Menu

جيش مرتزقة: مزيد من المال لتحفيز جنود المناورة الصهاينة على الخدمة

بوابة الهدف/منابعة خاصة

بعد الأزمة التي طالت وحدات النخبة الصهيونية والتي تعود لسنوات والتي تشير التقارير إلى العجز عن مواجهتها بشكل جوهري حتى الآن نتيجة تغير الدافعية لدى المجندين الصهاينة وتراجع دور الطبقة الوسطى الأشكنازية في هذه الوحدات لصالح المجندين الشرقيين والحريدم بالأساس، يعناي جيش العدو من مشكلة أخرى، يلجأ لمعالجتها بنفس الطريقة، دفع المزيد من الأموال لهؤلاء الجنود، لتحفيزهم للخدمة، في ذات الوقت الذي يؤكد في رئيس هيئة أركان العدو أن الدافع للخدمة "يبقى وطنيا وليس ماليا" ولكن الأرقام لاتقول هذا.

وقد قال تقرير أمني صهيوني أن الإحصاءات بينت انخفاضا مضطرا في عدد الجنود الجدد في الخدمة الإلزامية الذين يقبلون التوجه إلى "وحدات المناورة" أو ما يسمى "رأس الحربة"، ومن بين هذه الوحدات وحدات تتبع سلاح المدرعات والهندسة القتالية، والمدفعية، وهي الوحدات التي تكلف عادة بالعمل "خلف خطوط العدو"،  وفي محاولة لمعالجة المشكلة، قرر جيش العدو تقديم تعويض أكبر لهؤلاء الجنود.  

ووفقا لما ذكره رئيس الاركان الاحتلالي الجنرال غادي إيسنكوت، في حين أن وحدات التكنولوجيا والاستخبارات حاسمة، "الجنود هم العنصر الأكثر أهمية لتنفيذ عمليات الجيش وتحقيق الأهداف". وفي هذا الإطار، أعيد تجزئة أدوار الجنود المجندين، حيث أصبحت المخاطرة بحياة المرء في الحرب المعيار الرئيسي المميز. ومع ذلك، فإن المكافآت ليست كافية لتحسين التوظيف بشكل كبير لوحدات المناورة، نظرا لتفضيل الوحدات الأخرى التي تقدم ميزة في العمل بعد الخدمة العسكرية الإلزامية، مثل وحدات التكنولوجيا والاستخبارات.

ومن بين أسباب هذا التراجع حسب التقرير الصهيوني تزايد الاهتمام بالالتحاق بالخدمة في وحدات أخرى، والنظر في رغبات المجندين، فضلا عن "نظام الصيد" الذي يعطي الأفضلية للوحدات الأخرى. فعلى سبيل المثال، يفضل العديد من العاملين في مجال التوظيف وحدات التكنولوجيا والاستخبارات، التي توفر ميزة في العمل بعد الخدمة العسكرية الإلزامية. وهناك أيضا تفضيل للعمل كمشغلي "ريارجوارد" أنظمة الأسلحة المتقدمة (السيبرانية، قبة الحديد، وطائرات بدون طيار). وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المجندين لديهم خيار الخدمة في وحدات تعتبر أقل تطلبا من "الحربة" وحدات قتالية، مثل وحدات الأمن الروتينية والدفاع الجوي، وقيادة الجبهة الداخلية. وفي الوقت نفسه، هناك طلب مرتفع على الخدمة الصعبة في وحدات النخبة، التي تختار بعناية المجندين. كل هذه تؤثر على القدرة على توظيف موظفين مؤهلين لوحدات المناورة.

وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، قرر الجيش الصهيوني تقديم تعويضات أكبر لـ"جنود رأس الحربة". وبموجب الخطة الجديدة، سيحصل هؤلاء الجنود على المزايا التي تشمل زيادة في بدل (دفعة شهرية ثابتة للاستخدام الشخصي) في المركز الثالث (2000) شيكل، مقابل (1600) شيكل، قسيمة بطاقة ائتمان بقيمة 1000شيكل، للترفيه والرياضة؛ وقسيمة لدورة إعداد امتحان علم النفس (للقبول في الجامعات) وأكثر من ذلك. وستبلغ التكلفة التقديرية للخطة عشرات الملايين من الشواقل سنويا. وبالإضافة إلى ذلك، هناك الآن مسار خاص للجنود في وحدات النخبة، بما في ذلك (بالإضافة إلى خدمة إلزامية) خدمة لمدة ثلاث سنوات في الجيش وسنتين من الدراسة. ونتيجة للخدمة الإضافية، سيتم تسجيل عدد أقل من الجنود في هذه الوحدات في كل دورة، مما يمكن أن يساهم أيضا في توسيع مجموعة التجنيد لوحدات المناورة.

