Menu

نتنياهو الابن: عنصري ومتطرف ولكنه لسان حال والده

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

رغم التصريحات المبهرجة التي يطلقها السياسيون الصهاينة ضد اليمين المتطرف والمخاوف من النازية في الولايات المتحدة ولكن ما قيل في أكثر من مكان يبقى صحيحا وتتعزز شواهده، فقط حياة اليهود هي المعهمة لقادة اللكيان الصهيوني، وفقط يصبح اليمين الفاشي المتطرف سيئا إذا مس حياة اليهود، لأن حياة اليهود هي فقط المهمة بالنسبة لهم. ويبدو إلقاء الضوء على سلوك يائير نتنياهو وتصريحاته نموذجا لما يحدث حقا.

فعندمما وقعت الجريمة النازية في  شارلوتسفيل، حيث أقدم متطرف يميني على دهس معارضين يساريين للنازية، في 12 آب / أغسطس، ما أسفر عن قتل الناشط الأمريكي اليساري هيثر هيير (32 عاما)، وهو ناشط في الجناح اليساري في مواجهة  تجمع يميني متطرف. وبعد وقت قصير، نشر يائير نتانياهو، ابن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، تعليقا على صفحته على فيسبوك. يقول يائيرأن الجريمة "وضعت ا؟لأمور في نصابها" و "أنا يهودي، أنا إسرائيلي [و] معادي للنازيين الجدد في ولاية فرجينيا الذين يكرهونني ويكرهون بلدي . لكنهم ينتمون إلى الماضي.. ومع ذلك، فإن البلطجية من أنتيفا (ضد الفاشية)  و بلم [بلاك ليفز ماتر: حياة السود مهمة] الذين يكرهون بلدي (وأمريكا أيضا من وجهة نظري) يتحولون إلى أقوى وأقوى ويصبحون سائدين في الجامعات الأمريكية والحياة العامة".

حرص ابن نتنياهو، على نشر منشوره باللغتين العبرية والإنجليزية. ما أدى إلى اندلاع عاصفة عامة في "إسرائيل" على الفور تقريبا. وإذا كان والده يحاول الاختباء وراء قناع سياسي ما فإن يائير لايفعل ذلك، بل على العكس من والده لايريد الاختباء وراء أقنعة الصحة السياسية وقام باجراء نفس المقارنة التي أجراها دونالد ترامب عندما زعم وجود متطرفين من "الجانبين" بعد جريمة فرجينيا.

ذهب ياير إلى ما وراء كلمات ترامب. ووفقا لمذهب يائير الذي تعتبره أسرته "الوريث الرسمي"، فإن الأضرار التي تجلبها المنظمات التي تقاتل من أجل حقوق السود  والمنظمات اليسارية  أكبر من الضرر "الهامشي" الذي ألحقه النازيون الجدد والسلطة البيضاء العنصريين.

ويعتبر يائير البالغ من العمر 26 عاما هو اقوى شخصية في ذلك المنزل، وفي الواقع يبدو هو الذي يحكم وليس سارة، ورغم وجود ابنة كبرى لنتنياهو من زواج آخر إلا أن الأسرة لاتعطيها أي أهمية، فالابن هو الذي يحكم الأبوين ويائير هو "الروح المقدسة" في منزل رئيس حكومة الكيان الصهيوني.

في الأيام الأولى بعد أحداث فرجينيا، حافظ نتنياهو نفسه على الصمت ولم يعلن أي نوع من التصريحات. لهذا السبب، انتقد بشدة في النظام السياسي الإسرائيلي، ولكن ليس فقط من اليسار. حتى شخصيات مثل زعيم يش عتيد يائير لابيد، الذي عادة ما يتجنب نقد رئيس الوزراء على قضايا الشؤون الخارجية، وأعرب عن رأيه القوي في هذه المسألة.

بعد ثلاثة أيام فقط من عملية القتل وبعد 24 ساعة من تصحيح ترامب رده ونشر دعاية أكثر صراحة ضد للناشطين اليمين المتطرف والنازيين الجدد الذين ساروا في ولاية فرجينيا انضم رئيس الوزراء أيضا إلى الركب. وذلك لأن نتنياهو يحاول ألا يوتر أعصاب الرئيس هذه الأيام. إن الاختلافات القوية في الرأي فيما بينهما فيما يتعلق بالترتيب الناشئ في سوريا،  تكفي لجلب الصداع، ولكن يائير نتنياهو لايجد نفسه ملزما بأي قواعد سلوك.

العديد من المصادر تقول أن يائير في الحقيقة يقول ما يعتقده والده ولكنه لايجرؤ على قوله، وقد قال مصدر رفيع في الليكود رفض الكشف عن هويته "يائير يقول ما يعتقد نتنياهو". "ما يسمعه في غرفة المعيشة في بيت رئيس الوزراء، وقال انه يعبر في الفيسبوك. ويمكنه أن يسمح لنفسه أن يفعل ذلك لأنه لا يحمل أي موقف رسمي للدولة، وليس لديه أي موانع أو رزانة عقلية ".

