Menu

كوشنير وابن سلمان: ثنائي خطير يقود المنطقة إلى الفوضى

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

قال تقرير مطول نشره موقع بلومبيرغ أمس أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون  يشعر بانزعاج متزايد بسبب ما يقول إنه محادثات سرية بين جاريد كوشنر،  صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره المقرب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويخشى تيلرسون أن هذه المناقشات ستودي بالمنطقة إلى الفوضى وتعطي نتائج عكسية تماما.هذه المخاوف نقلها عن تيلرسون ثلاثة أشخاص مقربين منه، حسب ما قاله الصحفيان نيك وادهامز وإريك شاتزكر في تقريرهما.  

والهدف من المناقشات كما يقول مصدرين على الأقل مطلعين عليها هو التوصل إلى "إتفاق تاريخي" على إنشاء دولة فلسطينية مدعومة ماليا من عدد من الدول العربية بما فيها المملكة السعودية، والتي من الممكن أن تضخ عشرات المليارات من الدولارات لهذا الغرض.

ويقول التقرير أن معاهدة سلام دائمة في الشرق الأوسط كانت هدفا رئيسيا للولايات المتحدة على مدى عقود، وورثها ترامب الذي أسلم لصهره كوشنر قيادة الجهود للتوصل لهذا الغرض.

ويعتقد تيلرسون ان كوشنير لم يفعل ما يكفي لتقاسم تفاصيل المحادثات مع وزارة الخارجية، وفقا لما ذكره جماعته، وترك كوشنير كبار دبلوماسيي الولايات المتحدة في حالة جهل كامل بالمفاوضات التي توصف بأنها حساسة للغاية.

أحد المقربين من تيلرسون يقول أن المشكلة تكمن بأن مستشار الرئيس لايتشاور مع وزارة الخارجية، وليس من الواضح مستوى التشاور مع مجلس الأمن القومي، ووصف المصدر الوضع بأنه مشكلة لوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ليس لها حل سهل.

هل سيفصح كوشنير عن أي شيء في أول حديث علني له عن نهج إدارة ترامب  تجاه الشرق الاوسط يوم الاحد؟ ربما يكون هذا صحيحا، عندما يلقي كلمة في منتدى سابان في واشنطن وهو المؤتمر السنوي لمركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز وهو يركز على العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

ولكن مخاوف وزارة الخارجية كانت قد تصاعدت هذا الأسبوع مع شائعات طرد تيلرسون بنهاية العام، رغم ان ترامب أنكر هذه التقارير التي يعتقد جماعة تيلرسون أن حلفاء كوشنير هم من أطلقها، وفقا لأحد المصادر، بينما أكد مسؤول في الإدارة أن كوشنير ليس له علاقة بهذه التقارير.

تيلرسون وغيره من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية أيضا يشعرون بالقلق من أن القادة السعوديين بعد أن تم تهميشهم من إدارة باراك أوباما ينظرون لاتصالاتهم مع كوشنير كفرصة إستعادة النفوذ في البيت الأبيض، وأن تدعم الولايات المتحدة الخطوات المثيرة للجدل والكثيرة التي اتخذها ولي العهد السعودي.

مثال هذه الخطوات قضية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وكذلك احتجاز العشرات من الأمراء السعوديين والوزراء ورجال الأعمال بشأن تهم الفساد؛ والموقف الأكثر عدوانية في الحرب في اليمن. وكان ترامب قد دعم عبر تغريدات على تويتر ما سماه حملة مكافحة الفساد في السعودية بينما كانت تعليقاته محايدة على موضوع الحريري والصراع في اليمن.

من جهة أخرى وفي رد على ادعاء المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل أنطون أن مجلسه ومستشار الأمن القومي مكماستر يعلمان بأي شي، قال مسؤول في البيت الأبيض أن كوشنر لم يكن على علم مسبق بالتحركات السعودية.

