Menu

فلسطين تستعد لإرسال معلميها إلى الكويت بعد عقود من المنع

رام الله - بوابة الهدف

تستعد فلسطين لإرسال وفدًا من المعلمين للعمل في دولة الكويت الشقيقة، لأوّل مرة، وذلك بعد أكثر من 25 عامًا على منعهم من العمل والتعليم في المدارس الكويتية.

وكان مجلس الوزراء الكويتي قد اتخذ قراراً في شهر أيار/ مايو من العام الماضي لاستقدام المعلمين الفلسطينيين إلى دولة الكويت, وذلك ضمن خطته التي أقرها  للنهوض بواقع التعليم ودعمه.

فيما بدأت وزارة التربية والتعليم الكويتية، بالإجراءات الفعلية لاستجلاب أكثر من 100 معلم فلسطيني من أصل 400 من جنسيات مختلفة.

وفي هذا الإطار، يشير مدير شؤون التوظيف في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مهند أبو شما، إلى أن الوزارة رحبت بالقرار الكويتي،  معرباً عن أمله بأن يساهم المعلم الفلسطيني بدعم التعليم الكويتي كما كان عليه الحال قبل عام 1991.

وتابع أبو شما:"بعد أن أعلنا من جانبنا عن الطلب الكويتي، تقدم أكثر من 1070 معلماً من الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعد فترة قصيرة وصلت إلى مناطق السلطة الفلسطينية لجنة كويتية متخصصة نظرت في طلبات المتقدمين وقابلتهم شخصياً، وفي النهاية وقع اختيارها على 104 منهم، تم قبلوهم بشكل رسمي".

ويقول في تصريحٍ صحفي "كنا نأمل أن يصل العدد إلى 180، غير أن الاحتلال حرم معلمي غزة من الوصل إلى الضفة".

وأوضح أبو شما أن  اللجنة الكويتية وضعت عدة شروط يجب توفرها في المتقدم من بينها أن لا يزيد عمره عن 45 عاماً، وأن يكون التدريس لمواد الرياضيات والفيزياء من كلا الجنسين والكيمياء والأحياء للذكور فقط، لافتاً إلى أن التعاقد سيكون لمدة عام قابل للتجديد، براتب شهري 480 ديناراً كويتياً للذكور و420 ديناراً للإناث، عدا عن تكاليف السكن والتنقل (الدينار الكويتي يعادل 3.3 دولار).

وتمنى أبو شما أن تكون هذه الخطوة بداية لعودة العلاقات الفلسطينية الكويتية السياسية إلى سابق عهدها، وأن يكون التعليم أحد هذه المداخل لتحسين العلاقة بين البلدين.

واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ظهر اليوم السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفد المعلمين المبتعثين للعمل في دولة الكويت، بحضور وزير التربية والتعليم د.صبري صيدم.

وقال عباس:" نلتقي بكم اليوم لأننا نشعر بخطورة هذه البعثة التعليمية للكويت، فهي أمام امتحان صعب، إذا نجحت فإنها ستفتح المجال أمام المعلم الفلسطيني للعودة بقوة إلى كل دول الخليج".

وتابع: "الكويت تتذكر المعلم الفلسطيني بكل خير، وتذكر باستمرار بأنه المعلم الأول الذي بذل كل ما يستطيع من أجل تعليم أبناء الشعب الكويتي بكل أمانة".

وختم عباس:" نثق بقدراتكم على الإبداع والتميز، وسنذلل لكم العقبات لتنجحوا في مهمتكم الصعبة، التي هي مهمة وطنية تعود بالنفع على العائلة والوطن في نفس الوقت".

ويعود ظهور المعلم الفلسطيني في مدارس الكويت للعام 1936، عندما وصل خمسة منهم ضمن أول بعثة تعليمية تزامنت مع بداية ظهور التعليم النظامي في الكويت، ومن ذلك العام زاد دورهم بشكل كبير ليشكلوا نصف هيئات التدريس الحكومية خلال الستينات، في حين بلغت نسبتهم 25 في المائة حتى عام 1975.

والمعلم الفلسطيني كان جزءاً من بين نحو نصف مليون فلسطيني كانوا يعملون في الكويت في المجالات كافة، وساهموا بشكل فعال بنهضة الدولة في القطاعات الحكومية والخاصة، ولم يقتصر دورهم على وظائف هامشية.

واليوم وبعد منع استمر أكثر من ربع قرن، قررت الحكومة الكويتية السماح للمعلمين الفلسطينيين بالتدريس في مدارسها بدأ من العام الدراسي القادم (2017-2018).

أما عن السبب المباشر لعدول الكويت عن قرارها السابق، فقد جاء ذلك على لسان عدد من الشخصيات الرسمية الكويتية، كان من بينهم النائب في مجلس الأمة صفاء الهاشم، التي أشادت خلال كلمة لها بالمدرس الفلسطيني، معربة عن فخرها بأنها تتلمذت على أيدي هؤلاء المدرسين.

 واستنكرت الهاشم حالة "التردي" التي وصل لها التعليم في الكويت حيث احتلت الدولة المركز 141 من أصل 1444، حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.

وأضافت: "أنا من جيل الستينات..أنا اللي درسوني مدرسين فلسطينيين..تأسست صح".

 وتابعت: ”كان المعلمون الفلسطينيين يعتمدون على أساليب التدريب أكثر من التلقين ويزاوجون بين الفهم والحزم”، مستنكرة الوضع الحالي بالتساؤل:" لماذا وصلنا إلى هذه المراتب المتدنية في التعليم؟".

ويشارك النائب السابق في مجلس الأمة محمد طنا، زميلته "الهاشم"، ذات الموقف، مؤكداً على أن المعلم الفلسطيني على مستوى عالٍ من الثقافة والفهم ولديه مقدرة كبيرة على توصيل المعلومات بطرق سهلة.