وهناك دلائل كثيرة على أن الواقع قد يكون أكثر تطرفا من هذا الوصف. ووفقا لمصادر كثيرة على دراية بما يجري في منزل رئيس الوزراء، فإن يائير لا يقتصر على الاستماع إلى الحوار بين والديه وترجمته في العالم الخارجي. وبدلا من ذلك، يقولون، يائير هو الشخص الذي يملي الحوار. يائير هو المحرك وراء التطرف اليميني لوالده، وإنه لا يتردد في "الابتعاد" عن والده عندما لا يتفقان. يائير ينتبه إلى أهمية  الشبكات الاجتماعية، وينظر إليه على أنه يقف وراء العديد من ردود رئيس الوزراء الأكثر عدائية للمقالاات الصحفية على مدى العامين الماضيين.

وإذا عدنا دقيقة إلى الأب، لا يسعنا إلا أن نلاحظ التشابهات المتزايدة بين نتنياهو وترامب فيما يتعلق بالمكائد السياسية. ويدين كل من نتنياهو وترامب بمناصبهما الحالية لليمين المتطرف. مع ترامب، هو اليمين المتطرف والسلطة البيضاء متفوقين في جميع المشارب الخاصة بهم. مع نتنياهو، على النقيض من ذلك، المستوطنين، بما في ذلك المتطرفين من بينهم طبعا.

بطريقة أو بأخرى، يحاول نتنياهو، مثل ترامب، عدم  معاداة هذه القاعدة الانتخابية. في الأسابيع القليلة التي سبقت الانتخابات عام 2015، تحول إلى هذه القاعدة، والناشطين المستوطنين في الضفة الغربية، وحثهم على بذل جهود قوية وتعبئة. وأسفرت هذه الجهود عن إعادة انتخابه. حتى نجح رئيس الوزراء في الحصول على عدد من الأصوات التي عادة ما تذهب إلى نافيتالي بينيت في البيت اليهودي. هذا هو السبب في أن رئيس الوزراء يرقص في السنوات الأخيرة على لحن بينيت ويحاول تمريره على اليمين في كل قضية، مناقشة أو مناقشة عامة. ووصل هذا المسار إلى قمته في قضية الجندي القاتل إيلور أزاريا الذي أطلق النار على الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف في الخليل. وفى تلك القضية، تبنى نتانياهو موقفا معاكسا لمؤسسة الجيش، ونائب رئيس هيئة الأركان ووزير الجيش آنذاك موشيه يعلون. كان نتنياهو يعرف أن اليمين المتطرف يدعم الجندي، وانضم إلى صفوفهم.

الوضع مشابه لترامب، باستثناء شيء واحد: اتخذ الرئيس الأمريكي إجراءات الأسبوع الماضي، وطرد ممثل اليمين المتطرف من البيت الأبيض، مستشاره الاستراتيجي الأعلى، ستيف بانون. في حين أن تأثير إقالة بانون على سياسات ومواقف ترامب لا يزال غير واضح، لكن ما هو واضح هو حقيقة أن ترامب يفهم بوضوح أن بانون قد عبر عدة خطوط حمراء.

لكن طبعا هذا لايجعل أحدا يتوقع إجراء مماثلا ضد شبيه بانون في "إسرائيل" أي يائير نتنياهو، فهذا لايمكن طرده،  وقد أثار يائير الكثير من الاضطرابات مؤخرا وليس فقط فيما يتعلق بقضية فيرجينيا. وقد نشر عددا من النصوص غير المقيدة والمتحررة ضد اليسار الإسرائيلي على صفحته على الفيس بوك إلى حد أن إحدى المنظمات اليسارية تقاضيه بالتشهير.

ويترك ياير الانطباع بأنه ليس لديه نوايا التهدئة. آرائه أكثر تطرفا من والده. فهي مليئة بالعنصرية، وكراهية العرب والأقليات، واحتقار أي شيء من رائحة الليبرالية أو الاعتدال. خلال عهد الرئيس باراك أوباما، كان يائير الذي حمل راية الحماقة بإعلان  الاستياء والازدراء تجاه الرئيس الأمريكي. والده بالكاد فعل شيئا ليكبح جماح ابنه الخاطئ.

أما بالنسبة إلى نتنياهو الأب، فإن ابنه يقوم بدور حيوي: فهو يرسل إشارات إلى اليمين المتطرف حول المكان الذي يكمن فيه قلب أسرة نتنياهو، على الرغم من أن الجسم نفسه لا يستطيع دائما التعبير عن تلك المواقف نفسها.