Menu

غاباي: هل سينقذ العمل أم يسرع في هلاكه؟

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

يبدو أن السياسات الداخلية التي يتبعها الزعيم الجديد لحزب العمل الصهيوني آفي غاباي، لن يكون عنوانها الوحيد إستعادة قدرة الحزب على المنافسة واستعادة السلطة بل أيضا ربما التدمير الداخي، وانفضاض ما كان تبقى أصلا من عناصر القوة داخل هذا الحزب الذي يعاني سكرات الموت ولكنه لايريد أن يموت.

ما يعزز هذا هو موجة الغضب من قطاع كبير من أعضاء الحزب، توجت أخيرا باستقالة عضوي الكنيست مانويل تراجتنبرغ وأريل مارغاليت من منصبهما، احتجاجا على ما قالا أنه سيطرة غاباي على المؤسسات الحزبية. ويبدو أن استقالتهما توضح التغيرات الجارية في مخيم الصهيوني منذ انتخاب آفي غاباي رئيسا لحزب العمل في تموز/ يوليو الماضي.

وللاستقالة أهميتها كون الرجلين قادمين من قطاعين مختلفين من جمهور العمل، ما يعكس حالة التوتر في هذه القطاعات، فقد دخل كلاهما السياسة بعد سلسلة إنجازات شخصية، فقد كان تراجتنبرغ أستاذا للاقتصاد وعلم الاجتماع، وكان رمزا للاحتجاجات الاجتماعية عام 2011، أما مارغليت فكان رائد أعمال، ومؤسس شركة للاستثمار المالي جعلت منه شخصا ثريا جدا. وكان كلاهما ناشطا معروفا قبل انضمامه للعمل، فقد مول مارغليت مشاريع اجتماعية عديدة، أما ترايتنبرغ فقد ترأس اللجنة الحكومية للتغيير الاجتماعي والاقتصادي في أعقاب احتجاجات 2011.

وكان تراجتنبرغ  مرشح المعسكر الصهيوني لوزارة المالية في حين كانت عين مارجليت على منصب رئيس الحكومة عندما خاض انتخابات زعامة العمل وأنفق فيها أموالا كثيرة  في حملتين وآخرها خسر أمام غاباي. وفي حين أن غاباي بذل القليل من الجهد للحفاظ على تراجتنبرغ في الكنيست، فإنه كما تشير التقارير ربما شعر بالارتياح للتخلص من مارغليت.

تراجتنبرغ رغب في الاستقالة منذ 2015، غير أنه استسلم لنفوذ إسحق هرتسوغ في حينه وبقي في منصبه، أما هذه المرة فلم يجد أحدا لاقناعه، حيث يوصف أداء تسيبي ليفني زعيمة "الحركة" وغاباي زعيم العمل بأنه "عرض رجل واحد". فقد كان غاباي قد تلقى صلاحيات إضافية  في المؤتمر الـ15 لحزب العمل، تسمح له بالسيطرة على الحزب والتخلص من البيروقراطية التقليدية، معتقدا أن تلك هي وصفة إنقاذ الحزب من الإلاس السياسي الذي وصل إليه.

ويسيطر غاباي الآن فعليا على مستقبل كبار أعضاء الحزب السياسي، ويملك سلطة تعيين أربعة أشخاص في مواقع مضمونة في قائمة الكنيست، ليتمكن من منحها لأعضاء جدد منضمين ولا أحد يعرف من هم هؤلاء، حيث يشتعل الصراع لأن قدانى الحزب وقادته واثقون أن مواقع هؤلاء الأربعة ستكون على حسابهم.

ومن المتوقع أن يبادر غاباي لمزيد من فرض النفوذ عند عودة الكنيست من عطلتها نهاية هذا الشهر، حيث من المرجح أن يقدم على إحداث تغييرات في مواقع يسيطر عليها أعضاء الحزب في لجان الكنيست وسيملك صلاحية تعيين وزراء الحزب في حالة تشكيل حكومة وحدة أو حكومة جديدة يحلم غاباي أن حزبه سيشكلها. ويشكو أعضاء الحزب منأن غاباي شديد الكتمان ولايفصح عن نواياه، وبالتالي هو يعرفون تماما أم مصير الحزب أصبح بين يديه بشكل كلي.

من المعروف أن حزب العمل بقي خارج السلطة في الكيان الصهيوني منذ عام 1999، وهو يحاول القفز علىواقع الهزيمة عبر انتخاب شخص انضم للحزب قبل عام فقط ويشير فوزه إلى استبعاد الحرس القديم والقادة التقليديين الذين يختفون ببطئ من مسرح الأحداث.