يشعر تيلرسون بالقلق أيضا من أن المملكة العربية السعودية قد ترغب في العمل بحرية أكبر في قطر ، وتجاوز الحظر الاقتصادي لمواصلة العمل العسكري، وفقا لتلك المصادر، وخطوة اجتياح قطر عسكريا تحمل العديد من العواقب لايمكن التنبؤ بها. وأيضا يضاف إليها التوترات بين روسيا وتركيا والاستجابة العسكرية من قبل إيران، التي قد تشمل هجوما صاروخيا على الكيان الصهيوني من قبل حزب الله.

وزعمت المصادر الأمريكية أن تيلرسون حاول وضع قيود على أي خطط محتملة، وقال إنه لايريد للسعوديين أن يتلقوا رسائل مختلطة من الولايات المتحدة، ولكن ترمب وكوشنير نفيا مزاعم عدم التواصل الكامل مع تيلرسون ووزارة اخارجية.

ومن أهم القضايا المتنازع حول المعلومات عنها المناقشات بين كوشنير والأمير ابن سلمان، وقد صرح جيسون غرينبلات المبعوث الأخر للرئيس ترامب أنهم بالفعل ناقشوا مسألة الدعم الاقتصادي للخطة الأمريكية للسلام، في حالة التوصل إلى اتفاق، مع العديد من البلدان، وليس فقط المملكة العربية السعودية، ونفى مناقشة أي أرقام للدعم، وكذلك نفى ارتباط هذا بصفقة حول قطر، وقال أنه إذا كان أي شخص يدعي أن هذه الأرقام أو الربط مع قضية قطر قد نوقشت فهو لايعلم بذلك.

ويقول مصدر أن كوشنر دائم التردد على مكتب تيلرسون ولكن مصدر القلق أنه سواء عن قصد أو غير قصد لايحيطهم بأي معلومات عن نقاشاته في الخارج، واستنتج أنه حتى ترامب لايعرف كل التفاصيل، ولكن سارة ساندرز السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، قالت إن الرئيس مسرور جدا من التقدم  الذي يحرزه فريقه في الملف الإسرائيلي الفلسطيني،  بما في ذلك سفرهم المتكرر إلى المنطقة، والمناقشات الجارية مع نظرائهم. وهو على بينة من المحادثات والتطورات، وهذا لا يزال يمثل أولوية لإدارته.

وقال أحد المصادر أن التقارب بين كوشنير والأمير ابن سلمان، تثير القلق من أن يكون كوشنير قدم ضمانات سرية للمسؤولين السعوديين، تجاه خطط تغيير النظام القطري، وقال إن ترامب تدخل شخصيا بشأن مسألة العمل العسكري السعودي ضد قطر، وطالب القادة السعوديين بإسقاط هذه المسألة.

 ومع ذلك فإن من المحتمل أن السعوديين لم يتخلوا عن الفكرة، وقال مصدرين،  السعوديين قدا قد تخلى عن ذلك، وقال اثنان من المصادر أن ترامب طلب من تيلرسون إبلاغ السعودييين أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع محاولة فرض تغيير النظام في قطر، وقد سمعوا هذا من كوشنير أيضا، بينما نقل عن مسؤول سعودي نفيه لوجود مثل هذه الخطط،   وقال "ان قطر مسألة صغيرة وقد حلت ونسيناها". وقال المصدر أنه " سيعود إلى ورغم أن عمق ومدى المناقشات بين الأمير محمد بن سلمان وكوشنير ليست واضحة إلا أن الحكومة الأمريكية لديها تشكك بنجاح الجهود الدبلوماسية بسبب ما وصف بأنه "استعصاء تاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وذلك لأن أي اتفاق سلام يحتاج في نهاية المطاف إلى دعم العديد من القادة المتنافسين المشككين.

مسؤولو وزارة الخارجية قلقون أيضا من التناقص المستمر في دور السلك الدبلوماسي الأمريكيحيث يضع ترامب مفاوضات السلام الحساسة في أيدي كوشنر، الذي ليس لديه خبرة في مجال الدبلوماسية في واحدة من أكثر المناطق اضطرابا في العالم، في ظل إيمان ثابت من ترامب بأنه إذا لم يستكع كوشنير التقدم في السلام في الشرق الأوسك فلا أحد يستطيع ذلك.