Menu

الفلسطينيات على كل الجبهات.. هكذا تقول "ليموند" الفرنسية!

هاني حبيب

في تقرير لافت، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مؤخراً، تحقيقاً لمراسلها في القدس المحتلة بيوتر سمولار، عن دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني تحت عنوان "الفلسطينيات على كل الجبهات" منوهاً على أن هذا النضال جاء بالتوازي ضد الاحتلال، وضد التخلف في مجتمع محافظ، وأورد أمثلة حية على هذا الدور انطلاقاً من الأيقونة الفلسطينية، عهد التميمي، ليورد نبذة قصيرة، بسيطة، لكن مؤثرة، عن كل مثال من هذه الأمثلة، أسيل كوثر، لاعبة كرة القدم، وليلى خالد، التي سطرت ملحمة وطنية شكلت مثالاً يحتذى به لدى النساء كما الرجال في فلسطين، وشيرين أبو هلال، من أبو ديس، والتي اعتبرت أن الذهنية العربية  وراء مجتمع يحكمه الرجال في فلسطين، والتي ترى أن كل امرأة تعيش في فلسطين، هي مناضلة لمجرد أنها ظلت هنا.

يسرد سمولار، تطور تاريخي لنضال المرأة الفلسطينية، منطلقاً من بدايات الحركة الوطنية زمن الانتداب البريطاني، ففي عام 1929، تجمع وفد من النسوة يضم مسيحيات ومسلمات ينحدرن من خلفيات اجتماعية متنوعة، أمام مقر المفوض العام البريطاني في القدس، ونددن بإعلان بلفور، في عام 1967، تزايد عدد الجامعيات الفلسطينيات، خاصة خريجات الجامعات المصرية، مع ذلك، ظل مجالس إدارة هذه الجامعات مقصوراً في الغالب على الرجال، ورغم انخراطهن في النضال الوطني أثناء الانتفاضة الأولى، نهاية ثمانينات القرن الماضي، إلا أن تلك المشاركة لم تغير مكانتهن، ولم تقلل من العوائق أمامهن في المجتمع الفلسطيني.

ومع أن منظمة التحرير الفلسطينية أقرت مؤخراً منح النساء 30% على الأقل من الوظائف في كافة المؤسسات الفلسطينية، إلا أن السلطة والفقر يضعان حداً لطموح العديد من الفلسطينيات، وبشكل ضمني، يعيد سمولار هذا الأمر إلى تحول اتفاق أوسلو إلى سراب، مشيراً إلى حقيقة أن معدل أعمار المجلس المركزي الفلسطيني يتجاوز السبعين، وهي مؤسسة عاجزة عن محاسبة نفسها، كما يقول، لذلك يمكن تفسير ضعف المكانة التي تحتلها النساء في صناعة القرار.  

ويختتم سمولار تقريره، بما قالته الوزيرة السابقة لشؤون المرأة زهيرة كمال، حول عودة المجتمع الفلسطيني إلى "القبلية" فجأة تستدير الأحزاب نحو النساء و"الحل"، إنشاء قوائم نسائية في الانتخابات.. لأنه حين نتحدث إلى الرجال نسمع كلمات معسولة، لكنهم لا يؤمنون بحقوقنا".

قد لا يضيف هذا التقرير الكثير، حول دور المرأة الفلسطينية، لدينا في فلسطين، إلا أن تناول هذا الأمر الحيوي في صحيفة كبرى مثل الليموند، له بالغ الأثر للتعريف بالنضال الوطني الفلسطيني، ودور المرأة الفلسطينية الثابت والفاعل فيه.