Menu

بعد الفشل في واشنطن نتنياهو ينقل قلقه من سوريا إلى موسكو

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

قال موقع (ديبكا) الصهيوني المقرب من الأوساط الأمنية والعسكرية، أنه من الواضح أن رئيس الموساد يوسي كوهين عاد خالي الوفاض من رحلته إلى واشنطن بعد محاولته لفت انتباه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القلق الصهيوني في سوريا ةالوضع هناك. وقال الموقع أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الفشل:

1 - إن إدارة ترامب منشغلة بالأزمات السياسية الداخلية التي يعاني منها البيت الأبيض.

2. خفض الرئيس ترامب التدخل العسكري الأمريكي في سوريا إلى أدنى حد، ولا يريد أن يشارك في أي تحركات تتعلق بالحرب هناك ما لم تكن مرتبطة بحرب داعش.

3 - لم يعد ترامب مستعدا في هذه المرحلة للقيام بأي تحرك في سوريا من شأنه أن يقوض تعاونه مع الرئيس بوتين، الذي بموجبه ستنشئ الولايات المتحدة وروسيا مناطق أمنية تتوقف فيها الحرب.

وقد هارض الكيان الصهيوني هذا الترتيب وخاصة منطقة خفض التصعيد التي أقامها الروس على طول الحدود بين الجولان الجولان المحتل مع سوريا إلا أن واشنطن وموسكو لم تأخذا الموقف "الإسرائيلي" بعين الاعتبار.

ومنذ نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع، كانت القوات السورية، جنبا إلى جنب مع الميليشيات الإيرانية المتحالفة معها إضافة لحزب الله ، موجودة على أربع جبهات على الأقل: دير الزور في شرق سوريا، ومنطقة في الجنوب الشرقي، وجبال القلمون التي تفصل سوريا عن لبنان في الغرب. وعلى جميع الجبهات، تتلقى القوات السورية وحلفاؤها تغطية جوية روسية ومساعدات، والتي يتم التعبير عنها أحيانا في نقل المظليين.

النجاح في كل من هذه الجبهات الأربع سيوصل القوات السورية إلى حدودها مع الأردن والعراق ولبنان  كما كان الوضع عليه عشية اندلاع الحرب في عام 2011. هذا التطور يخلق للكيان الصهيوني ثلاث مشاكل رئيسية:

أ- إن التقدم السريع للقوات السورية وعاصمتها نحو حدود سوريا ينفي فعليا أهمية أو تأثير المناطق الأمنية التي أنشئت بالفعل في سوريا.

ب- ما يفعله السوريون وحلفاؤهم الإيرانيون وحزب الله هو مناطق أمنية غير مباشرة تحت غطاء عسكري روسي.

ج - إن قوات المتمردين السوريين، باستثناء تنظيم داعش والمنظمات المتمردة الإسلامية المتطرفة، الذين كانوا في السابق مستعدين لاقامة جبهة ضد القوات السورية المتقدمة، يلقون الآن أسلحتهم، بل إن بعضهم يعبر الخطوط بأسلحتهم ويسلمون أنفسهم للجيش السوري.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن كل هذه التطورات ليس لها سوى استنتاج واحد: عاجلا أم آجلا، إن لم يتوقفوا، فإن كل هذه الظواهر ستحدث على طول حدود سوريا مع الأردن ولبنان والعراق، على طول الحدود "الإسرائيلية" مع سوريا.

وبعبارة أخرى، يرى الكيان الصهيوني أن عليه أن يعد نفسه لإمكانية أن تواجه المنطقة الأمنية التي أقامتها على مدى السنوات الأربع الماضية، جنبا إلى جنب مع المتمردين السوريين على طول حدودها مع سوريا على مرتفعات الجولان، عاجلا أو آجلا انهيارا سريعا.

حتى لو حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طمأنة نتنياهو واعطائه تأكيدات بأن القوات السورية والإيرانية وحزب الله لن يقتربوا من الحدود مع "إسرائيل"، وهو أمر مشكوك فيه إذا فعل ذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة إعطاء هذه الضمانات لإسرائيل، لا يقين أنه يمكن الاحتفاظ بهذه الوعود. صحيح أن بوتين هو رئيس القوة الروسية التي تحدد اليوم ما يحدث في سوريا، ولكن صحيح أنه ليس الوحيد الذي يقرر في دمشق.

في مثل هذه الحالة، قد تلجأ إيران وحزب الله، وربما حتى سوريا، إلى عمل عسكري محدود يهدف إلى إشعال الحدود مع إسرائيل، فقط لتذكير بوتين وترامب بأن إسرائيل لا تحدد ما يحدث على الحدود السورية الإسرائيلية.