ويقول التقرير أنه في السنوات الأخيرة، تحسن رفاه المجندين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة البدل الذي ارتفع بنسبة 50 في المائة منذ بداية عام 2016، حيث ارتفع بدل الجنود من 1077 شيكل إلى 1616 شيكل شهريا، ولجنود الدعم القتالي من 784 شيكل إلى 1176 شيكل، وعلى الآخرين من 540 شيكل إلى 810. شيكل وتقدر التكلفة السنوية لهذه الخطوة بحوالي 600 مليون شيكل. وتؤدي الزيادة في المخصصات إلى تخفيف ظروف خدمة الجنود وأسرهم التي تدعمهم. ويحق للجنود أيضا، بعد الخروج من الخدمة الإلزامية، الحصول على منحة ومكافأة مؤجلة يتم تحصيلها في السنوات التالية للخدمة العسكرية. يحصل الجندي على منحة بقيمة 19646 شاقل جديد ومكافأة مؤجلة قدرها 28414شاقل جديد (على أساس 36 شهرا من الخدمة). يتلقى جندي الدعم القتالي منحة قدرها 16802 شيكل ومكافأة مؤجلة قدرها 24317  شيكل جديد. والباقي يحصلون على منحة بقيمة 13358 شيكل ومكافأة مؤجلة قدرها 19671شيكل جديد. وبالإضافة إلى ذلك، بدءا من المجندين في حزيران / يونيه 2015، خفضت خدمة الجيش للرجال من 36 إلى 32 شهرا، مما يقلل من عبء الخدمة العسكرية.

ووفقا لما ذكره رئيس الاركان الصهيوني الجنرال غادي إيسنكوت، فالخطة الجديدة عبارة عن بيان قائم على القيم حول أهمية الجنود للجيش الصهيوني، ولا سيما "الجنود المقاتلون". ومع ذلك.

وينقسم الجنود الصهاينة تقليديا إلى ثلاث فئات:  المقاتلين، الدعم القتالي، وغيرها (من الخلف) ويعتبر التقرير أن هذا لم يعد كافيا،  وتضم القائمة الجديدة خمس فئات، مع تقسيم اثنين من الفئات التقليدية. وتميز فئة "المقاتلين" بين "مقاتلي الحربة" والمقاتلين الآخرين. و"المقاتلين رأس الحربة" هي القوى تهدف إلى عبور خط التماس والمناورة داخل "أراضي العدو"، تمييزا لها عن غيرهم من المقاتلين الذين المقصود أساسا منهم العمل ضد العدو بطرق أخرى، مثل الأمن الروتيني. كما تم تقسيم الفئة التقليدية من الدعم القتالي إلى الدعم القتالي التشغيلي والدعم القتالي الآخر. المعيار الأكثر لفتا في هذه القائمة هو المخاطرة حياة المرء في القتال. ويعتبر التقرير أنه يمكن للجنود السيبرانيين والتكنولوجيين في العمق أن يسهموا إسهاما كبيرا في النصر، ولكن مهامهم لا تنطوي على مخاطر عالية على حياتهم. ومع ذلك لاينكر التقرير المخاطر على الحياة التي تلحق بحياة جميع الجنود بغض النظر عن مكان خدمتهم، ولكن أيضا يفتح نقاشا حول أولوية الاهتمام في الجيش الصهيون، وتوجهه للحرب الحديثة والتركيز المعمق والموسع على التكنولوجيا، ولعل هذا يعود كما أشار أيزنكوت إلى أهمية جندي الميدان على الأرض، وتعكس تصريحاته شكل النقاش المحتدم في أوساط العسكرية الصهيونية.