Menu

الضميري يكشف هويّة قاتل نيفين العواودة ويُؤكّد "الدوافع شخصيّة بحتة".. لكن!

صورة من موقع تمثيل الجريمة

رام الله_ بوابة الهدف

قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة، عدنان الضميري، إنّ دوافع قتل المواطنة نيفين العواودة، من بلدة دورا بالخليل، شخصيّة بحتة، وقد توصّل جهاز "المخابرات العامة" لقاتلها، وهو "أ، م، ح" من محافظة رام الله.
وأضاف الضميري في مؤتمر صحفي مباشر، عقده ظهر اليوم، لكشف ملابسات الجريمة وفقما أُعلن، أنّ عائلة نيفين ليس لها أيّة علاقة بالجريمة، فيما أوضح أنّ دوافع القتل هي "محاولة شخص التقرّب لفتاة".
وبيّن أنّ الجريمة وقعت بتاريخ 8 يوليو، فيما تم اكتشاف الجثمان بتاريخ 18 من الشهر ذاته، وقال الضميري إنّ أداة الجريمة كان "الدهس بمركبة". ويعمل القاتل "سائق أجرة على خط رام الله بيرزيت".
وعُثر على جثمان العواودة، قرب إحدى البنايات في بلدة بيرزيت شمال رام الله، وهي حادثة لاقت اهتمامًا واسعًا لدى الرأي العام الفلسطيني، خاصًة بعد تحرّكات شخصيّة قامت بها خلال السنوات الأخيرة في محاربة وكشف الفساد، ومحاولاتها كشف فساد شخصيّات بعينها وقضايا اختلاس أموال وغيرها، إذ كانت رفعت خطابات عديدة للجهات المسؤولة، إلّا أنّ جُلَّها قوبل بالتجاهل، حتى أعلنت قبل مقتلها، وصول تهديدات لها بالقتل وتشويه السمعة وغيرها.
ورُوّجت عدّة أنباء بعد مقتل نيفين أنّها انتحرت، وأنّها كانت تُعاني من مُشكلات نفسيّة، ليُبيّن تقرير الطب الشرعي بعد فحص جثمانها أنّ سبب الوفاة ليس انتحارًا، بل دهسًا.
وفي المؤتمر الصحفي، قال الضميري إنّ "تقرير الطبّ الشرعي أفاد بأنّ جسد نيفين ارتطم بجسم صلب مما أدى الى كسور ورضوض في الرأس". فيما لم يُشِر التقرير ذاته إلى احتماليّة إقدامها على "الانتحار". وهو ما روّج له "مُستفيدون من مقتلها"، بحسب الضميري.
وحول ملابسات الواقعة، قال "إنّ السائق -القاتل- أوصل نيفين إلى مكان سُكناها، قبل يوم من تنفيذ الجريمة، وفي يوم مقتلها، أوصلها وأقنعها أنّه يُريد الخروج معها للتنّزّه، فخرجت معه من طريق المزرعة الغربيّة، وحاول التحرّش بها فصدّته وترجّلت من المركبة بسرعة، فلاحقها ودهسها، وكان على الغيار الثالث، بعدها حملها وفتّش حقيبتها ليجد مفتاح منزلها، فصعد بها على الدرج، ودخل المنزل، ثمّ ألقى بها على الأريكة، وكانت لا تزال حيّة، ثمّ خرج وأغلق المنزل خلفه بطريقة ما، تاريكًا المفتاح بالداخل".
تابع الضميري "عاد القاتل بعد يوميّن فوجد رائحة كريهة، ليتبيّن أن الضحيّة متوفاة، حملها ونزل بها لأسفل العمارة، ووضعها بجانبها، تحت شباك منزلها، ليبدو وكأنّها انتحرت، ووضع فوقها أدوات بناء، حتى اكتشف ناطور العمارة مكان الجثمان، وأبلغ الشرطة، التي بدورها بدأت التحرّيات".
المتحدث باسم الأجهزة الأمنية قال إنّ "نيفين تقطن في سكن طالبات بيرزيت، وهو مكانٌ خالٍ من الطالبات، سِواها، في هذا الوقت، إذ كانت الجامعة في العطلة السنوية، وهو ما مكّن القاتل من تنفيذ الجريمة".
وقال "إنّ القاتل كان مرتبكاً جداً بعد اقترافه الجريمة، ما أثار انتباه أحد العاملين في الأمن وهو يعرفه شخصياً"، مُضيفًا أنّ القاتل "هو الذي روّج عنها عشرات الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وعندما تم كشفه ومواجهته بكل التفاصيل، اعترف، ومن ثمّ مثّل الجريمة بحضور النيابة العامة، بحسب الضميري. وتخلّل المؤتمر الصحفي عرض صور تمثيل الواقعة.
جدير بالذكر أنّه، ومنذ إعلان جهاز المخابرات العامة "كشف هويّة قاتل نيفين"، الاثنين، برزت ردود فعل ساخطة وغاضبة، ومُكذّبة للرواية الرسمية، لما للقضيّة من أبعاد من خلفيات لها صِلة بملفات فساد في مؤسسات حكومية وكذلك تورّط أشخاص ذوي نفوذ حكومي وعشائري بتلك الملفات.