يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه العنيف على قطاع غزة، حيث يدخل العدوان يومه الـ334 مع ارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات في صفوف المدنيين. في هذا اليوم، استشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين جراء القصف الذي استهدف عدة مناطق في القطاع، مما زاد من مأساوية الوضع الإنساني في المنطقة المحاصرة.
استهداف المدنيين في مختلف مناطق غزة
في ساعات الفجر، شن جيش الاحتلال غارات على حي الدرج في مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. استهدف القصف منزلاً في الحي، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتدمير أجزاء كبيرة منه. وفي ذات الوقت، أصيب أربعة مواطنين آخرين جراء استهداف "بركس" يأوي عائلة في منطقة الصحابة بمدينة غزة، بينما نسف الاحتلال مبانٍ سكنية أخرى في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، مما خلف دماراً واسعاً ومزيداً من الجرحى والمشردين.
وتواصل آليات الاحتلال العسكرية استهداف منازل المواطنين في محيط شارع 8 في حيي تل الهوا والزيتون، حيث أطلقت قوات الاحتلال النيران بشكل مكثف من الدبابات والطائرات المسيرة، مما أجبر السكان على إخلاء منازلهم تحت التهديد المستمر. كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع، والمناطق الشرقية لمدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
حصيلة العدوان: أعداد الشهداء والجرحى في ارتفاع
منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء 40,819 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما تجاوز عدد الجرحى 94,291 شخصاً، في حصيلة غير نهائية نظراً لاستمرار وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع حيث تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل والحصار. وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أكدت أن جيش الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية ثلاث مجازر مروعة استهدفت عائلات بأكملها، مما أسفر عن استشهاد 33 شخصاً وإصابة 67 آخرين، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية والخدمات الإسعافية.
تظاهرات داخل إسرائيل وضغوط لإقرار صفقة تبادل الأسرى
على الجانب الآخر، تزداد حدة التظاهرات داخل إسرائيل، حيث يعبر المحتجون عن غضبهم تجاه سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. شهدت القدس الغربية أمس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، حيث اقتحم مئات المتظاهرين حواجز قريبة من مقر إقامة نتنياهو مطالبين بإقرار صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة. كما اندلعت تظاهرات أخرى في بئر السبع ومدن إسرائيلية أخرى، حيث يتزايد الضغط على نتنياهو للانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وهو ما رفضه نتنياهو بشكل قاطع في مؤتمر صحفي ألقاه أمس.
تدخلات دولية ومساعٍ لوقف إطلاق النار
في ظل التصعيد المستمر، تعمل الولايات المتحدة مع قطر و مصر على تقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار، يتضمن اتفاقاً لتبادل الأسرى. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، يتوقع أن يُقدم الوسطاء نسخة نهائية من المقترح خلال الأسابيع القادمة، مع تحذيرات من أن رفضها من قبل أي من الأطراف قد يعني نهاية المفاوضات. هذا التصعيد يرافقه قلق دولي متزايد من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث لم تعد تقتصر التبعات على الدمار والقتل، بل تتفاقم الأزمات الإنسانية من نقص في المياه والغذاء إلى انهيار كامل للنظام الصحي في القطاع.
اليوم الـ334 للعدوان يشهد استمراراً للمجازر والدمار في غزة، بينما يحاول المجتمع الدولي دفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار. في هذه الأثناء، تظل الأوضاع في القطاع كارثية مع استمرار القصف واستهداف المدنيين، وسط تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل ضد سياسات حكومتهم.