Menu

مُحدّث- هنيّة: سنقف سداً منيعاً في وجه كل صفقة مشبوهة تنتهك الحق الفلسطيني

هنية

غزة _ بوابة الهدف

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية ، مساء اليوم الأربعاء، أنّ حركته ستظل أمينة على ثوابت الشعب الفلسطيني.

وأضاف خلال خطاب له هو الأول منذ توليه رئاسة المكتب السياسي للحركة، أنّ استمرار الاحتلال في سياسة الاعتقال الإداري هو "إرهاب" على مرمى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكناً، وظلم السجان لن يطول ولن يكسر إرادة الأسرى الأحرار، وإن تحريرهم بات أقرب من أي وقت مضى.

وقال "كل التقدير للأجهزة الأمنية التي كشفت جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها، لافتاً إلى أن المقاومة هي شرف فلسطين وفخر الشعب وأمل الأمة، وأن المقاومة تواجه الاحتلال في كل مكان ولا تزال تعد العدة ليل نهار من أجل تحقيق طموحات الشعب في التحرير والعودة"، مُضيفاً "شعبنا الواحد الذي لا يقبل التجزئة وصاحب القضية العادلة التي لا تقبل القسمة، فحركة حماس أثبتت مجدداً كما في كل مراحلها أنها حركة فتية أبية وأصيلة بعمق نهجها وتضحيات أبنائها ومؤسسيها الأطهار وعلى رأسهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وبدماء ومعاناة الآلاف من أسراها وجرحاها، فهم من خطوا الطريق الذي تسير عليه حركتنا".

وقال "حماس أصدرت وثيقتها السياسية التي تمثل موقفنا الموحد من مجمل القضايا التي تواجهنا، والوثيقة برهنت قدرة الحركة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة والثابت والمتغير والاستراتيجي والمرحلي، وفتحت الأبواب لمقاربات سياسية وفكرة تعكس حيوية الحركة وقدرتها على التجديد والتوازن في عصر المتغيرات السريعة".

وتابع "منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم وبضغط إسرائيلي بدأت تحركات بشكلٍ مُتسارع بالتحركات بجني ثمار الأوضاع وابتزاز الدول العربية لتصفية القضية، وفرض ما يسمى بصفقة القرن"، مُؤكداً على أنّ المطلوب فلسطينياً أن نسعى للوحدة في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع.

وأكد أن "أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة لن يكتب لها النجاح وسنقف سداً منيعاً في وجهها كل صفقة مشبوهة تنتهك حقنا الفلسطيني؛ صفقة فاشلة سنقف سداً منيعاً في وجهها مهما كلفنا ذلك من ثمن"، مُضيفاً "سنعمل من أجل الحفاظ على عروبة القدس وتعزيز صمود أبنائنا وإبقائها رمز لكفاح أمتنا وحفاظاً عليها أيقونة للنضال ووجهة للمقاومة، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض الأمر الواقع لن تفلح في أهدافها ولن يكون لها أثر بفضل صمود المقدسيين وإرادة المرابطين بالأقصى وإبداع أبطال انتفاضة القدس وسيبقى المسجد الأقصى إسلامياً خالصاً لا مكان للاحتلال الإسرائيلي فيه".

واستطرد "بكل وضوح نعلن أننا نرفض نسب حائط البراق للمحتلين، فهو جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه، فهو يمثل موروث النبوة في ليلة الإسراء، وإننا اليوم نجدد العهد والالتزام لأهلنا في القدس"، مُضيفاً "عيوننا على الضفة الصامدة التي تتعرض للتهويد لتحويلها إلى معازل لأهلها وفصلهم عن امتدادهم الطبيعي وأرضهم الواسعة عبر الجدار والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية".

وأكد على أنّ الضفة ستبقى مركزاً للصراع وعنواناً للمقاومة، كما ستعمل الحركة على مواجهة كل ما تتعرض له الضفة من سياسة التنكيل والتغييب في خطين متلازمين الأول دعم صمود الشعب في مواجهة مخططات العدو، والثاني مقاومة تجعل العدو يدفع الثمن غالياً.

وأشار إلى أنه "مهما طال الزمن فإن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة؛ وإنما سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنها قضية سياسية بامتياز وأن حق العودة هو حق مقدس لا يسقط بالتقادم.

وقال: "سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل، ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين؛ فهي وطننا لا نرضى عنها بديلاً"، مُكملاً "أصبحت المقاومة مصدر أمل في تحرير الوطن السليب؛ ف غزة التي صبرت في وجه المحتل، وآن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده"، داعياً السلطة الفلسطينية أن تغير سياستها تجاه قطاع غزة.

وأوضح "زيارتنا وفودنا ل مصر جاءت للتخفيف عن قطاع غزة، ومصر أصدرت أوامرها بتمديد حزمة من الإجراءات والسياسات بدأ بإدخال شاحنات الوقود لمحطة كهرباء غزة"، مُضيفاً "وفد الحركة التي زار مصر مؤخراً بقيادة يحيى السنوار عقد لقاءات فلسطينية فلسطينية ستنعكس إيجابياً على قطاع غزة وستمثل توطئة للمصالحة المجتمعية الشاملة، التي ستصنعها فصائل شعبنا وشرائحه كافة".

كما وشدد على أنّ تحقيق المصالحة الفلسطينية ستبقى على رأس أولويات حركة حماس وستبذل كل الجهود من أجل استعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل إستراتيجية موحدة قائمة على الثوابت، مُضيفاً "يا إخواننا في حركة فتح تعالوا لكلمة سواء بيننا وبينك ولنبني جسور الثقة ونهدم جدران الكراهية، ونطوي صفحة النزاع وننسى الماضي وآلامه، لنتنافس بشرف في خدمة شعبنا، ففتح وحماس ومع كل فصائل شعبنا يمكنها القضاء على المحتل".

وطالب الفصائل الوطنية "بالشروع في صياغة برنامج وطني موحد يرتكز على أهداف الشعب الفلسطيني وحكومة وتطلعاته، إلى جانب تشكيل حكومة وحدة وطنية تفي بكل التزاماتها تجاه الفلسطينيين في الضفة والقطاع على حد سواء، والتحضير للانتخابات العامة على قاعدة الانتخابات الحركة والنزيهة والاتفاق على موعد محدد لإجراء هذه الانتخابات، وحماس جاهزة لخوض كل الانتخابات الفلسطيني وفي موعدها؛ على أن تكون تفاهمات بيروت مرجع لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني".

وأشار إلى "نعبر عن ارتياحنا للتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي ولتطوير العلاقة مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية".

وأشار إلى أن حل اللجنة الإدارية مرتبط بعمل حكومة الوفاق الفلسطيني وقيامها بمهامها في قطاع غزة، وأن قيام الحكومة بالدور المنوط بها في غزة يؤدي إلى أنه لا يوجد أهمية لوجود اللجنة الإدارية وحينها يجري حلها، مُؤكداً أنّ ناقش "قبل عدة شهور مع المسؤولين المصريين ملف المصالحة، وأكدنا من جانبنا على أهمية انجاز المصالحة وأن تمارس حكومة الوفاق عملها في القطاع.

عربياً، دعا هنيّة "الدول الخليجية إلى معالجة الخلافات بينهم بالحوار وميزان العدل والإنصاف وتغليب الوحدة التي ميزت العائلة الخليجية"، مُؤكداً دعم حركته لكل المساعي والجهود لإعادة اللحمة العربية.