء من الجهود المبذولة لتقديم الحد الأدنى من التعليم في ظل الدمار المستمر، حيث طالبت الوزارة طلبة غزة بالتسجيل عبر رابط إلكتروني خاص.

thumbs_b_c_05b96fabeae285782fc94148533fee68.jpg
 

منذ بدء الحرب، تحولت العديد من مدارس غزة إلى مراكز إيواء للنازحين. إلا أن جيش الاحتلال لم يتوان عن استهداف هذه المدارس، كما حدث في قصف مدرستي عمر بن العاص وحليمة السعدية شمال غزة. ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد دمرت طائرات الاحتلال 122 مدرسة وجامعة بالكامل، و334 مدرسة وجامعة بشكل جزئي. وقد أدى ذلك إلى تدمير معظم البنية التحتية التعليمية في القطاع.

وتُظهر أحدث الإحصائيات أن نحو 200 مدرسة في غزة تم إغلاقها منذ أكتوبر 2023، حيث تم تحويل العديد منها إلى ملاجئ للنازحين. ووفقًا لوكالة "أونروا"، فإن أكثر من 76% من مدارس القطاع بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل كبير لتتمكن من العمل مجددًا.

في ظل هذا التصعيد المستمر، يعيش أهالي غزة بين مطرقة القصف والحصار الخانق، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض المزيد من الضغط على السكان المدنيين، في محاولة لإجبار المقاومة على الاستسلام. تظل الحرب في غزة وصمة على جبين الإنسانية، مع استمرار الجرائم الإسرائيلية وسط تجاهل دولي واضح.