Menu

رسائل مفخخة: MI5 يكشف سجلات النشاط الارهابي لعصابة ستيرن

ركام فندق الملك داوود بعدتفجيره من قبل عصابة ستيرن

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

ألقت ملفات سرية لجهاز الأمن البريطاني MI5 كشف عنها مؤخرا الضوء على الإرهاب الصهيوني في النصف الأول من القرن العشرين والذي وجه ضد بريطانيا في ذلك الوقت بسبب ما زعمت العصابات الصهيونية أنه مضايقة بريطانية للهجرة الصهيونية إلى فلسطين، وتسريع الانسحاب البريطاني والضغط عليها لتسهيل إقامة الهياكل الصهيونية البديلة عن الوجود الانتدابي. وتقول السجلات أن التهديد الإرهابي  الأساسي الذي واجهته لندن حينها تشكل من الجماعات الصهيونية المتطرفة.

من أبرز الهجمات كانت تلك التي شنتها عصابة الأرغون في تموز/  يوليو 1946، بأوامر من رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني لاحقا، وحامل جائزة نوبل للسلام مناحيم بيغن، حيث تم تفجير  مقر الإدارة البريطانية في فلسطين، وكان متواجدا في فندق الملك داود في القدس ، وأدى إلى أضرار بالغة في الأرواح وتدمير المبنى.

وتظهر الملفات اتي رفعت عنها السرية والخاصة بـ  MI5  أن عصابة ستيرن أرسلت خلايا لتنفيذ تفجيرات واغتيالات في بريطانيا نفسها. ويعتقد أن عصابة ستيرن أول جماعة في العالم تصف نفسها علنا بأنها إرهابية ويستخدم أعضاؤها هذه الصفة من باب التباهي.

وفي نيسان / أبريل 1947، حاول إرهابيان من عصابات ستيرن، رجل وامرأة، تفجير المكتب الاستعماري في وايت هول في وسط لندن. حيث خططا لزرع قنبلة  تحتوي على 24 عصا من المتفجرات في دوفر هاوس، مقر المكتب الاستعماري، لكنها لم تنفجر بسبب عدم انصهارها بشكل صحيح، و يعتقد رئيس الفرع الخاص في لندن، ليونارد بيرت، أنه لو كانت القنبلة انفجرت لسببت ضررا لايقل عن تفجير فندق الملك داوود قبلها بتسعة أشهر.

ورغم الكشف سابقا عن  محاولة قتلة  ستيرن تفجير  المكتب الاستعماري في لندن. إلا أن الملفات الصادرة هذا الأسبوع هي أول سجلات عامة من المحفوظات السرية للمخابرات البريطانية تظهر كيف كيف تم تعقب مشغلي عصابة ستيرن. كما أنها تكشف عن حقائق جديدة هامة حول المؤامرة وجوانب منها  والتي يبدو أن MI5 لم تكتشفها.

في يونيو 1947، بعد شهرين من محاولة تفجير وزارة المستعمرات، أرسلت خلية عصابة ستيرن العاملة في إيطاليا 21 رسالة مفخخة  إلى السياسيين البريطانيين وأعضاء مجلس الوزراء بمن فيهم رئيس الوزراء كليمنت أتلي، ووزير الخارجية إرنست بيفن ووزير الخزانة ستافورد كريبس وكذلك ونستون تشرشل. تم اعتراض معظم الرسائل المفخخة، ولكن بعضها وصل إلى المتلقين المقصودين ولم تنفجر.

وتلقى أنتوني إيدن بريدا على شكل كتاب مفخخ حمله طوال اليوم، ورغم تحذيره من تهديدات والتدقيق في حقيبته حيث وضع الكتاب، لم يتم اكتشافه، قام أنتوني إيدن في حزب المحافظين بريد إلكتروني قنبلة المقنعة في كتاب حول معه لمدة يوم كامل، حتى انه حذر من مؤامرة ودققت داخل حقيبته، حيث كان. وقد ادعى احد اعضاء عصابة ستيرن المتورطين فى هذه المؤامرة فى وقت لاحق انه "اخترع قنبلة الكتب".

في أعقاب  عملية وزارة المستعمرات والرسائل المخخة،  وضعت الحدود والموانئ في بريطانيا في حالة تأهب قصوى للبحث عن شخص مشبوه يحتمل أن يكون يخطط  من الهجمات، ووضع جهاز MI5 الجماعات اليهودية المتطرفة والصهيونية المعروفة في بريطانيا تحت المراقبة الشديدة. ولكن كما كتب أحد ضباط MI5 في مذكرة داخلية، "هؤلاء الإرهابيين من الصعب القبض عليهم وتقديمهم للقضاء" .

