Menu

انتهى موسم السياحة..

طلال عوكل

قد يعتقد البعض أن ما وقع فجر يوم السبت الماضي، على الجبهة الشمالي، على أنه حدث عرضي، إذ تعودت إسرائيل على شن غارات على مواقع عسكرية. الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، كانت تختفي وراء ذريعة، منع حزب الله من امتلاك المزيد من الأسلحة التي تمر عبر سوريا، ولكن هذه المرة كانت بذريعة مقاومة الوجود الإيراني الذي يشكل خطراً عليها، ومع أن إسرائيل كانت ستواصل غاراتها العدوانية حتى لو أنها حصلت على ضمانات من روسيا، وهي في الواقع لم تحصل على مثل هذه الضمانات، الأمر الذي يشير إلى تماسك جبهة حلفاء النظام السوري، ولكنها لم تتوقع أن تتعرض طائراتها لنيران الدفاعات السورية. العدوانات الإسرائيلية السابقة والكثيرة كانت مجرد نزهة، لكنها هذه المرة وجدت نفسها أمام قرار بالتصدي وأمام أسلحة قادرة على إسقاط الطائرات المعتدية. قبل ذلك كانت إسرائيل قد اضطرت للتوقف عن بناء جداء فاصل على الحدود مع لبنان، بعد أن تلقت تهديدات من حزب الله ومن الدولة اللبنانية. ابتلعت إسرائيل كل ألسنتها، ودفعتها الصدمة المفاجئة إلى الانكفاء والتوجه لروسيا لكي تحتوي الموقف. قدرة إسرائيل ومصداقيتها في ان تكون شرطياً معربداً في المنطقة قادراً على حماية الآخرين، هذه القدرة انكشفت وتفرض عليها وعلى من يراهن عليها إعادة حساباتهم من جديد، وتعترف القيادات الإسرائيلية أن حرباً قادمة ستلحق بالجبهة الداخلية أضراراً بليغة وخسار باهظة.