Menu

العدو مرتبك سياسياً وعسكرياً ويرفع حالة التأهب

العدو ينشر القبة الحديدية في كل جميع مناطق فلسطين المحتلة تحسبا لرد المقاومة

بوابة الهدف/منابعة خاصة

هل بات رد حركة الجهاد الإسلامي على العدوان الصهيوني على النفق قريبا؟ هذا ما يعتقده العدو الصهيوني على الأقل الذي يزعم أن تقارير استخبارية ومعلومات دقيقة  تؤكد له أن هذا الرد بات قريبا جدا، بعد أن صرحت حركة الجهاد علنا أن قرار الرد قد اتخذ، بل أكثر من ذلك "لن تتوقعه إسرائيل".

في هذا السياق يبدو العدو الصهيوني مرتبكا عسكريا، تجاه طبيعة الرد "غير المتوقع"، وقد رفع حالة التأهب لدى قواته في الجنوب والوسط، وهي أصلا كانت بالنسبة لقوات الجنوب في أعلى درجاتها، وعقب العدوان، قام على الفور بنشر بطاريات القبة الحديدية في الجنوب، وكذلك نشرها اليوم في جميع أنحاء البلاد، ولكن الارتباك يتركز حول طبيعة الرد ومن أين؟ وقد سبق لتقارير صهيونية أن اعترفت أن الجهاد يملك البنية اللوجستية والبشرية للرد ليس فقط عبر غزة بل في الضفة وأكثر من ذلك داخل الخط الأخضر. ولعل هذه المخاوف هي ما يفسر سيل التصريحات العسكرية  الصهيونية التي باطنها قلق شديد مغلفة بالتهديد والوعيد.

وفي العمق، تنشغل الأوساط العسكرية والسياسية الصهيونية بشكل كبير هذه الأيام بتداعيات العدوان الصهيوني الأخير على نفق المقاومة والذي استشهد فيه عدد من المقاومين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بينهم قادة ميدانيين مهمين. وينعكس هذا الانشغال في طبيعة التغطية التي يخصصها الإعلام الصهيوني، سواء لجهة متابعة كل يما صدر عن حركة الجهاد الإسلامي التي يتبعها النفق المستهدف، أو عن حماس، التي تعتبرها حكومة العدو المسؤولة عن كل ما يصدر عن غزة، وكذلك متابعة ردود فعل الجيش والسياسيين الصهاينة.

ويبدو أن مشاعر النصر الصهيوني ونشوة القصف لم تدم طويلا،  هذا ما يمكن قراءته في سلسلة التصريحات الصهيونية ولعل أبرزها الفيديو النادر الذي نشره المنسق الاحتلالي يؤاف مردخاي والذي اتسم بالقلق ولكن المغلف بالتهديدات  وإظهار الاستعداد لتصدي لأي فعل يصدر عن حركة الجهاد بشكل يثأر لشهداء النفق. معتبرا  أن أي هجمات انتقامية من الجهاد، كما وصفها تعتبر إعلان حرب.

 مردخاي زعم، أن النفق كان متوغلا في "الأراضي الإسرائيلية" معتبرا أن تفجيره يعتبر دفاعا عن النفس، فهال كان مردخاي يسعى لتجنب الصدام وعدم الاعتراف بدور هجومي لقواته، أم أن ذلك كان مجرد كلام للرأي العام والرقابة العالمية.

كما حاول مرخاي التلاعب بالوضع الداخلي الفلسطيني والنسج على مشاكل قطاع غزة والابتزاز بالمصالحة الفلسطينية،  وزعم أن الجهاد " تلعب بالنار على حساب سكان قطاع غزة على حساب اتفاقات المصالحة الفلسطينية والمنطقة بأسرها". وأضاف "يجب أن يكون واضحا: وسوف يتم الرد أعلى أي استجابة من قبل حركة الجهاد الإسلامي، مهما كانت، ونحن نملك السلطة والعزم ، ليس فقط ضد الجهاد الإسلامي ولكن أيضا ضد حماس ونحن ننصح قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق أن نكون حذرة وتسيطر على الأمور ".  موجها كلامه مباشرة إلى الأمين العام لحركة الجهاد ونائبه الدكتور رمضان شلح وزياد نخالة على التوالي.

ويبدو أن الكيان الصهيوين يراهن أن تلعب حركة حماس ومن وراءها مصر دورا في منع الجهاد عن الرد، حرصا على المصالحة ومنعا لتفجيرها كما يزعم العدو، دون أن يقول أين قيل أن المصالحة تعني بأي حال السكوت على العدوان.

بغض النظر عن مهاترات العدو بخصوص المصالحة التي صار فجأة حريصا عليها، إلا أن الإعلام الصهيوني أبدى اهتماما برد فعل حركة الجهاد على تصريحات مردخاي ونقلت عنها أن كلمات مردخاي كشفت عن "نوايا إسرائيل الحقيقية". وأشارت كذلك إلى أنه ينبغي توقع حدوث أعمال انتقامية عنيفة بسبب انفجار النفق.

 ونقل الإعلام الصهيوني إلى العبرية مقاطع كاملة من بيان الجهاد، وخصوصا التأكيدات على الرد على العدوان والانتقام. وتأكيد الجهاد أن العدو خرق وقف إطلاق النار الذي رعته مصر عام 2014.

 القلق الصهيوني من الرد، وتوقيته ونوعه، انعكس في المستوى السياسي الصهيوني، فرغم تدمير جيش العدو لعدد من الأنفاق إلا أنه لم يحدث أن خصص رئيس حكومة الاحتلال بيانه الافتتاحي لجلسة الحكومة لموضوع شبيه، حيث أكد أن حماس تتحمل المسؤولية، وقال "تتخذ موقفا حازما جدا ضد أي شخص يحاول مهاجمتنا  من أي منطقة. أعني أي مصدر: الفصائل المارقة والمنظمات - أي شخص. وعلى اي حال فاننا نرى ان حماس مسؤولة عن اي هجوم ينظم من قطاع غزة ضدنا ".

الهاجس الصهيوني لايتعلق برد من قطاع غزة، وبالصواريخ على وجه التحديد، بل لقد ركز الإعلام الصهيوني على قدرات الجهاد اللوجستية والبشرية في الضفة الغربية وما وراء الخط الأخضر أيضا، خصوصا مع نقل هذا الإعلام لتصريحات مسؤولين في الجهاد بأن الحركة اتخذت قرارا بالرد وأنه رد "لم تتوقعه إسرائيل".

صحيفة يديعوت أشارت في عنونة تقريرها عن تصريحات يؤاف مردخاي إلى "اللخوف من الانتقام" الذي يعتري الأوساط الصهيونية، وأعادت تأكيد تصريحات قادة الجهاد بأنه لابد من العقاب. وربطت الصحيفة بين تهديدات قادة الجهاد في دمشق وإسقاط الجيش الصهيوني لطائرة سورية مسيرة في الشمال. مع حالة التأهب القصوى للجيش الصهيوني في غلاف غزة.

يبقى موضوع الرد المقاوم على العنجهية الصهيونية حق وواجب من جهة ومرتبط بالظروف الذاتية والموضوعية للمقاومة من جهة أخرى، ولكن في جميع الأحوال يعكس القلق الصهيوني حقيقة لابد أنه يراها، أن السلام والهدوء معه بعيدان جدا.