وفي تحقيق روتيني أجري في الشهر نفسه، في حزيران/يونيو 1947، أوقفت الشرطة البلجيكية شخصين رجل وامرأة شابة، عند المعبر الحدودي إلى فرنسا. وقد تبين أن حقيبة المرأة تحتوي أرضية زائفة  مع حجرة سرية. وكانت تحتوي على رسائل موجهة إلى المسؤولين البريطانيين، جنبا إلى جنب مع المتفجرات، 14 بطارية على شكل قلم رصاص، وسبعة صواغق وساعة توقيت وفتيل،  وتشبه المفخخات الرسائل التي أرسلت سابقا إلى وزارة المستعمرات.

وألقت الشرطة البلجيكية القبض على الرجل والمرأة، واتصلوا  بالسلطات البريطانية بسبب المظاريف الموجهة إلى المسؤولين البريطانيين. ولم يأخذ MI5  وقتا طويلا لاستنتاج أن الاثنين كانا يخططان  لتنفيذ هجمات بالقنابل في بريطانيا. ووجهت إحدى الرسائل  إلى الأمين العام لإدارة فلسطين، السير جون شو، الذي عمل سرا في وقت لاحق لصالح MI5.

وكانت المرأة التي اعتقلت في الثانية والعشرين من العمر  تم التعرف عليها باسم بيتي كنوث، والتي عرفت أيضا باسم جيلبيرت إليزابيث لازاروس. كانت مواطنة فرنسية واشتركت بالمقاومة خلال الحرب،  وأعلنت عن نفسها إنها في حرب مع بريطانيا، . وحكم عليها بالسجن لمدة عام في سجن في بلجيكا بسبب نقلها للمتفجرات.

بعد التدققي في سجلاتها كشف الجهاز البريطاني أن مواصفاتها تتطابق مع وصف المرأة التي تركت القنبلة في وزارة المستعمرات،  وكانت اعترفت بتواجدها في بريطانيا في حينه.

الرجل الذي كان معها ألقي القبض عليه تحت اسم يعقوب الياس، وعندما أرسلت بصماته إلى بريطانيا، تم تأكيد هويته يعقوب ليفستين، ويملك سجلا حافلا بقضايا الإرهاب،  وقد ظهر اسمه على قوائم الإرهاب التي عممتها اشلرطة الفلسطينية و MI5 .

 وكان جهاز الأمن عرف ليفستين كعضو في عصابة ستيرن مطلوب من الشرطة الفلسطينية لقتله العديد من ضباط الشرطة ، ومحاولة اغتيال المفوض السامي البريطاني. وقد تم القبض عليه وأرسل إلى السجن مدى الحياة في فلسطين، لكنه هرب من السجن. وبصماته مطابقة لتلك التي وجدت على موقت القنبلة الفاشلة في مكتب وزارة المستعمرات، وفي مؤتمر صحفي عقدته في تل أبيب بعد إطلاق سراحها سؤلت كنوث عما إذا كانت أرسلت رسائل مفخخة، فقالت "للأسف قبضت علي الشرطة البلجيكية قبل أن أتمكن من ذلك" .

وتكشف سجلات المخابرات البريطانية الصادرة هذا الأسبوع عن أن MI5 لم تكشف عن بعض العمليات الإرهابية. تلاحظ الملفات أن ليفستين كان "خبير في المتفجرات" ولكن لم تكشف عن الطبيعة الشيطانية لخبرته، وبينت السجلات أن الفرنسي جاك مارتينسكي، الذي كان مرتبطا بليفستين، استخدم ساقه الصناعية التي استخدمها بعد اصابته في الحرب لتهريب المتفجرات إلى بريطانيا في قضية قنبلة المكتب الاستعماري.

الأمن البريطاني توصل إلى شخص آخر من جماعة ليفستين الذي حمل المتفجرات داخل بطانة معطفه وهو روبرت مسراهي، الطالب الفرنسي وربيب جان بول سارتر في جامعة السوربون، وهو من قام بنقل المعطف المفخخ من باريس عبر قناة المانش إلى بريطانيا،  وأظهرت الملفات أن مزراحي هذا كان مراقبا من قبل MI5، و ولكن ليس هناك دليل على أن جهاز الأمن اكتشف المؤامرة قال ليفشتاين في وقت لاحق: "كان التنفيذ كاملا. تعلمت درسا هاما. لا يمكن لإجراءات أمنية أن توقف التخطيط الخيالي المتطور".